من يقف وراء هجوم الواحات بمصر؟

اختلفت وسائل إعلام محلية مصرية، في تحديد المسؤول المحتمل عن الاشتباكات التي وقعت بين مسلحين وقوات أمنية، بمنطقة الواحات، غرب القاهرة، أمس الجمعة، وتاه المتابعون في أسماء التنظيمات المسلحة التي تنشط في المنطقة، ما بين "المرابطون"، و"ولاية سيناء"، و"حسم".

من يقف وراء هجوم الواحات بمصر؟

(أ ف ب)

اختلفت وسائل إعلام محلية مصرية، في تحديد المسؤول المحتمل عن الاشتباكات التي وقعت بين مسلحين وقوات أمنية، بمنطقة الواحات، غرب القاهرة، أمس الجمعة، وتاه المتابعون في أسماء التنظيمات المسلحة التي تنشط في المنطقة، ما بين "المرابطون"، و"ولاية سيناء"، و"حسم".

يأتي ذلك في الوقت الذي لم تعلن فيه أية جهة حتى الساعة 21:00 من مساء السبت، مسؤوليتها عن الحادث، الذي أسفر حسب بيان للداخلية المصرية، عن مقتل 16 شرطيًا، بينهم 11 ضابطًا، بالإضافة إلى فقدان أحد الضباط.

ورغم أن التنظيمات الثلاثة اشتهرت بتنفيذ عمليات إرهابية، خلال الأشهر الأخيرة، طالت عناصر بالجيش والشرطة، إلا أن ما رجح مسؤولية "المرابطون" (التابع لتنظيم القاعدة)، عن الهجوم، أن هذا التنظيم يقوده ضابط الصاعقة السابق بالجيش المصري، هشام عشماوي.

وأشار مراقبون إلة أن طبيعة عملية الواحات تتشابه بشكل كبير مع عمليات سابقة نفذها التنظيم.

وحتى الآن، لم يعلن النائب العام، نبيل صادق، موقفا بخصوص نتائج التحقيقات باشتباكات الواحات، غير أنه كلف الأجهزة المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة.

"المرابطون"

مجموعة من المتشددين كانوا ضمن جماعة "أنصار بيت المقدس" التي تنشط في محافظة شمال سيناء، بشكل أساسي وفي بعض المحافظات الأخرى، بشكل ثانوي، وتستهدف مواقع شرطية وعسكرية.

انفصلت هذه المجموعة عن تنظيم أنصار "بيت المقدس" عقب إعلان الأخير في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، مبايعة أمير تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي وتغيير اسمه إلى "ولاية سيناء".

وحسب تقارير محلية، يقود تنظيم "المرابطين" ضابط الصاعقة السابق، هشام عشماوي، الذي يتهمه الأمن بالمشاركة في تنفيذ محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري السابق (أيلول/ سبتمبر 2013).

كما يتهم الأمن هذا التنظيم، بالضلوع باغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام السابق (حزيران/ يونيو 2015)، وحادث كمين الفرافرة، فى تموز/ يوليو 2014، والتي قتل فيها 22 شرطيا، وحادثة العريش الثالثة بسيناء، في شباط/ فبراير 2015، التي أسفرت عن مقتل 29 عسكريا.

وظهر عشماوي في مقطع مصور قبل أشهر، وكنى نفسه بـ"أبو عمر المهاجر"، وأعلن مسؤوليته عن "عملية الفرافرة"، مؤكدًا على موقعه التنظيمي الجديد كأمير لجماعة جديدة حملت اسم "المرابطون".

"ولاية سيناء"

يعد "ولاية سيناء"، الذي بايع تنظيم "داعش" الأكثر خطورة بين الجماعات المسلحة؛ نظرًا لعدد العمليات التي قام بها ضد قوات الأمن المصرية سواءً من الجيش أو الشرطة في سيناء، والتي خلفت مئات القتلى كان أحدثها منتصف الشهر الجاري بهجوم على حاجز عسكري أسفر عن مقتل 6 عسكريين.

كما هاجم التنظيم محافظات الدلتا والقاهرة، وأبرزها تفجير عدد من الكنائس في القاهرة والإسكندرية والغربية (دلتا النيل).

وتحدثت وسائل إعلام مصرية عن ضلوع أبرز مطلوبي "ولاية سيناء"، وهو القيادي عمرو سعد في حادث الواحات.

