مجزرة شفاعمرو: جريمة إرهابية نفذتها المؤسسة الإسرائيلية

وقال عميد الأسرى في شفاعمرو، الأسير المحرر جميل صفوري "لقد أصبح من السهل عليهم قتلنا، لهذا علينا أن نبدأ بالتفكير بتقديم شكاوى للمحاكم دولية، وهم مخطئون بأنهم باعتقالنا وزجنا في السجون سيمنعونا من مواصلة مشروعنا النضالي".

مجزرة شفاعمرو: جريمة إرهابية نفذتها المؤسسة الإسرائيلية

لا نسيان ولا غفران

شارك المئات من الداخل الفلسطيني، مساء أمس الثلاثاء، في مسيرة إحياء الذكرى العاشرة لمجزرة شفاعمرو، بمشاركة عدد من النواب العرب من ضمنهم النائب د. باسل غطّاس والنائبة حنين زعبي وعضو المكتب السياسي للتجمّع الوطني الديمقراطي، مراد حدّاد، والنائب مسعود غنايم والنائب أيمن عودة والنائب يوسف جبارين وعدد من رؤساء السلطات المحلية، بينهم رئيس بلدية شفاعمرو، أمين عنبتاوي، ورئيس بلدية طمرة، د. سهيل ذياب، ورئيس الحركة الإسلامية (الشمالية)، الشيخ رائد صلاح، وإمام الطائفة المعروفيّة في شفاعمرو، الشيخ يوسف أبو عبيد، وغيرهم.

وانطلقت المسيرة من أمام بلدية شفاعمرو، والأطفال المشاركون يحملون الشعارات التي تندد بالإرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين، كان بينها 'الحرية لأسرى الحرية' و'فلتسقط سياسة المجازر وحرق الأطفال الفلسطينيين' و'الصهيونية = الإرهاب'، و'لا غفران ولا نسيان'.

وكانت المحطة الأولى في مقبرة الطائفة المسيحية حيث تم وضع أكاليل من الزهور على النصب التذكاري للشهداء هناك، ومن ثم استمرت المسيرة لتصل المقبرة الإسلامية في المدينة، وقام والدا الشهيدتين هزار ودينا والحفيدتان هزار ودينا بوضع أكاليل الزهور على ضرحي الشهيدتين.

عنبتاوي: 'رسائل مقتضبة للشهداء والأسرى والجماهير العربية'

واحتشد المشاركون في نهاية المسيرة عند دوار النصب التذكاري للشهداء وألقى رئيس بلدية شفاعمرو، المربي أمين عنبتاوي، كلمته قائلا إنه 'من هنا نقف لا لنذكر ولا لنتذكر لأنه ما كنا لننسى، لا لم ننسى ما حيينا، وأرسل من هنا رسائل مقتبضة الأولى منها للشهداء الأبرار لذويهم، لأسرهم الصغرى والكبرى، لقد سطرتم بدمائكم الزكية الطاهرة يوما مفصليا في تاريخ شعبنا كافة، لن نسمح أن يذهب هذا هدرا ولا سدى'.

اقرأ أيضًا | مجزرة شفاعمرو: إحياء الذكرى العاشرة للمجزرة

وتابع: 'الرسالة الثانية للشباب المعتقلين والبعض لا زال رهن الاعتقال، والبعض الآخر بيننا، وننتظر بفارغ الصبر لقاء نعمان بحوث وباسل قادري، بعد أن استقبلنا جميل صفوري وباسل قادري وأركان كرباج، لكم نقول إنكم دفعتم ثمنا باهظا على ذنب لم تقترفوه بل على وسام شرف أعتقدوا أن تكونوا قد سُلبتموه، ولكن نحن شعبكم وبلدكم، وسام شرف أنتم لنا على صدورنا دوما'.

صفوري: 'يجب المتابعة الجدية لملف المعتقلين الشفاعمريين'

وأضاف أن 'الرسالة الثالثة للجنة الشعبية ولكل من وقف معنا في هذه القضية باسم بلدية شفاعمرو وأهل شفاعمرو وباسم شعبنا كله، نقول لكم بوركتم، نشد على أيادي كل من بذل جهودا في هذا المسار الذي نعتبره أقل من الواجب، والرسالة الرابعة لكل المسؤولين في هذه الدولة نقول أن الآوان بعد أن كان قد آن منذ زمن ليقف كل مسؤول ليس في لحظاتٍ فحسب بل في ساعات طوال حساب مع النفس، لأن المشكلة لم تكن يوما في منفذ الجريمة الإرهابية، لا في دوما أو حادثة الباص أو حادثة إجرامية، ليست المشكلة في الأيدي العابثة المنفذى الدنيئة بل في من يوفر التربة الخصبة والجو والمناخ الذي يغذي هذه الروح وكأنه يرسلها لتقتل وتدنس المقدسات'.

