عام 2020: 80 طفلا بينهم 46 عربيا لقوا مصارعهم في حوادث غير متعمدة بالبلاد

يُستدلُ من معطيات نشرتها مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد، حديثا، أن 80 ولدا لقوا مصارعهم من جراء تعرضهم لإصابات غير متعمدة بينهم 46 عربيا في البلاد، مع العلم أن نسبة المواطنين العرب من النسبة السكانية العامة تعادل 20%.

عام 2020: 80 طفلا بينهم 46 عربيا لقوا مصارعهم في حوادث غير متعمدة بالبلاد

(توضيحية- تصوير طاقم الإنقاذ)

يُستدلُ من معطيات نشرتها مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد، حديثا، أن 80 ولدا لقوا مصارعهم من جراء تعرضهم لإصابات غير متعمدة بينهم 46 عربيا في البلاد، مع العلم أن نسبة المواطنين العرب من النسبة السكانية العامة تعادل 20%.

ومع انتهاء العام الحالي 2020، أصدرت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد، تقريرا تلخيصيا حول وفيات الأولاد من جيل الولادة حتى 18 عاما، من جراء تعرضهم لحوادث وإصابات مختلفة وغير متعمدة.

وتتضمن هذه المعطيات تبعات وتأثيرات جائحة كورونا، بما في ذلك الإغلاقات الثلاثة التي شهدتها البلاد، والقيود المختلفة التي أثرت بشكل كبير على نمط الحياة وأهمها بقاء الأولاد في المنازل لساعات عديدة مع الأهل في معظم الأحيان.

ومن أهم ما تضمنه التقرير أن العام 2020 شهد وفاة 80 ولدا، من جراء تعرضهم لإصابات غير متعمدة، 46 حالة وفاة كانت من حصة المجتمع العربي، مع العلم أن نسبة المواطنين العرب من النسبة السكانية العامة تعادل 20%. ووصلت نسبة الوفيات من جراء الحوادث غير المتعمدة وصلت إلى 2.7 لكل مئة ألف ولد".

وتعد هذه المعطيات أقل بشكل كبير من معدل نسبة الوفيات للأولاد والشبيبة من جراء التعرض لإصابات غير متعمدة ما بين السنوات 2017 حتى 2019، الذي وصل إلى 4.6 لكل مئة ألف ولدا. وعلى ما يبدو فإن أسباب هذا الانخفاض تعود إلى جائحة كورونا وما تبعتها من إغلاقات وتباعد اجتماعي وغيره.

وقالت المؤسسة إنه بغية توضيح المعطيات المتعلقة بنسبة الوفيات بشكل أكبر، إذ إن الحديث يدور عن أعداد صغيرة، من أجل التغلب على أية أخطاء إحصائية قد تكون نابعة من فروقات غير مقصودة بين المعطيات في السنوات المتتالية، فقد تم استخدام المعدل العام لكل 3 سنوات.

انخفاض الوفيات في المجتمع اليهودي أكبر بكثير من الانخفاض في المجتمع العربي

وبحسب المعطيات، فإن الانخفاض في وفيات الأطفال والأولاد والشبيبة، حتى جيل 18 عاما من جراء حوادث غير متعمدة، كان أكبر في المجتمع اليهودي مما هي عليه في المجتمع العربي، إذ إن نسبة الوفيات في المجتمع اليهودي في عام 2020، كانت أقل بـ55% مقارنة مع السنوات 2017 - 2019 (1.4 مقابل 3.3 لكل مئة ألف)، أما في المجتمع العربي، فقد وصلت نسبة الانخفاض في وفيات الأولاد في العام 2020 إلى 24% فقط، مقارنة مع السنوات 2016 - 2019 (6.3 مقابل 7.9 لكل مئة ألف)، وهي نسبة مشابهة للوفيات خلال السنوات 2018 و2019 (6.2 لكل 100 ألف ولد).