ووجهت اتهامات سابقة لـ"سعد" بالوقوف وراء حادث تفجير الكنيسة البطرسية بمنطقة العباسية شرقي القاهرة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، والهجوم الإرهابي على كمين أمني بمحافظة الوادي الجديد، في كانون الثاني/ يناير الماضي، والتفجير الانتحاري بكنيسة مارمرقس بالإسكندرية، في نيسان/ أبريل الماضي، واستهداف مسيحيين قرب دير بمحافظة المنيا في أيار/ مايو الماضي.

"حسم"

تعتبره السلطات المصرية الجناح المسلح لجماعة الإخوان المسلمين بعد 2013، رغم نفي الجماعة دومًا وتأكيدها على النهج السلمي في المعارضة، وعدم تبعية التنظيم لها.

هجمات "حسم"، حسب بياناتها، تستهدف "القضاة والشرطة والمؤيدين للنظام الحالي"، وأعلن التنظيم مسؤوليته عن العديد من العمليات الإرهابية، كان أحدثها تفجير عبوة ناسفة في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي قرب سفارة ميانمار في الزمالك، وسط القاهرة.

ولم يسبق أن نفذ "حسم" الذي أعلن عن نفسه رسميا في تموز/ يوليو 2016، أي هجوم مماثل في الحجم والقوة على قوات اﻷمن.

الواحات... ثغرة أمنية

هذا وباتت طريق الواحات، غربي مصر، "ثغرة أمنية" تحصد الأرواح، ومن الطرق الحافلة بالمواجهات والاشتباكات المسلحة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، كان آخرها أمس الجمعة.

وطريق الواحات هو الرابط بين القاهرة الكبرى والواحات البحرية، (غرب)، وصولاً إلى واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، بطول يصل إلى 565 كيلومترا.

ولم يكن حادث أمس، الأول من نوعه في هذا الطريق، نظرا لتاريخ من المواجهات والاشتباكات المسلحة التي أودت بحياة العشرات، علاوة على ما يشهده من حوادث سير.

وفيما يلي رصد لأبرز الحوادث الأمنية التي شهدها هذا الطريق ومحيطه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، والتي تضاف لحادث أمس:

أيار/ مايو 2017

قتل 3 ضباط ومجند إثر انفجار حزام ناسف "كان بحوزة أحد الإرهابيين"، أثناء حملة برية لقوات الجيش بمحيط طريق الواحات، حسب بيان للجيش المصري.

أيلول/ سبتمبر 2015

قتل 12 شخصًا وأصيب 10 آخرون (مكسيكيون ومصريون)، إثر ضربة جوية نفذها سلاح الجو المصري على منطقة الواحات، بحسب إحصاء رسمي مصري، ويومها أدانت المكسيك الحادث وطالبت بتحقيق واف.

وقالت مصر آنذاك، في بيان رسمي، إنه "أثناء ملاحقة بعض العناصر الإرهابية قامت قوات الأمن بالتعامل عن طريق الخطأ مع 4 سيارات دفع رباعي، تبين أنها خاصة بفوج سياحي مكسيكي، كان في منطقة محظورة".

تموز/ يوليو 2014

هاجم مسلحون كمينا أمنيًا في منطقة الكيلو 100 بالمنطقة الواقعة بين واحة الفرافرة والواحات البحرية، ما أسفر عن مقتل 28 ضابطا ومجندًا وإصابة آخرين، بحسب إحصاء رسمي.

وعلى إثر الحادث عقد مجلس الدفاع الوطني (مختص بالنظر في شؤون الأمن القومي) اجتماعا برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لبحث ومناقشة تداعيات الحادث، وقال في بيان إنه "سيثأر لدماء الشهداء الغالية".

حزيران/ يونيو 2014

تعرض كمين أمني عند الكيلو 100 بطريق الفرافرة ـ الواحات البحرية بالوادى الجديد، لهجوم مسلح أسفر عن مقتل ضابط و5 مجندين من الجيش المصري، وفق إحصاء رسمي.

وبعض مرتادي طريق القاهرة الواحات، يطلقون عليه لقب "طريق الموت" لكثرة حوادث سير القاتلة التي تودي بحياة المئات سنويا من الركاب، بسبب كثرة انحناءاته مع وجود أكثر من 20 كيلومتر كطريق صحراوي دون رصف، علاوة على الاشتباكات مع الأمن ومسلحين.

التعليقات