يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى الاستفادة من الهدية الانتخابية التي قدمها له الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المتمثلة بالاعتراف بـ"سيادة" إسرائيل على الجولان السوري المحتل، وذلك خلال المفاوضات الائتلافية لتشكيل حكومته المقبلة، مع اقتراب موعد انتخابات الكنيست المقررة في التاسع من نيسان/ أبريل المقبل.

ومساء الإثنين الماضي، وقع ترامب، في البيت الأبيض، بحضور نتنياهو، مرسوما رئاسيا يعترف بـ"سيادة" إسرائيل على هضبة الجولان السوري المحتلة، في خطوة لاقت رفضا دوليا واسعا، لمخالفته لقرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها المتعلقة بالأراضي المحتلة عام 1967.

وفيما سارع نتنياهو إلى تسويق الاعتراف الأميركي للناخب الإسرائيلي، على أنه إنجاز تاريخي، ترى المحللة السياسية في صحيفة "غلوبس"، الكاتبة طال شنايدر، أن نتنياهو يسعى إلى جني ثمار القرار الأميركي خلال مشاوراته المتوقعة، عقب الانتخابات، مع الكتلة البرلمانية لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.

وأشارت شنايدر إلى أن نتنياهو سيستفيد من خلال الاعتراف الأميركي بالسيادة على الجولان، للتسويق بأن ضم أراض احتلتها إسرائيل بات ممكنا وبالتالي فإن الخطوة المقبلة ستتمثل بضم كتل استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، ما سيمكنه من "امتصاص" أصوات الناخب اليميني والمستوطنين من حزب "اليمين الجديد" وتحالف أحزاب اليمين.

وذكرت أن ترامب حقق إنجازا هائلا لنتنياهو، إذ بات بإمكان الأخير التلويح المتواصل بأن الاعتراف بـ"السيادة" على الجولان المحتل، سابقة سياسية ستمهد الطريق لإمكانية ضم الكتل الاستيطانية، ما سيتخذه الأخير كركيزة لاتفاقات ائتلافية مع أحزاب اليمين دون أن يتحمل عبء شروط صعبة.

ويبدي الكثير من الإسرائيليين حماسا شديدا لانصياع ترامب لرغبات رئيس نتنياهو، وتحويل هذه الرغبات إلى أمر واقع، ما قد يدفع الناخب الإسرائيلي إلى "الهرولة نحو صناديق الاقتراع بباصات" لكي يمكنوا نتنياهو من "الضم ثم الضم فالضم"، على حد تعبير شنايدر.

ولفتت إلى أن نتنياهو ينوي عقد صفقات ائتلافية يتعهد خلالها لشركائه المستقبليين/ القدماء، بضم على الأقل ثلاث كتل استيطانية في الضفة الغربية المحتلة قد تكون "غوش عتصيون" (المقامة على أراض فلسطينية خاصة في جبل الخليل) و"معاليه أدوميم" (المقامة على أراضي بلدة العيزرية) و"أرئيل" (على أراضي بلدات سلفيت)، كشروط سياسية تطرح كجزء من الاتفاق الائتلافي.

يذكر أن الرئيس الأميركي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، في خطوة امتنعت كافة الإدارات السابقة عنها، كما تبنى الموقف الإسرائيلي بالكامل من قضية اللاجئين الفلسطينيين، وسحبت إدارته تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

كما انسحبت بلاده من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، وأوقفت تمويلها لها حتى قبل انسحاب إسرائيل منها، بسبب تصويت المنظمة على انضمام "دولة فلسطين" إليها.

اقرأ/ي أيضًا | بعد اعتراف ترامب بضم الجولان: المستوطنون سيطالبون بالمنطقة C

اقرأ/ي أيضًا | "الضم الزاحف"... إسرائيل تعزل ثلثي الضفة عن الفلسطينيين

اقرأ/ي أيضًا | سياسة الضم الزاحف... من الاحتلال إلى الأبرتهايد