انخفاض نسبة وفيات الأطفال العرب على مدار سنوات

ومن أهم ما جاء في التقرير التلخيصي لمؤسسة "بطيرم"، حدوث انخفاض في وفيات الأولاد من المجتمع العربي على مدار السنوات الماضية، إذ إن نسبة الوفيات في المجتمع العربي في السنوات 2018 – 2020 كانت أقل مقارنة مع السنوات الماضية. خلال السنوات 2015 - 2017 بلغ معدل نسبة الوفيات للأولاد والأطفال العرب 8.8 لكل مئة ألف، وفي السنوات 2018 - 2020، انخفضت هذه النسبة إلى 6.2. ويجب التنويه إلى أن نسبة وفيات الأطفال العرب لم تشهد تغييرا كبيرا ما بين السنوات 2018 -2020، لذا فإن النسبة المنخفضة لا تُمثل انخفاضا عينيا في العام 2020.

الأولاد العرب معرضون للوفاة أكثر من الأولاد اليهود

وأشارت معطيات "بطيرم" إلى أن الأولاد والأطفال العرب ما زالوا أكثر عرضة للوفاة أكثر من الأولاد اليهود.

وأظهرت المعطيات بشكل واضح أن حصة وفيات الأولاد والأطفال العرب خلال العام 2020 من جراء الحوادث غير المتعمدة كانت 58% من مجمل حالات الوفاة، مع العلم أن نسبة الأطفال العرب من شريحة الأطفال العامة في إسرائيل تعادل 25% فقط. وكانت الحصة النسبية للأولاد والأطفال العرب من الوفيات أكبر، مقارنة مع عامي 2018 و2019، حوالي 38% و33% (على التوالي)، ممن توفوا نتيجة الحوادث كانوا من العرب، هذا نتيجة الانخفاض الحاد في عام 2020 في حجم الوفيات من جراء الحوادث غير المتعمدة للأولاد والاطفال والشبيبة في المجتمع اليهودي.

وبالنسبة للمعدل السنوي ما بين 2018 - 2020، فإن احتمال وفاة الطفل العربي من جراء حوادث غير متعمدة أعلى بـ2.2 من نظيره في المجتمع اليهودي.

حوادث الطرق المُسبب الأكبر لوفيات الأولاد

ويستدل من التقرير كذلك أنه في الأعوام الخمسة الأخيرة، أن حوادث الطرق المُسبب الأكثر شيوعا لوفيات الأولاد، وهي مسؤولة عن 45% من مجمل حالات الوفاة للأولاد والشبان خلال العام الحالي 2020. كما أن 29% من حالات الوفاة للأطفال والأولاد والشبيبة من جراء حوادث الطرق، كان ضحاياها من عابري السبيل و26% منها كان الضحايا من ركاب السيارات.

وفي المجتمع العربي فإن ما يعادل 26% من حالات الوفاة للأطفال والأولاد العرب، من جراء حوادث الطرق كان فيها الضحايا في محيط السيارة وعلى مقربة منها. وفي معظم هذه الحالات تراوحت أعمار الضحايا ما بين عام واحد ولغاية 4 أعوام (32 حالة من مجمل 40 حالة، ما بين السنوات 2016 - 2020).

الغرق العامل الثاني لوفيات الأطفال في الأعوام الخمسة الأخيرة

وبحسب المعطيات التي تم رصدها خلال السنوات الخمس الأخيرة، وفقا للتقرير، جاءت حالات الغرق في المكان الثاني من حيث التسبب بوفيات الأولاد والأطفال، وهي مسؤولة عن 17% من مجمل حالات الوفاة.

وأوضحت معطيات التقرير أيضا أن 66% من حالات الغرق خلال السنوات الخمس الأخيرة وقعت في الحيز العام، وأن 47% من حوادث الغرق، كان فيها الضحايا من الأطفال والرضع من جيل الولادة حتى 4 سنوات (بما نسبته 1.5 من نسبتهم الإجمالية من شريحة الأولاد والأطفال والشبيبة). كما أن 96% من حالات الغرق التي انتهت بالوفاة في الحيز العام، كان فيها الضحايا ما بين 5 حتى 17 عاما، وأن حالات الوفاة لفئة الأطفال والرضع حتى جيل 4 أعوام، بلغت 34% من مجمل حالات الوفاة في الحيز العام، وأن 64% من مجمل حالات الغرق وقعت في المنزل.

