قال الشيخ صفوت فريج من كفر قاسم، ابنُ أحد جرحى المجزرة وابن شقيق أول شهيدٍ في المجزرة وعضو لجنة التوجيه العليا للجنة الشعبية لإحياء الذكرى الستين لمجزرة كفر قاسم، لـ'عرب 48'، إن 'الشعار الذي اتخذناه في الذكرى الستين لمجزرة كفر قاسم، ألا وهو 'الشهداء يوحدون الوطن'، هذا الشعار لم يأتِ عبثًا، لأنّ دماء الشهداء ليسَ عليها أي اختلاف وهي توحِد الجميع'.

وتحدث الناشط السياسي الشيخ فريج والذي يشغل كذلك نائبا للحركة الإسلامية (الجنوبية) في كفر قاسم، عن وجعه الشخصي والعائلي، جرّاء مجزرة كفر قاسم التي قلبت المعادلّة وغيّرت صورة الحياة لعائلات بأكملها.
وعن وجعه الشخصي قال إننا 'نتحدث عن الشعار الذي اتخذناه في الذكرى الستين لمجزرة كفر قاسم، ألا وهو 'الشهداء يوحدون الوطن'، هذا الشعار كما قلت لم يأتِ عبثًا، لأنّ دماء الشهداء ليسَ عليها أي اختلاف وهي توحِد الجميع، وبالتالي جميع الأحزاب والحركات السياسية، وكل العائلات وكل الأشخاص اجتمعوا في هذه اللجنة الخاصة، وهي الأوسع على مدار تاريخ كفر قاسم، لإحياء الذكرى الستين لمجزرة كفر قاسم وتخليد ذكرى الشهداء، فلا أحد يعرف نفسه بصفته، وإن كنّا جميعنا ننتمي لأحزاب وحركات وجماعات، لكن أسماء الشهداء على هذه اللوحة، هم يمثلون كل عائلات كفر قاسم'.
وأضاف: 'أنا عمي الشهيد أحمد محمد صوص يخصني، لكن إبراهيم عبد الله عبد الهادي حمّاد عيسى أيضًا يخصني، كما أحمد محمد جودي عامر، وابن طه، جمال سليم محمد طه، وجمعة محمد عبد صرصور، كلهم بالنسبةِ لي أحمد محمد صوص، كلهم أعمامي وكلهم آباؤنا وأجدادنا، بالتالي هذه الفكرة توحِد الكل، وكل من لديه اختلاف مع جاره، أو منافسه السياسي، يضع كل هذا جانبًا في هذا اليوم'.
وتحدث عن الجديد في الذكرى الستين للمجزرة؛ 'لدينا عدة محاور نعمل عليها، وأهم هذه المحاور صراحةً 'البانوراما' التي تُعَد للمرة الأولى في المجتمع العربي، هي بانوراما، الآن العمل عليها جارٍ منذ أسابيع ونحنُ نعمل، لإعدادها وهي بانوراما تحاكي فصول مجزرة كفر قاسم بفصولها المختلفة، وجاءت هذه البانوراما، لتلامس قلوب الشباب والشابات، وتغرِس وتذوِّت هذه الذكرى الأليمة، لأننا كما نعرف نحن في عصر التكنولوجيا والانفتاح، واليوتيوب، والفيسبوك والواتس آب، الشباب يؤثِر فيهم الفن والمقاطع الفنيّة، أكثر من المحاضرات والكلام الكثير'.
