باقة الغربية وجت: حراك جماهيري ضد مخطط سكة القطار

أطلقت الفعاليات الشعبية والأطر الحزبية حراكا جماهيريا للتصدي لمشروع سكة القطار المخطط إقامته على أراضي مدينة باقة الغربية وقرية جت المثلث، وذلك في الاجتماع الذي عقد في مقر حزب التجمع الوطني الديمقراطي.

باقة الغربية وجت: حراك جماهيري ضد مخطط سكة القطار

من الاجتماع بمقر التجمع في باقة الغربية، أمس (عرب 48)

أطلقت الفعاليات الشعبية والأطر الحزبية حراكا جماهيريا للتصدي لمشروع سكة القطار المخطط إقامته على أراضي مدينة باقة الغربية وقرية جت المثلث، وذلك في الاجتماع الذي عقد في مقر حزب التجمع الوطني الديمقراطي، مساء أمس السبت، بمشاركة العديد من أصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة لصالح سكة الحديد وتحديث شارع رقم 444 قرب كيبوتس "مأوور" ونقله لأراضي البلدة.

ويستهدف مخطط القطار وتحديث شارع 444 نحو 650 دونما من أراضي البلدين، إلى جانب الحد من استعمال مئات الدونمات التي ستفرض على أصحابها تقييدات بدخولها أو حتى استعمالها لأغراض زراعية، علما أن الحديث يدور عن الاحتياط الأخير لتوسع البلدين، ما يعني بأن المخطط يحول دون الاستثمار الزراعي والتجاري والصناعي المستقبلي بالجهة الغربية لباقة الغربية.

ويأتي هذا الاجتماع الذي شارك فيه عدد من أصحاب الأراضي وممثلي جمهور وناشطين في اللجان الشعبية في وادي عارة وباقة وجت، وبعض قيادات وكوادر القوى السياسية وأعضاء عن بلدية باقة الغربية، استمرارا للمتابعات قبالة مجلس التخطيط القطري ولجنة التنظيم المحلية في وادي عارة والوزارات الحكومية ذات الصلة، إذ تم التأكيد على رفض المخطط والمطالبة بنقله إلى مساره الأصلي المصادق عليه بالقرب من الكيبوستات المقامة على أراضي قرية قاقون المهجرة.

جمال دقة

واستعرض سكرتير التجمع الوطني الديمقراطي في منطقة المثلث، جمال دقة، المبادر لهذا الاجتماع مخطط سكة الحديد وتحديث شارع 444 وإقامة مشاريع البنى التحتية على أراضي البلدات العربية، وهو المخطط الذي تم التعجيل في تحريكه خلال أزمة كورونا، في محاولة للمصادقة عليه خلسة، لكن يقظة أصحاب الأراضي والمزارعين ومتابعة البلدية حال دون ذلك.

واستذكر دقة المصادرات التي عانت منها باقة الغربية وجت بمصادرة آلاف الدونمات لشارع 6 وشارع 9 وجدار الفصل العنصري ومشروع الغاز وخط الكهرباء القطري، داعيا المواطنين للوحدة ورص الصفوف وتصعيد النضال الشعبي والجماهيري، من أجل إلغاء مخطط القطار وإحباط محاولات المصادقة عليه.

وشدد على ضرورة تنسيق الجهود بين مختلف القوى الحزبية والسياسية والشعبية والفعاليات والبلدات والمؤسسات العربية، وتكثيف الجهود لمواجهة التحديات والمشاريع والمخططات التي تضيق الخناق على البلدات العربية وتمنع من توسعها على ما تبقى لها من أراض.

محمد رشدي مجادلة

واستعرض نائب رئيس بلدية باقة الغربية، محمد رشدي مجادلة، الإجراءات والخطوات التي قامت بها البلدية، سواء على الصعيد الرسمي أو القضائي، مؤكدا بأن البلدية تعمل بالتنسيق مع أصحاب الأراضي من أجل التصدي للمشروع، سواء على المسار القانوني أو حتى على المسار الجماهيري الذي يبقى صمام الأمان للحفاظ على الأرض من المصادرة.

