أهلُ عكا أعلنوها عاليًا: خان العمدان "مش للبيع"

مَن لا يُحبُ عكا؟!! تلك المدينة الفلسطينية التاريخية، الشامخة على أرضها، والتي تحدّت الغزاة على مرّ العصور. مَن مِنّا فلسطينيي الداخل والضفة والقطاع والشتات لم يؤثِر فيه اسمُها؟! مَن لم يتعلّم عنها في كتب التاريخ وتغنّى بِها يومَ عرفَ أنها هزمت نابليون، وحطمت جيشه عند أسوارها؟! مَن لا يُحِبُ تاريخها، وبحرها وبرها، وجوامعها وكنائسها، وزقاقاتها (زواريبها) وفسحاتها الرهيبة وسماءَها، وروعة جمالها حين يُمطرها الشتاءُ حُبًا ويذرف البحرُ دموعًا عند سطوعِ شمسِها؟! مَن مِنَ الأطفالِ لم يُهلل فَرحًا في العيد وهو يعتلي حناطيرها؟! مَن لم يبتسم ابتسامة العاشق وهو يراقِبُ اعتلاء موجها؟! مَن لم يأخذه السِحرُ وهو يُراقِب مِن بعيد مراكِب الصيادين وهو تُسافِرُ في البحرِ وتعودُ مُحمّلة بغَلّةِ العائلة؟!! تلك هي عكا، الجبّارة التي دحرت الغُزاة، وما استسلمت أمام الغازي الأخير لا يزالُ مُتربصًا بأهلها، عاجزًا عن مواجهتها، محتالاً على تاريخها وحضارتها، وراغبًا في خيراتِ أهلها وبيوتهم وأملاكهم، لكنّهم – أهلُها- الذي يحلفون بحياته.. تلك هي المدينة التي تفخر بتاريخها ومعالمها، خان العمدان (الجزار) والفرنج والشواردة، والسوق الأبيض وحمام الباشا، وسور عكا، والممر المائي، وجامع الجزار ومسجد اللبابيدي وغيرهم من المعالم التاريخية، التي لن يسمح أهلُ عكا بتدنيس آثارها وبيعها "مهما كلفهم ذلك"!

أهلُ عكا أعلنوها عاليًا: خان العمدان

خان العمدان

مَن لا يُحبُ عكا؟!! تلك المدينة الفلسطينية التاريخية، الشامخة على أرضها، والتي تحدّت الغزاة على مرّ العصور. مَن مِنّا فلسطينيي الداخل والضفة والقطاع والشتات لم يؤثِر فيه اسمُها؟! مَن لم يتعلّم عنها في كتب التاريخ وتغنّى بِها يومَ عرفَ أنها هزمت نابليون، وحطمت جيشه عند أسوارها؟! مَن لا يُحِبُ تاريخها، وبحرها وبرها، وجوامعها وكنائسها، وزقاقاتها (زواريبها) وفسحاتها الرهيبة وسماءَها، وروعة جمالها حين يُمطرها الشتاءُ حُبًا ويذرف البحرُ دموعًا عند سطوعِ شمسِها؟! مَن مِنَ الأطفالِ لم يُهلل فَرحًا في العيد وهو يعتلي حناطيرها؟! مَن لم يبتسم ابتسامة العاشق وهو يراقِبُ اعتلاء موجها؟! مَن لم يأخذه السِحرُ وهو يُراقِب مِن بعيد مراكِب الصيادين وهو تُسافِرُ في البحرِ وتعودُ مُحمّلة بغَلّةِ العائلة؟!! تلك هي عكا، الجبّارة التي دحرت الغُزاة، وما استسلمت أمام الغازي الأخير لا يزالُ مُتربصًا بأهلها، عاجزًا عن مواجهتها، محتالاً على تاريخها وحضارتها، وراغبًا في خيراتِ أهلها وبيوتهم وأملاكهم، لكنّهم – أهلُها- الذي يحلفون بحياته.. تلك هي المدينة التي تفخر بتاريخها ومعالمها، خان العمدان (الجزار) والفرنج والشواردة، والسوق الأبيض وحمام الباشا، وسور عكا، والممر المائي، وجامع الجزار ومسجد اللبابيدي وغيرهم من المعالم التاريخية، التي لن يسمح أهلُ عكا بتدنيس آثارها وبيعها "مهما كلفهم ذلك"!