وفيما يتعلق بفئة جيل الولادة ولغاية 4 أعوام فإن 55% من حالات الغرق التي أوقعت ضحايا حدثت في برك السباحة، و32% في دلو مياه أو حوض سباحة. كذلك الأمر بالنسبة لفئة الأولاد ما بين 5 - 9 سنوات، إذ إن 67% من حوادث الغرق التي انتهت بوفاتهم، وقعت في برك السباحة. مقابل ذلك فإن وفيات الأولاد الذين تتراوح أعمارهم 10 سنوات وما فوق، وقعت معظمها في مياه البحر في الأنهار والوديان. ومعظم الحوادث التي أدت للوفاة حدثت في الطرقات والمنزل.

ولفت التقرير إلى أن المنطقتين الرئيسيتين للإصابة في السنوات الخمس الماضية هما "الطريق" و"المنزل وفناء المنزل"، والتي بلغت حصتهما من مجمل حالات الوفاة 41٪ في الطرق و34٪ في المنزل وساحاته.

وفيما يتعلق بالوفيات في المنزل والساحة في السنوات الخمس الماضية، فهناك اختلافات بين اليهود والعرب من حيث الأسباب الرئيسة للوفيات. فبالنسبة للأطفال العرب، فإن أبرز آليات الإصابات المؤدية للوفاة في هذا المضمار، هي حوادث الطرق التي وقعت في البيئة المحيطة بالمركبات (27٪) والتسمم بسبب الحريق وحوادث الاحتراق بنسبة 18٪، بينما لدى الأطفال اليهود، الاختناق (25٪) والغرق (20٪).

الأولاد ما بين 15 - 17 عامًا الأكثر عرضة للوفاة في حوادث طرق

وتطرق تقرير "بطيرم" إلى الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا إذ بلغت حصتهم من مجمل حالات الوفاة 25٪ في السنوات الخمس الماضية (أي أعلى بـ1.7 من نسبتهم الإجمالية من شريحة الأطفال والشباب).

وعليه، فإن احتمال وفاة أولاد وشبان ممن تتراوح أعمارهم ما بين 15 - 17 عامًا، نتيجة لإصابة غير متعمدة، أعلى بـ1.2 من احتمال وفاة طفل من فئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين صفر - 4 أعوام، أي ما يعادل 3.7 من احتمال وفاة طفل يتبع فئة الأطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين 5 - 9 سنوات، وأعلى بـ2.8 من احتمال وفاة طفل من فئة الأطفال ما بين 10 - 14عاما.

ويعد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 - 17 عامًا، أكثر عرضة بشكل خاص لاحتمال الوفاة في حوادث الطرق، إذ إن هذه الفئة العمرية بلغت نحو 36٪ من مجمل الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق ما بين السنوات 2016 - 2020 (أعلى بـ .4 من حصتها النسبية من الأطفال والشباب).

الأطفال والرضّع معرضون لخطر متزايد للوفاة

وحسب المعطيات فإنه فيما يتعلق بالوفيات في السنوات الخمس الماضية، هناك شريحة أخرى معرضة لخطر متزايد للوفاة من جراء الإصابات غير المتعمدة، وهي مجموعة الأطفال والرضع من جيل الولادة حتى 4 سنوات، والذين يحتلون ما نسبته 46٪ من مجمل الوفيات (أعلى بـ1.5 من نسبتهم الإجمالية من شريحة الأطفال). كما أن الأطفال والرضّع حتى جيل 4 سنوات، يبرزون بشكل خاص من حيث احتمال الوفيات العالية الناجمة عن الحوادث في البيئة المنزلية، إذ إن هذه الفئة من الأطفال والرضّع تتحمل ما يقارب 76٪ من مجمل الوفيات الناجمة عن الحوادث في المنزل في السنوات 2016 - 2020 (أي أعلى بـ2.5 من نسبتهم الإجمالية من شريحة الأطفال والشباب).