وحذر مجادلة من تداعيات هذه المخططات على مستقبل باقة الغربية وإمكانية تطورها، لافتا إلى أن غالبية مشاريع البنى التحتية القطرية التي أتت تحت غطاء التطوير مست بشكل صارخ بالمدينة وحالت دون توسعها، بل ساهمت في محاصرتها وتحويلها إلى غيتو.

ودعا نائب رئيس البلدية، الأهالي إلى التفاعل مع الحراك الجماهيري وتصعيد النضال حتى يتم إحباط المخطط وإبعاده عن الأراضي العربية، مؤكدا على أهمية دور النضال الجماهيري والقانوني وأيضا البرلماني لمناصرة أصحاب الأراضي، والدفاع عن آخر ما تبقى لباقة الغربية من أراض لتوسيع نفوذها واستعادة موقعها الإستراتيجي ومكانتها التجارية والاقتصادية من خلال تطوير أراضي المواطنين.

جميل أبو حسين

وبدوره، أوضح ممثل الجبهة في باقة الغربية، جميل أبو حسين، أن مخططات مشاريع البنى التحتية حوّلت القرى والمدن العربية في منطقة المثلث إلى غيتوات، مبينا أن هذه المشاريع أحكمت الحصار على باقة الغربية وحالت دون توسيع نفوذها وكبدتها خسائر فادحة على المستوى التجاري والاقتصادي، علما أن باقة الغربية شكلت بالسابق شريانا حيويا للمواصلات والتواصل الجغرافي في منطقة المثلث.

وأضاف أن مشروع القطار وتوسيع شارع 444 على حساب الأراضي في باقة الغربية وجت، بحال تم تبنيه والمصادقة عليه سيكون بمثابة حكما بالإعدام على الاحتياط الأخير للأراضي العربية في المنطقة، علما أن هناك مسطحات واسعة مما تسمى "أراضي الدولة" التي تستعملها الكيبوتسات للزراعة التي يمكن استعمالها لإقامة مشروع سكة القطار ومختلف مشاريع البنى التحتية القطرية في المنطقة.

وبيّن أبو حسين بأن مشاريع البنى التحتية القطرية، وبضمنها مخطط القطار الجديد أتت وخططت بدوافع سياسية عنصرية وتمييزية، واستهدفت جميع هذه المشاريع والمخططات "أراضي الدولة" وتم إزاحتها لتصادر الأراضي العربية ولتتحول البلدات العربية إلى "سجون".

إبراهيم مواسي

ومن جانبه، استعرض المزارع إبراهيم مواسي، كواليس تحريك هذا المخطط ونقله إلى أراضي باقة الغربية وجت، والمحاولات في هذه المرحلة لتحديث شارع 444 والمصادقة على المخطط تحت ذريعة "توحيد مشاريع البنى التحتية القطرية".

وأكد مواسي بأن المخطط يصادر نحو 650 دونما بشكل مباشر، علما أن ستقام محطة للقطار فوق أراضي باقة الغربية، وأيضا سيتم نقل شارع 444 إلى أراضي باقة الغربية وجت، ما يعني أن هناك مئات الدونمات ستتضرر وستقع في دائرة المصادرة غير المباشرة، وستفرض على أصحابها تقييدات باستعمالها حتى لأغراض زراعية.

وتطرق مواسي إلى الدور الذي قام به أصحاب الأراضي، بالتنسيق والتعاون مع البلدية، عبر المتابعة واعتماد المسار القضائي للتصدي لهذا المخطط، مشددا على أهمية الحراك الجماهيري كرافعة للنضال من أن إبطال مخطط القطار، داعيا في الوقت ذاته لتقديم الطلبات من أجل تعديل مناطق الحدود والنفوذ للبلدين، ونقل مئات الدونمات من نفوذ مجلس إقليمي "منشة" لنفوذ باقة الغربية وجت، ليتنسى إنقاذ هذه المسطحات من شبح المصادرة والأطماع السلطوية، والأهم توظيفها للتوسع وتطوير البلدين، تجاريا وزراعيا وصناعيا.

التعليقات