كانت آخرُ وقفةٍ احتجاجية رسمية لأهلِ عكا والمتضامنين معهم في تاريخ 18 اكتوبر الماضي، يومَها أطلقتها مجموعة "فلسطينيات – من أجل حراك وطني ومدني"، وانطلق المحتجون ضمن مسيرة احتجاجية ضد الخطوة (الفاشية)، حيثُ وصلوا إلى منطقة خان العمدان وهناك أطلقوا صرختهم العالية ضد مخططات التهويد وطمس معالم عكا التي تسعى السلطات الإسرائيلية منذ الاحتلال عام 1948، إلى انتزاعها مِن أهلها الأصليين وتحويلها إلى مزارٍ للسياح في العالم، علمًا أنّ مجموعة الناشطين ومنظمي الحملة، أطلقوا مشروعهم عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت عنوان "خان العمدان مش للبيع".

والحديث يدور عن مناقصة ثانية ، شارك فيها كلٌ "دائرة أراضي إسرائيل" ووزارة السياحة الإسرائيلية، وذراعها المُحرك هي "سلطة تطوير عكا القديمة"، التي تُخطط وتنفِذ وتستجلب مستثمرين أجانب، في سعيٍ لطمس معالم المكان الذي تزينه الحضارتين العربية والإسلامية، عِلمًا أنّ "خان العُمدان" في عكا،  أُدرج في العام 2001، ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو).

إخلاء 36 عقارًا، وترحيل مائتي عكاوي على الأقل!
وكانت دائرة أراضي اسرائيل قد نشرت في أيلول الماضي إعلانًا بالعبرية للمناقصة ، هذا نصها: "أحد أجمل المواقع التاريخية في عكّا، خان العمدان، سوف يعرض للبيع عن طريق مناقصة من قبل دائرة أراضي إسرائيل، من أجل تحويله إلى فندق يضم 200 غرفة. وسيتم نشر المناقصة بالتعاون مع وزارة السياحة وسيتم تنفيذها من قبل شركة تطوير عكّا". وجاءَ أيضًا أنّ "الدمج مُعد لتطوير وتنمية، والمحافظة عليه كموقع تاريخي، وعليه، فسوف ينظُر أصحاب الإعلان، فقط للمرشحين الذين لهم توصية من وزارة السياحية، بعد فحص الوزارة لمخططاتهم وملائمتها للمشروع".  وأخطر ما في المناقصة أنّ الفائز أو المُشتري ومنذ لحظة توقيعه على العقد ولمدة 5 سنوات، عليه إخلاء 36 عقارًا، ما بين محالٍ تجارية ومخازن وبيوت، تقع في المنطقة القريبة، ما بين الخانين، ما يعني أنّ على المُشتري أن يقوم بترحيل السكان الأصليين أولاً، وعدد الأفراد بينهم يتجاوز الـ 200 فرد. علمًا أنّ المناقصة الأولى لبيع خان العمدان نُشرت في العام 2007، لكن لأسبابٍ مرتبطة بالعقد وشروطه مَع المُشتري الأول، تم التراجُع عن الصفقة.

خان العمدان معلمٌ تاريخ
يقع خان العمدان في البلدة القديمة من مدينة عكّا، وشيّد الخان عام 1784 خلال فترة الحكم العثماني (اثناء فترة حكم أحمد باشا الجزار)، وأضيف إليه، برج الساعة في العام 1906م.