وقال عميد الأسرى في شفاعمرو، الأسير المحرر جميل صفوري، في كلمته 'لقد أصبح من السهل عليهم قتلنا، لهذا علينا أن نبدأ بالتفكير بتقديم شكاوى للمحاكم دولية، وهم مخطئون بأنهم باعتقالنا وزجنا في السجون سيمنعونا من مواصلة مشروعنا النضالي، فلينظروا إلى الحشد المشارك في المسيرة غالبيتهم من الشباب الذين كانوا أطفالا في العاشرة من عمرهم عندما وقعت المجزرة'.

وأكد على 'أهمية متابعة ملف المعتقلين الشفاعمريين الذين لا زالوا يقبعون في السجن بتهمة قتل الإرهابي زادة، وغيرهم الذين تم اعتقالهم خلال المظاهرات الداعمة لمعتقلي شفاعمرو، رحم الله شهداءنا والحرية لأسرى الحرية'.

زعبي: 'النظام الإسرائيلي هو من نفذ مجزرة شفاعمرو'

واتهمت النائبة عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، حنين زعبي، النظام الإسرائيلي بتنفيذ مجزرة شفاعمرو، وقالت: 'لقد ترعرت بعد حادثة القتل السياسي لشهداء شفاعمرو الحفيدتان هزار ودينا، هما الآن بأعمار ثماني سنوات، ووفاءً للشهداء نادر وميشيل وهزار ودينا، علينا ليس فقط أن نستذكر ماذا حدث بل أن نعي ماذا حدث، وأن نجيب على السؤال لماذا قُتل الشهداء ومن الذي قتلهم؟ وعندما قُتل شهداؤنا كجزء من شعب، علينا أن ندافع عنهم وعن أنفسنا كجزء من شعب، في الوقت الذي يعرفنا نظام ثان كضيوف، نحن لا نناضل لكي نموت بل لكي نحيا، فالوطن ليست كلمة فارغة بل هو الإنسان وحقه وكرامته وحريته وكبرياؤه، هو حقه أن ينتمي لشعب وتاريخ، ومن قتل هزار ودينا وميشيل ونادر هو نظام عنصري يشرّع قتلنا، هو ليس شعبا أو أعشابا ضارة بل نظام عنصري يشرّع قتلنا وملاحقتنا ومصادرة أرضنا، ليس فقط من قبل متطرفين بل من قبل نظام كامل'.

الشيخ صلاح: 'قد يتكرر مشهد مجزرة شفاعمرو في قرانا ومدننا العربية'

واعتبر رئيس الحركة الإسلامية (الشمالية) الشيخ رائد صلاح، أن 'المؤسسة الإسرائيلية هي من نفذت مجزرة شفاعمرو، ولم تكن جريمة الإرهاب في شفاعمرو فردية بل كانت جريمة مؤسسة، لذلك سلفا لا أتردد أن أقول أن المؤسسة التي تستبيح قتلنا لا نثق بها، ولا نثق بقضائها وبادعاءاتها المختلفة تحت شعار الحفاظ على القانون وضبط النظام'.

وأضاف أنه 'نحن الآن مطالبون أن ننظر إلى اليوم والغد وأن ندرك أننا دخلنا في مرحلة جديدة مصيرية، ومطالبون أن ندافع عن أنفسنا وإن لزم الأمر أن نقيم لجانا شعبية في كل قرية ومدينة في الداخل الفلسطيني للدفاع عن أنفسنا، يجب أن نُعجل في ذلك، أُذكر نفسي وأُذكر كل عاقل فينا أن الذين وقفوا وراء مجزرة شفاعمرو ما يزالوا يتجولون بيننا، ومن الممكن أن يكرروا نفس الجريمة في كل لحظة، وقد يكونوا في أي قرية ومدينة'.

الشيخ أبو عبيد: 'علينا أن نطمح إلى برامج توعوية حول المجزرة'

وأشار شيخ الطائفة الدرزية المعروفية، الشيخ  يوسف أبو عبيد، إلى أنه 'بعد عشر سنوات من مجزرة شفاعمرو ما زال البعض من شرفاء هذه المدينة الذين دافعوا عن حياتهم، فهم حتى الآن يقبعون في السجن ظلما دون ذنب ارتكبوه، سوى أنهم وقفوا وقفة عزة وكرامة، بهذا علينا أن نطمح إلى برامج توعوية وتثقيفية لتبقى هذه المجزرة عبرة لنا وللأجيال القادمة ولتظل وصمة عار على جبين العنصريين'.

بركة: 'بانتظار عودة المعتقلين باسل ونعمان على أحر من الجمر'

وقال النائب السابق، محمد بركة ،ابن مدينة شفاعمرو: 'تحية لأهالي الشهداء الذين لا زالوا يحملون مشعل الأمل ويواصلون الطريق، تحية للأسرى الذين دفعوا ثمنا باهظا لموقفهم البسيط بأن لا يسمحوا للمجرم مواصلة جريمته، تحية لمن تحرر ونحن بانتظار باسل ونعمان على أحر من الجمر'.

التعليقات