النقب: 120 طفلا عربيا لقوا مصارعهم في حوادث خلال 4 سنوات

لقي 120 طفلا من منطقة النقب مصارعهم في حوادث مختلفة في السنوات الأربع الأخيرة، ووفقا لمعطيات مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد فإن احتمال وفاة الطفل في النقب أعلى بـ4 مرات مقارنة مع سائر الأطفال في البلاد

النقب: 120 طفلا عربيا لقوا مصارعهم في حوادث خلال 4 سنوات

أطفال في النقب (أرشيفية أ ف ب)

لقي 120 طفلا من منطقة النقب مصارعهم في حوادث مختلفة في السنوات الأربع الأخيرة، ووفقا لمعطيات مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد فإن احتمال وفاة الطفل في النقب أعلى بـ4 مرات مقارنة مع سائر الأطفال في البلاد.

ويستدل من معطيات "بطيرم"، أنه "من العام 2016 ولغاية اليوم لقي 120 طفلا من النقب مصارعهم في حوادث منزلية، حوادث طرق وأخرى تعرضوا لها خلال قضائهم أوقات الفراغ واللعب، ووفقا لهذه المعطيات فإن نسبة وفيات الأولاد البدو نتيجة الحوادث بلغت 18%، في حين أن نسبيتهم من مجمل الأولاد العام في البلاد بلغت 4.5%".

ومن المقرر أن يعقد اليوم مؤتمرا لعرض البحث الجديد الذي أجرته بروفيسور عنات جيسر-ادلسبورغ من جامعة حيفا وطاقمها بالتعاون مع مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد؛ إذ يُقدم البحث طرقا لتغيير سلوكي يستند إلى نظرية الاستثناء الايجابي أو الانحراف العياري الايجابي. ويدور الحديث ضمن هذا البحث عن نظرية جرى تطويرها آخر سنوات التسعين من قبل الباحثان جيري ومونيك سترينين بهدف حل مشكلة نقص التغذية في أوساط الأولاد في فيتنام، ومنذ ذلك الحين تم تطبيقها في أماكن عديدة في أرجاء العالم من أجل خلق تغيير سلوكي اجتماعي واسع.

وشددت نظرية الانحراف الاجتماعي بشخصيات من المجتمع الذي جرى إجراء البحث فيه، هذه الشخصيات التي تُشكل نموذجًا إيجابيًا من ناحية السلوك والتصرفات. ومن خلال تعلم الممارسات السلوكية لهذه الشخصيات، يمكن استخراج طرق إيجابية للتعامل مع موقف معين. يعتمد هذا النهج على الفهم والإدراك أن وجهة النظر التي يراها المجتمع من الخارج ليست دائمًا نفس المشكلة التي يواجهها الأشخاص من داخل المجتمع.

وتعامل البحث الجديد المذكور في إيجاد الأشخاص والشخصيات التي تعتبر قدوة في تعاملها مع مواضيع السلامة وأمان الأطفال في منطقة النقب، بعد ذلك فحص البحث السلوكيات الإيجابية داخل المجتمع، واستخرجت من هذه السلوكيات توصيات عملية عينية.

ومن التوصيات التي صدرت عن هذا البحث، اقامة إطار منتظم للأطفال من خلال تناوب بين الأمهات إذ تتطوع كل أم في يوم معين، مراقبة فعالة للأطفال في الحي خلال فترة ما بعد الظهر، تنظيم حلقات لقاء مشتركة تجلس فيها الأمهات للتباحث وعرض حلول وأفكار، إنشاء تذكيرات متنوعة، تعيين حدود بصرية لتحديد مساحات اللعب للأولاد، تشغيل صافرة إنذار مع دخول السيارة وقبل السفر بها، تعليق صورة الطفل على مرآة السيارة أو الملصقات على المقود، واستخدام الأطر الموجودة مثل المدارس أو المساجد لتمكين الأطفال الدخول واللعب بحرية دون خوف في فترة ما بعد الظهر.

يُذكر أنه خلال الشهر الماضي جرى البدء بتطبيق التوصيات، وبالتعاون مع الأئمة وإقامة أول مساحة معدة للعب الأطفال داخل مسجد في مدينة رهط وبعدها في بلدة حورة. وفي أعقاب ذلك يتم حاليا بناء غرف ألعاب في مناطق أخرى في النقب.

وتطرقت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد إلى هذا البحث "منذ حوالي الشهر قدمنا إلى لجنة حقوق الطفل في الكنيست أهداف المؤسسة حتى عام 2030 فيما يتعلق بموضوع أمان وسلامة الأطفال. كان أحد الأهداف التي قدمناها هو خفض معدل وفيات الأطفال البدو في النقب بنسبة 50%. هذا هدف وطموح كبير، لكنه قابل للتحقيق إذا نجحنا في إحداث تغيير عميق ومهم في أوساط السكان البدو، بطريقة تحترم خصوصية هذا المجتمع، عاداته وتقاليده. البحث الجديد يدفعنا إلى الأمام نحو تحقيق الهدف وإنقاذ حياة الأطفال".

التعليقات