ولكثرة أعمدة الخان أطلق عليه اسم "خان العمدان" أي "فندق الأعمدة"، وخان تعني بالفارسية والتركية "فندق"، وسُمي أيضًا بخان الجزار، وهو واحدٌ مِن الخانات التي انتشرت في عكا القديمة في الفترة العثمانية،  ويجاور خان العمدان خان الشونة والحمام التركي الصغير. ومِن هُنا تأتي قيمة وأهمية المكان التاريخية بأحجارها وروعة بنائِها، وكان لعكا، ولخان العمدان المصنوعة أعمدته من الصوان، أهمية تجارية كبيرة، لقربه من الميناء، الذي استخدمه التجار القادمين إلى عكا كمستودعٍ وغرف تجارية في الطابق الأول، وغرف مبيت في الطابق الثاني، كما اكتسب أهمية كبيرة لدى الطائفة البهائية، التي كانت تستقبل ضيوفها في المكان، ثم حولته إلى مدرسة للبهائيين.


- خان العمدان (تصوير ربيع عيد) -

وفقد خان العمدان بعد العام 1948، كثيرًا من بريقه ولم يعُد البحارة يزورونه ولا عادت التجارة تزدهر في المكان، ولا عادَ السياحُ إلى خاناته، بل أصبحَ مكانًا مهجورًا، مهملاً مِن قِبل المسؤولين، واكتفى أهلُ عكا بتنظيم مهرجاناتهم ونشاطاتهم الاجتماعية والسياسية والثقافية والفنية، في المكان، واستمرَ الأطفال العكيين باللعب في الساحة العامة حتى تمّ إغلاق المكان عام 2008، ولاحقًا بدأت الحجارة الكبيرة التاريخية (المجلوبة قبل النكبة من قيساريا)، مما جعل المكان يُشكّل خطرًا مميتًا على زائريه، وينتظر مَن يقوم بترميمه، ليعود له بريقه ويحتضن الزوار من جديد، علمًا أنّ السلطات الإسرائيلية خصصت ميزانيات ضخمة لتطوير الأحياء اليهودية الجديدة في عكا، وتركت العكاويين مكبلي الأيدي، لا يمكنهم إضافة حجرٍ واحد في بيتٍ آيلٍ للسقوط، ناهيك عن الخدمات العامة شبه المعدومة، وحرمان سكان البلدة القديمة مِن ساحاتٍ للعب الأطفال، بعيدًا عن الخطر.

جمعية ياطر العكية تجهّز لدعوى قضائية ضد سلطة تطوير عكا ودائرة أراضي إسرائيل
وفي خطوةٍ جديّة أكدّها سامي هواري، مدير جمعية الياطر (للتنمية الثقافية والاجتماعية في عكا)، "أنّ مسارًا قضائيًا يتم دراسته حاليًا بمُشاركة جمعية عدالة وبمساندة لجنة الوقف الإسلامي، لمواجهة بيع خان العمدان، "المؤجَر لدائرة أراضي إسرائيل لمدة 99 عامًا، وقد أبرمت اتفاقية ألزمت خلالها دائرة أراضي إسرائيل الوقف الإسلامي، عام 1974، بتوقيع العقد بالإيجار، مما يسمَح للطرف المستأجِر بالتصرف بالخان، كما لو أنه مالكه دون الرجوع إلى لجنة أمناء الوقف (المالك الأصلي)، وعليه قامت شركة تطوير عكا- وكيل دائرة أراضي إسرائيل - بإخلاء عشرات المنازل من ساكنيها، وعرض خان العمدان للبيع، لتحويله إلى فندق، كما أعدت خرائط هيكلية لبناء طابق ثالث بهدف زيادة الأرباح الاقتصادية، وإضافة إلى تحويل خان الشونة القريب إلى مجمّعٍ تجاري، وبيع الحمام الصغير (التابع للأوقاف)، لاستعماله كحمامٍ، عدا عن اقتطاع عشرات العقارات والبيوت القريبة". ويعلّق العكاوي سامي هواري: "تهدّد المناقصة العكاويين بالإخلاء من منازلهم خلال 5 سنوات، وإلا فسيتم تغريم المُشتري (بمبلغ 10 مليون شيكل)، ألا يُشير ذلك إلى السعي للتهويد والتهجير وترانسفير مبرمج لسكان عكا القديمة؟!". ويُشيد الناشط السياسي والاجتماعي سامي هواري بموقف الأوقاف الإسلامية الحالية، برئاسة الشيخ سمير نجمي الذين قاموا بخطوة دينية وطنية بفتح جامع اللبابيدي الذي تمّ أغلاقه منذ العام 1948، واعتبر الشيخ سليم نجمي- رئيس لجنة أمناء الوقف الإسلامي أنّ افتتاح المسجد في عام 2012، هو انجازٌ تاريخي ليس لعكا فقط وإنما للعالم العربي برمته".