نسبة وفيات الأطفال جنوبي البلاد أعلى من وسط البلاد

وحسب معطيات وفيات الأطفال على مدى السنوات الخمس الماضية، يستدل من التقرير أن منطقة وسط البلاد لديها أدنى معدل وفيات في الحوادث غير المتعمدة (ما نسبته 2.5 طفل وولد لكل 100.000)، مقارنة مع المنطقة الجنوبية من البلاد، التي كانت ذات المعدل الأعلى لوفاة الاطفال نتيجة الحوادث (7.5 طفل وولد لكل 100.000) أي أن احتمال وفاة طفل يعيش في الجنوب نتيجة إصابة غير متعمدة أعلى بـ3.1 مرة من احتمال وفاة طفل يعيش في اواسط البلاد.

وأشار إلى أن معظم السكان العرب في الجنوب ينتمون إلى المجتمع العربي البدوي. وتتميز هذه الفئة من السكان بمعدل وفيات مرتفع (16.5 طفلا وولد لكل 100.000)، حتى بالمقارنة مع المجموعات الأخرى من السكان العرب، فإن احتمال وفاة طفل عربي يعيش في الجنوب نتيجة إصابة غير متعمدة أعلى بثلاث مرات من احتمال وفاة طفل عربي من مناطق أخرى في البلاد. على الرغم من ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال العرب في النقب، فقد حدث انخفاض كبير في السنوات الأخيرة، من 20.7 حالة وفاة لكل 100.000 طفل وولد ما بين الأعوام 2015-2017، إلى 12.5 حالة وفاة لكل 100.000 طفل وولد خلال السنوات 2018-2020.

الأولاد الفقراء معرضون للوفاة بشكل أكبر

ولفت تقرير "بطيرم" إلى أن نسب الوفاة خلال السنوات الخمس الأخيرة لأولاد وأطفال ممن ينتمون إلى عائلات ذات مكانة اقتصادية واجتماعية متدنية، كانت أكبر بشكل ملحوظ مقارنة مع وفيات الأطفال والأولاد ممن ينحدرون من عائلة ذات مكانة اجتماعية واقتصادية متوسطة وما فوق، إذ إن احتمال وفاة طفل ينتمي إلى الطبقات الفقيرة أعلى بـ1.4 من احتمال وفاة طفل من الطبقات المتوسطة وأعلى بـ2.2 من احتمال وفاة طفل ينتمي إلى الطبقات العليا من المجتمع.

وعقبت المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد، أورلي سيلفينغر، على معطيات التقرير بالقول إن "العام 2020 كان عامًا استثنائيًا على جميع المستويات، نرى هذا أيضًا في خلال المعطيات المتعلقة بوفيات الأطفال من جراء الحوادث غير المتعمدة. نحن نشهد انخفاضًا في المعطيات، لكن من المهم أن نتذكر أنه لم يتوفَ أي طفل بسبب فيروس كورونا في إسرائيل، بالمقابل فإن 80 طفلاً فقدوا حياتهم في حوادث كان من الممكن تفادي حدوث معظمها. إن حقيقة تواجد الوالدين في المنزل هذا العام، وإنهما كانا متفرغان للأطفال وتحت إشرافهما الكامل، قد ظهر جليا في حدوث انخفاض كبير في الوفيات الناجمة عن الحوادث المنزلية. إن هذا المعطى يؤكد، أنه إذا ركّزنا جميعنا في مهمتنا الكامنة في الحفاظ على سلامة الأطفال، فسنكون قادرين على إنقاذ الأرواح. أما الآن ونحن نشهد نهاية جائحة كورونا، يتوجب علينا أن نضع لأنفسنا هدفًا آخر، وهو منع حدوث الكوارث القادمة. من الممكن تحقيق هذا الهدف من خلال تبنّي عادات وسلوك آمنين وتكييف البيئة التي نعيش بها وخصوصا البيئة المنزلية ايضا لتكون آمنة للأطفال وتحافظ على سلامتهم".

التعليقات