28/07/2020 - 23:11

مقتل مادلين جرابعة: قرار بإعادة توقيف الوالد "القاتل" بعد تهديده لصحافيّ

أعلن مكتب النائب العام في قطاع غزة المُحاصَر، مساء اليوم الثلاثاء، عن إصدار قرار بإعادة توقيف قاتل الفتاة، مادلين جرابعة، بسبب خطورة الواقعة، في خطوةٍ تأتي بعد يومٍ من اعتداء الوالد، قاتلِ ابنتهِ، على صحافيّ غزيّ، كان قد سلّط الضوء

مقتل مادلين جرابعة: قرار بإعادة توقيف الوالد

العدالة لمادلين

أعلن مكتب النائب العام في قطاع غزة المُحاصَر، مساء الثلاثاء، عن إصدار قرار بإعادة توقيف قاتل الفتاة، مادلين جرابعة، بسبب "خطورة الواقعة"، في خطوةٍ تأتي بعد اعتداء الوالد، قاتلِ ابنتهِ، على صحافيّ غزيّ، كان قد سلّط الضوء على الجريمة، عبر حسابه في موقع التواصُل الاجتماعيّ "فيسبوك".

وقال الناطق باسم مكتب النائب العام، المستشار زياد النمرة، إن "النائب العام، أصدر تعليماته للجهات المختصة بإعادة توقيفه (والد الفتاة) بالرغم من تنازل أولياء الدم عن حقهم"، بحسب ما أوردت "شبكة قدس" عبر موقعها الإلكترونيّ.

وذكر النمرة أن "التنازل أدى للإفراج عنه (والد الفتاة) قبل أيام"، غير أن هذا الإفراج، هو ما أشعل مواقع التواصل، التي امتلأت بعبارات تناولت القضية، وأدانت الوالد القاتل، مُسلّطةً الضوء على استمرار "العنف الأُسَري" في فلسطين، ومُستنكرةً في الوقت ذاته، الإفراج عنه في وقت سابق.

وأوضح النمرة أن "خطورة واقعة (مقتل الفتاة) جرابعة، دفعت بالنائب العام لاستصدار قرار بإعادة توقيفه من جديد (كما أن) الجهات المختصة تعمل على إنهاء إجراءات توقيفه من جديد لديها بناء على قرار النائب العام في غزة، ضياء المدهون".

وكشف الصحافي الغزيّ، أحمد سعيد، في منشور عبر حسابه في "فيسبوك"، الإثنين، أنه تعرّض للتهديد من قِبل والد الفتاة.

وكتب سعيد في منشوره: "إلى اللواء توفيق أبو نعيم. الجرابعة (والد الفتاة) يصل بيتي ويقوم بالتهديد من أمام البيت".

وتوفيق أبو نعيم، لواء في غزة، قال الصحافي سعيد، في تصريح، إنه اتصل به، كما اتصل بمحافظ المنطقة الوسطى بغزة، وأخبرهم عن التهديد الذي تعرّض له، مؤكدا أن أبو نعيم قال له"سأقوم بوقف الأمر (بوضع حد) فورا".

وأوضح سعيد في تصريحات نقلتها عنه مواقع إخبارية فلسطينية عدة، أنّه لم يقدم شكوى رسمية بناء على اتصاله المباشر مع اللواء أبو نعيم، والمحافظ.

وأضاف سعيد في المنشور ذاته: "بتمنى (أتمنى) أن يُوضع حد لهذه المهزلة. وكتابتي كانت بالعموم عن القتَلة عديمي الضمير فإن شعر بأن الكلام له فليكن".

وتساءل: "بأي حق يأتي ويهدد (؟) ويتصل بي نسيبه ويقول لي أنا رفعت يدي عن الموضوع؟"، ذاكرا أن "البلد مش (ليست) غابة".

وقال سعيد خلال تصريحاته: "والد الفتاة، مادلين، قام بالتهجم على منزلي أثناء عدم تواجدي به، وقام بتهديدي على مسمع عائلتي وأهل المنطقة، فاتصل أشقائي علي (بي) وأخبروني بما حصل، وذلك بسبب مهاجمتي لموضوع (انتقادي لـ) مقتل الفتاة مادلين وإطلاق سراح والدها الذي قتلها بدم بارد (...) نحن كصحافيين يجب أن تكون لنا كلمة بالحق، وأن نكسر حاجز الخوف والصمت في القضايا المسكوت عليها"، مطالبا باتخاذ إجراءات رادعة بحق مرتكبي مثل هذه الجرائم لضمان عدم تكرارها مستقبلا.

