تتزامن الذكرى الـ42 ليوم الأرض مع فترة الأعياد اليهودية وأبرزها "الفصح العبري"، والذي تتوالى دعوات الجماعات اليهودية ومنظمات "الهيكل" المزعوم، لتكثيف اقتحام ساحات المسجد الأقصى، مع تقديم القرابين عند ساحة البراق وفي القصور الأموية المتاخمة لأسوار الأقصى، في الوقت الذي تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي تشديد الإجراءات وفرض القيود وتحويلة القدس القديمة لثكنة عسكرية وتحجب الأقصى عن الفلسطينيين.

ولتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها القدس القديمة والمقدسات العربية والإسلامية وممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين مع دعوات الجماعات اليهودية الأقصى وتقديم القرابين في ساحته، أجرى موقع "عرب48" مقابلة خاصة مع مفتي وخطيب الديار المقدسة الشيخ د. عكرمة صبري.

بعد 42 عامًا على يوم الأرض الخالد، ماذا تغيّر؟

هذه الذكرى الثانية والأربعون على مرور يوم الأرض، ولا زلنا نؤكد أن الأجيال لن تنسى بل أن كل جيل يورّث الأجيال اللاحقة المأساة التي يعيشها شعبنا على الدوام، ويورّث أيضًا حب الأرض، وبالتالي نحن قضيتنا لن تنسى لأن الأجيال تلو الأجيال تحمل هذا الهم، ونحن اليوم في كفر كنا لإحياء ذكرى يوم الأرض وللتأكيد على لحمة شعبنا الفلسطيني، وسنبقى متمسكون بالأرض جميعًا من البحر إلى النهر، لأن فلسطين أرض مباركة ومقدسة.

وبالتالي هذه أمانة في أعناقنا، علينا نحن أن نحرص على أن ندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة وايمان، وهنا أيضًا تجدر الإشارة على أننا نحمل العرب والمسلمين جميعًا المسؤولية لأن فلسطين ليست لأهلها فحسب، بل هي أمانة في أعناقنا جميعًا لأن القدس جزء من عقيدتنا وإيماننا ولن نتخلى عنها أبدًا.

وأخيرًا يوم الأرض هو يوم محفز لنا جميعًا للمحافظة على الأقصى وللتصدي لأولئك المحتلين الذين يغتصبون أرضنا، وهذا الاغتصاب بطبيعة الحال لن يكسبهم أي حق، وهذا ما نؤكده في الذكرة الـ42.

وبما يخص الدعوات اليهودية لاقتحام المسجد الأقصى، والدعوات للفلسطينيين للرباط والنفير؟

حصل في هذا الأسبوع 3 اختراقات من الاحتلال، كان أولها الاعتداء على أحد المعالم الإسلامية بحجة إحياء طقوسهم في الفصح، وذبح القرابين به، وهذا اعتداء على الوقف الإسلامي، وابتزاز مشاعرنا والاستهتار بحرمة مقدساتنا، أما الثاني فكان قرار محكمة الصلح الإسرائيلية بالسماح لليهود بالصلاة أمام الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى المبارك، والاختراق الثالث فكان بتعليق الشعارات من المستوطنين والمحتلين اليهود التي تطالب بإخلاء المسلمين يوم الجمعة للمسجد الأقصى، ولكن هذه المطالبات بأحلامهم ولن تتم أبدًا وسنصلي بالأقصى شاءوا أم أبوا، بكل إيمان وإصرار وسنبقى نتمسك بحقنا الشرعي. ومن هنا أدعو الجماهير للزحف الى المسجد الأقصى والتصدي لهذه الدعوات.

وكان الدكتور عكرمة صبري قد صرح مؤخرًا لعدد من وسائل الاعلام بدعوته لتكيف لتواجد في الأقصى خلال الأيام القريبة وقد جاء في التصريح: "ندعو جميع الفلسطينيين ممن يستطيعون الوصول إلى مدينة القدس، إلى شد الرحال للمسجد وأداء صلاة الجمعة القادمة فيه، رغم كل التضييقات التي اعتادت الشرطة الإسرائيلية تطبيقها، بذريعة الأعياد اليهودية".

وأشار الشيخ صبري، وهو يشغل أيضا منصب رئيس الهيئة الإسلامية العليا، إلى ملصقات وضعها متطرفون إسرائيليون على أحد أبواب المسجد الأقصى، يوم الأربعاء، تدعوا لإفراغه من المسلمين ولاقتحامه وإقامة شعائر دينية يهودية فيه اليوم الجمعة..

وقال صبري: "إن من واجب المسلمين اغتنام أيام الجمع، وجميع أيام السنة بإعمار المسجد الأقصى المبارك، والمرابطة فيه، حتى يبقى الأقصى عامرا بأهله ورواده."

وكانت منظمة "الهيكل" اليهودية قد ألصقت دعوات على أبواب المسجد الأقصى تدعو لإفراغه من المصلين يوم الجمعة القادم، بدعوى نيتها تنفيذ "قرابين الفصح".

وأقام عشرات المتطرفين اليهود، يوم الإثنين الماضي، طقوسا "تلمودية" دينية بمنطقة القصور الأموية قرب المسجد الأقصى، في إطار تجهيزات ذبح "قرابين الفصح" جنوب "الأقصى"، تمهيدا لإقامتها في عيد "الفصح" اليهودي الذي يحل نهاية الشهر الجاري.

اقرأ/ي أيضًا | التقاءُ المسيرات الحاشدة: الآلاف يُشاركون في مهرجان يوم الأرض