وخلال حديثه تحدث الشيخ صفوت فريج عن 'ست لوحات تطرقت إلى مجزرة كفر قاسم، ما قبل الـ56، القرية الوادعة الهادئة الآمنة الجميلة، الفلاحين البسطاء، فهي: 'لوحة تحاكي كفر قاسم ما قبل الـ56، بالصوت والصورة والمشاهد والأشخاص'، و'اللوحة الثانية تتطرق إلى منع التجوُّل، وهي ليلة مليئة بالارتباك والريبة والشك والخوف، فيها كل تفاصيل منع التجوُل بالأشكال والأصوات والأسماء والرواية، على فكرة كل لوحة لا تأخُذ أكثر من 4 دقائق، هي مُختصرة، لكن برسائل فنيّة واضحة، كل من يشاهدها يعيش هذه الأجواء وكأنه يراها'. اللوحة الثالثة وهي تفاصيل المجزرة، بكل تفاصيلها، مع الراعي وابنه الصغير مع 'الأغنام' والعمال العائدون، على الدرجات، والنساء اللواتي ينزلن من السيارات، أصواتهم/ن، أسماؤهم/ن، صورهم/ن موجودة على اللوحة، بأناشيد شعبية من أيام زمان، تجسِّد هذه المعاناة والمأساة. أما اللوحة الرابعة وهي الدفن والمقبرة، ونحنُ نعتبر في كفر قاسم أنّ المجزرة هي مجزرة، لكنها كانت في عدة مسلسلات، لأنّ المجزرة، صحيح أنها بدأت بمنع التجول والقتل، لكنها استمرت بعملية الدفن المهين، حيث جاؤوا بسيارة شحن كبيرة، محملين 48 جثة، نساء حوامل، أطفال وشباب، وأحضروا أناسا من قرية جلجولية المجاورة، ليحفروا القبور وليدفنوا أناسا لا يعرفوهم، وهذه أيضًا كانت قاسية جدًا'.
وأسهب أن 'المسلسل الثالث وهو أيضًا مجزرة، عندما تأتي دولة لتعقد صُلحة مع ناس بسطاء في قرية وادعة تحت نظام الحكم العسكري، وفوهات البنادق على رؤوسهم تجبرهم على الصلحة، هذه مهزلة ومجزرة أخرى، والمجزرة التي استمرت هزلية في المحكمة عندما حكموا على شدمي بدفع غرامة قرش واحد. قتلوا 49 شهيدًا وغرّموا الجنرال الذي أصدرَ الأوامر بقرش واحد، الذي كلنا نعرفه وأصلاً إصدار قرارت الحكم التي على المجرمين هي هزليّة لا تستحق أن تُذكر بل على العكس كلهم ترقوا فيما بعد. أحد القتلة ترقّى، أعطوه منصبًا في مدينة الرملة، ليهتم بشؤون العرب فيها، هذا الذي قتل العرب في كل قاسم يهتم بشؤون العرب بالرملة وكأنه هو يعرف كيف يهتم بشؤون العرب، ثم بعد ذلك ولا يقل أهمية الأمل أنّ كفر قاسم صمدت وبقيت وأنها ما رحلت ولن ترحل وصمود كفر قاسم وهي البلدة الأخيرة في المثلث الجنوبي، بعد النكبة في عام 1948'.
اقرأ/ي أيضًا | كفر قاسم: الشاملة تحيي الذكرى الـ60 للمجزرة
وأضاف أن 'الهدف الذي كان من وراء مجزرة كفر قاسم ترحيل الناس، ولو رحل أهالي كفر قاسم وتناقلت أسماء القرى المجاورة على أنّه وقعت مجزرة في كفر قاسم ورحل الناس لما بقي أحد في المنطقة كلها ولما بقيت أية قرية أو مدينة تحديدًا في المثلث الجنوبي. هذا بالنسبةِ لنا عمل كبير وجبار من أجل أن نوصِل هذه الرسالة ونحمِّل هذه الراية ونسلمها للأجيال القادمة، وشعارنا الآخر أنّ الأحفاد والأبناء يحيون الذكرى، ذكرى الآباء والأجداد، والأمر الثاني الذي لا يقل أهميّة، بما أنه في الذكرى الستين سيكون هناك عمل إضافي في المقبرة، مقبرة الشهداء، وسيكون مهرجان قطري مساء السبت المقبل الموافق 29.10.2016. نحنُ نعمل على منصّة كبيرة، فيها لوحات فنيّة وأيضًا فقرات فنيّة، إنشاد ومسرح نوصِل من خلالها رسالتنا إلى السلطات الإسرائيلية، أنّ المجازر التي ارتكبوها وما زالوا معاندين ومصرين على أنهم لا يتحملوا مسؤولية هذه المجازر، لكننا ما نسينا، وشعارنا أننا لن ننسى ولن نغفِر ولن نُسامِح ما حيينا، وبالتالي نحنُ أصحاب حق، ليس لدينا جيوش ولا سلاح، ولا نريد أن نشن حربا على أحد، لكن من حقنا أن نخلِّد ذكرى الشهداء وأن نترحّم عليهم، كما أنه من حقنا أن نلعن القتلة المجرمين'.
التعليقات