وشدّد هواري: "لا تتركوا أهل عكا لوحدهم، كما سائر المدن المختلطة التي لم تستطع الصمود في وجه عمليات التهجير التي دبرتها عشرات المؤسسات والوزارات والبلديات وشركات التطوير (التطيير)، وعميدار وعميؤور، وجمعيات يهودية، ووكالات يهودية، وجمعيات دينية ومتطرفة، بينما يكتفي البعضُ مِنا باللوم والتخوين، ولهؤلاء أقول: استثمروا في عكا، ولا تجعلوا أهل عكا لقمة سائغة للمحتل".

دعوى خاصة لرجال الأعمال والممولين والمستثمرين العرب: تعالوا إلى عكا!
تستقبل جمعية ياطر منذ فترةٍ طويلة رجال أعمالٍ وممولين محليين وعرب وأجانب همهم مصلحة الفلسطينيين في عكا، ويهتمون بالحفاظ على التراث الفلسطيني، ولا تزال الجمعية تُنادي وتُعلن في أكثر مِن موقع وعبر وسائل الإعلام العربية والعالمية، ضرورة إسهام المستثمرين العرب في إنقاذ عكا مِن مأساة التهويد.

من جهته وجه هاني أسدي عضو بلدية عكا الجديد مناشدةً قائلاً: "أولاً يجب إلغاء العقد بين دائرة إسرائيل ولجنة الأوقاف الإسلامية، لتعود الملكية خالصة للوقف، وأدعو جميع السياسيين والاجتماعيين والقادرين والمستثمرين العرب في البلاد وخارج البلاد الاستثمار في عكا، لتعود على الطرفين هم وعلى أهل عكا بالفائدة الجمّة. ويرى أسدي أنّ القوة العربية التي وصلت إلى 5 أعضاء- قادرة على التغيير وفرض الوجود العربي وسحق محاولات تهويد عكا، وأنّ مشاريعًا في مصلحة سكان عكا، وأبناء البلدة القديمة الذين سيُمنحون الأولوية في تطوير الوضع التعليمي وإقامة نوادٍ، وخلق فرص معيشة أفضل.

وصرّحت سهاد بشارة المحامية في مركز عدالة لوسائل الإعلام قائلةً: "بحجج التطوير الاقتصادي والسياحي، تقوم بلدية عكا ودائرة أراضي اسرائيل وما تسمى بشركة تطوير عكا، منذ سنوات، بتحويل الكثير من الأبنية التاريخية والمعالم العربية والاسلامية، المتبقية في البلدة، إلى مُنتجعات وفنادق لاستعمال المستجمين في المنطقة، لطمس التاريخ. وكحال عكا تعيش سائر المدن، وخاصةً المختلطة، نفس المعاناة، وتُمارس سياسة التهويد منذ سنين، كما جرى في يافا واللد والرملة وسائر المدن الفلسطينية التي يتم اخلاؤها من سكانها الأصليين.

حملة "عكا ليست للبيع" وسُبل المواجهة
وتقول بشارة: يجب أن تكون المواجهة، سياسيًا وجماهيريًا وإعلاميًا ودوليًا وقضائيًا، مع العلم أنّ القضاء والقانون الإسرائيليين محدودي الضمان في هذا الموضوع، بكل ما يتعلق بسياسات الأراضي والتخطيط والتهجير، ولم يكن الجهاز القضائي يومًا مالكًا  لأية إمكانية أن يمنع سياسات تهجير أو تهويد، هذا ما تشير له تجربتنا لغاية اليوم، المطلوب الآن وقفة جماهيرية تضامنية من أجل وقف هذه الحملة، وحماية أهالي عكا، وما تبقى من فلسطينيين داخل البلدة القديمة.

____________________________________________________________________________

النائب غطاس يطالب بالعدول عن بيع خان العمدان وتهجير السكان العرب في عكا

التعليقات