وكتب الصحافي سعيد، الإثنين، منشورا، انتقد فيه القانون وتساهله مع الجرائم التي تُرتكب بحق النساء، وبخاصة على خلفية ما يُسمى بـ"شرف العائلة"، قائلا: "بشكل عام وكله بالقانون الأعوج. ممكن المريض النفسي يغتصب بنته ولما يخاف ينفضح يقتلها. وكلها شهرين وبطلع وبدعي أنه بدافع عن شرفخ. وبهوجة بعض المخاتير وبفنجان قهوة بطلع ولي الدم الهلس. لا وكمان بطلع بطل... آه يا بلد".

ولقي مقتل الفتاة جرابعة، تفاعُلا في الإنترنت، وأبدت الغالبية العظمى من التعليقات، استياءَ واستنكار أصحابها، للجريمة، كما استنكر كثيرون، الإفراج في وقت سابق، عن الوالد القاتل، معربين عن أسفهم لغياب قانونٍ يضمن بقاءَه وراء القضبان.

وكتب مغني الراب، تامر نفار، في منشور: "مادلين جعابرة تُقتَل على يد ابيها ضرباً...الاب طلع من السجن بعد اقل من شهر ...تدخل عشائري وواسطات والخ..".

وقال الفنان الكوميدي، علاء أبو دياب: "في غزة، الطفلة مادلين جرابعة قتلها والدها..
بعدين بتصريفه قانونية طلع من السجن بعد شهر.. وحاليا بهدد كل واحد حكى بالموضوع".

وانتقد أبو دياب القانون، في منشور آخر، أشار فيه إلى جريمة قتل أخرى، قالا: "يا عمي انا حمار! مش فاهم! كيف نفس الشرع اللي بمنع وأد البنت وهي رضيعة، ما بعاقب أبوها على قتلها وهي عمرها عشره و13؟!
رح ييجي حدا يقولي المشكلة مش بالتشريع، التشريع بسمحلك بالتعزير! المشكلة باللي بطبقه!
وانا ليش أصلاً عندي بند بالتشريع بسمح للي بطبق الشرع يلف ويدور ويبرأ القتلة!! قال ابوها ولي الدم! طب انا كيف بدي أعيش بنفس المجتمع مع مجرم قاتل هانت عليه بنته اللي من دمه ولحمه!! انا واولادي شو بنسوى جنب بنته؟! وكل النقاش الفقهي تبعكم هلأ شو بفيد البنتين اللي قتلوا! اذا القانون المطبق اياً كان ما بحقق العدل، يبقى القانون غلط، لأنه القانون والشريعة وجدوا لتحقيق العدل..".

ووصلت الفتاة، مادلين في 28 أيار/ مايو الماضي، إلى مستشفى شهداء الأقصى في غزة، وعلى جسدها آثار ضرب وتعذيب، ووُصفت حالتها الطبية حينها بالخطيرة. وفق بيان للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، نقلًا عن مصادر طبية، وأعلنت المصادر الطبية عن وفاتها، بعد يوم واحد من دخولها المشفى.

وحولت جثة الفتاة بالساعة التاسعة صباحًا، لقسم الطب الشرعي في مستشفى الشفاء في مدينة غزة لمعرفة أسباب الوفاة الحقيقية، وقال مصدر في الطب الشرعي، إن سبب الوفاة هو نتيجة للتعذيب والضرب، الذي أدى إلى إصابتها بكدمات على كافة أنحاء الجسم، ومحاولات الخنق حول العنق.

وقالت مصادر شرطية، إن الفتاة تعرضت للضرب من قبل والدها على إثر "خلاف عائلي".

وعُلم أن الفتاة، كانت محرومة من رؤية والدتها منذ سنوات، بسبب منع والدها لذلك، بالإضافة إلى فرضه قيودًا مشددة على حركتها وتواصلها، منعًا لتواصلها مع والدتها، لكن مادلين اتصلت لوالدتها بواسطة هاتف استعارته للحديث معها، وحين فعلت ذلك، ضربها والدها، وحاولت بقية الأسرة منعه لكنهم لم يفلحوا، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

التعليقات