تتوقع ألمانيا أن يُتخذ قرار بفرض حظر أوروبي على النفط الروسي "خلال أيام قليلة"، في حين لم يحظ الموضوع بعد بالإجماع اللازم في إطار دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين. وفي موازاة ذلك، صعدت القوات الروسية اليوم، الثلاثاء ،هجومها على آخر جيوب المقاومة الأوكرانية في محيط لوغانسك في إقليم دونباس في وقت دخلت فيه الحرب شهرها الرابع.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وتطرق وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، لمحطة "زد دي إف" التلفزيونية العامة في وقت متأخر مساء أمس، إلى حظر النفط الروسي وقال إن "عددًا قليلًا فقط من الدول، خاصة المجر، تحدثت عن مواجهة مشكلات، والمناقشات مستمرة وأعتقد أننا سنشهد انفراجًا في غضون أيام قليلة".

وأعلن الأوروبيون وقف استيراد الفحم الروسي، اعتبارًا من آب/أغسطس المقبل. لكن الحظر النفطي الذي يفترض أن يُفعل بحلول نهاية العام ما زال قيد المناقشة. وأشار هابيك إلى أن "الحظر في متناول اليد"، علمًا أن أي قرار بشأن فرض عقوبات أوروبية يحتاج إلى إجماع الدول الأعضاء.

نازحون من منطقة لوغانسك (Getty Images)

ويخشى رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، الذي أيد جميع العقوبات الأوروبية حتى الآن على الرغم من قربه من فلاديمير بوتين، من ارتفاع الأسعار. فالمجر ليس لها منفذ على البحر وتعتمد على النفط الذي يأتيها عبر خط أنابيب دروجبا من روسيا. لذلك طلبت إعفاء وارداتها هذه التي تمثل، مع 0.7 من 2.8 مليون برميل يوميًا، جزءًا صغيرًا من المشتريات الأوروبية.

وصعدت القوات الروسية، اليوم، هجومها في محيط لوغانسك. ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، تمكنت كييف بمساعدة دول غربية من التصدي لتقدم القوات الروسية في العديد من المناطق، ومنها العاصمة كييف. غير أن روسيا تركّز الآن على تأمين وتوسيع مكاسبها في دونباس والساحل الشرقي الأوكراني.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مساء أمس، إن "الأسابيع المقبلة من الحرب ستكون صعبة، وينبغي أن نكون مدركين لذلك"، وشدد على أن "الوضع القتالي الأكثر صعوبة الآن هو في دونباس"، مشيرا بالتحديد إلى بلدات باخموت وبوبسانا وسيفيرودونيتسك الأكثر تضررا.

اقرأ/ي أيضًا | حرب أوكرانيا: موسكو تدرس خطة السلام والمؤبد لجندي روسي

وقال حاكم لوغانسك، سيرغي غايدي، إن روسيا استقدمت آلاف الجنود للاستيلاء على الإقليم بكامله وأن سيفيرودونيتسك تتعرض لهجوم مكثف محذرا الأهالي من فوات الأوان للمغادرة. وأضاف على تلغرام أنه "في هذه المرحلة لن أقول: أخرجوا، غادروا. الآن سأقول: ابقوا في ملجأ" موضحا "لأن كثافة القصف لن تسمح لنا بحشد الناس بهدوء والقدوم من أجلهم".

وأشار زيلينسكي في كلمته إلى أن روسيا نفذت قرابة 1500 ضربة صاروخية وأكثر من 3000 ضربة جوية ضد أوكرانيا، في الأشهر الثلاثة الأولى للحرب.

وقبل ذلك، حذر المسؤولون المجتمعون في "المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس"، والذي مُنعت روسيا من المشاركة فيه هذه العام، من أن المساعدة العسكرية البطيئة تتسبب بوفيات غير مبررة فيما الأوكرانيون "يدفعون ثمنا باهظا من أجل الحرية والاستقلال".