غالانت يلمح لاجتياح وشيك: "المرحلة التالية في الحرب ستبدأ قريبًا"
قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، في اجتماع عقده اليوم، الإثنين، مع رؤساء السلطات المحلية في البلدات الإسرائيلية الواقعة في المنطقة الحدودية مع لبنان، إن "المرحلة التالية في الحرب ضد حزب الله ستبدأ قريبًا، وستكون عاملًا مهمًا في تغيير الوضع الأمني وتمكننا من إكمال الجزء المهم من أهداف الحرب: إعادة السكان إلى منازلهم"؛ وذلك في ظل التلميحات والتقارير عن اجتياح إسرائيلي بري وشيك لجنوب لبنان، قد يبدأ خلال ساعات.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وتزامنت هذه التصريحات مع ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أميركي رفيع لم تكشف عن هويته، أن إسرائيل تخطط لعملية برية محدودة في لبنان قد تبدأ قريبا. وأضاف المسؤول أن نطاق العملية سيكون أصغر من حرب إسرائيل على لبنان في عام 2006، زاعما أنها ستركز على بنى حزب الله التحتية على طول المنطقة الحدودية لـ"تأمين التجمعات السكنية القريبة"، في إشارة إلى نقل الشريط الأمني من المناطق الإسرائيلية التي تم إخلاؤها إلى الجنوب اللبناني.
ونقلت وسائل إعلام إميركية عن مسؤولين في البيت الأبيض، بما في ذلك ما نقلت شبكة CBS عن مسؤول أميركي رفيع (لم تسمه) أن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أنها تخطط لشن هجوم بري محدود في لبنان"، وأضاف المسؤول أن "العملية البرية التي ستشنها إسرائيل على جنوب لبنان وشيكة وقد تبدأ الليلة"؛ وقال مسؤول أميركي تحدث لوكالة "رويترز" إن "تمركز القوات الإسرائيلية يشير إلى أن توغلا بريا في لبنان قد يكون وشيكا".
كما يأتي ذلك في ظل التلميحات الإسرائيلية المتواترة بشأن بدء قريب للعمليات البرية في لبنان، والتي شملت كذلك إحاطات لوسائل الإعلام الإسرائيلية وتصريحات صدرت عن غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، في أحاديث مع جنود المشاة خلال تدريبات عسكرية مكثفة أجريت مؤخرًا تحاكي قتالا بريا في لبنان. هذا، بالإضافة إلى استدعاء لواءين من قوات الاحتياط ونقل الثقل العسكري من قطاع غزة إلى لبنان.
وعلى صلة، أجرى قائد المنطقة الشمالية التابعة للجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، جلسات للمصادقة على الخطط العسكرية للأيام المقبلة في القيادة الشمالية مع كل من قائد الفرقة 36 وقائد الفرقة 98 وقائد الفرقة 91، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي. وذكر أنه "في إطار رفع الجاهزية للقتال أجرت قوات من اللواء 188 تدريبات بالقرب من الحدود الشمالية وفي مقرات القيادة. كما أجريت تدريبات لدوائر حماية البلدات وذلك لتوفير استجابة لسيناريوهات متنوعة"، وقال إن ذلك يأتي في إطار "الاستعداد للمراحل المقبلة من القتال".
وخلال الاجتماع الذي شارك فيه وزير الداخلية موشيه أربيل، وقائد الجبهة الداخلية، رافي ميلو، استعرض غالانت "تطورات الحرب ضد حزب الله، بهدف تغيير الوضع الأمني وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بعد تحسين الأوضاع الأمنية"، وشدد غالانت على أنه "سيتخذ إجراءات لمعالجة الفجوات في الأمن والحماية الموجودة في المجالس المحلية".
وقال غالانت: "قبل شهر، أوضحت بشكل لا يحتمل الشك أنه يجب تحديد هدف حرب آخر وهو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم. العملية التي تجري الآن هي في الواقع جزء من تنفيذ هذا الأمر، هكذا يبدو انتقال مركز الثقل - اغتيال (الأمين العام لحزب الله، حسن) نصر الله، تدمير منظومة الصواريخ والقذائف، وضرب القيادات، وهذا يعتمد على نجاحات استخباراتية وعملية رائعة للغاية".
وأضاف: "المرحلة التالية في الحرب ضد حزب الله ستبدأ قريبًا - ستكون عاملًا مهمًا في تغيير الوضع الأمني وتمكننا من إكمال الجزء المهم من إعادة السكان إلى منازلهم. هذا ما سنقوم به، وكما قلت هنا قبل شهر إننا سننقل مركز الثقل، أقول الآن: سنغير الوضع ونعيد السكان إلى منازلهم تحت أي ظرف ومهما يتطلب ذلك من مواقف".
وتابع غالانت: "جئت إلى هنا من الحدود مباشرة، من لقاء مع القوات، مع القادة حول خطط وإمكانيات لعمليات من أنواع مختلفة، ورأيت القوات والعناصر - هم جاهزون، هم أقوياء، هم في تعاون وثيق. لدينا أفضل المقاتلين والأكثر خبرة من الذين كانوا لدينا على الإطلاق، لأن ما مر بهم في السنة الماضية لم يمر على أي جندي في دولة إسرائيل على الأقل منذ حرب التحرير (في إشارة إلى النكبة في عام ٤٨)، هم يقاتلون بشكل متواصل".
وأكمل: "أعتقد أن هذه العلاقة بين الجبهة والعمق، هو علاقة أساسية، وهي دائمًا ما كانت سمة مركزية جدًا لدولة إسرائيل التي استندت إلى الاستيطان كعنصر أساسي في الأمن، والعكس بالعكس، يجب أن يكون الأمن عنصرًا أساسيًا للاستيطان. نحن ملتزمون بهذه العلاقة، وسنستمر في العمل ونكمل مهمتنا، لكنني أفترض أن كل من ينظر الآن إلى الأسبوعين الماضيين ويتذكر ربما ما قلته قبل حوالي عام: ‘إذا تجاوز حزب الله الخط الأحمر سنعرف ماذا نفعل‘، فقد تجاوز الخط الأحمر ونحن نعمل. والآن سنستغل نجاحنا ونحقق وضعًا مختلفًا".
بايدن يعارض عملية بريّة إسرائيلية ويدعو إلى وقف إطلاق النار في لبنان
وعلى صلة، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم، إنه يعارض شن إسرائيل عملية برية في لبنان ودعا إلى وقف إطلاق النار، في ظل تصعيد العدوان الإسرائيلي على بيروت؛ وقال بايدن للصحافيين عندما سُئل عما إذا كان على علم بتقارير عن خطط إسرائيلية لتنفيذ عملية محدودة، وما إذا كان سيشعر بارتياح إن مضوا قدما بها، "أنا على علم أكثر مما قد تعرفون ويريحني وقفها. يجب أن يكون لدينا وقف لإطلاق النار الآن".
بدوره، حضّ وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، إسرائيل على "الامتناع عن أي توغل بري في لبنان"، داعيا كلّا من إسرائيل وحزب الله إلى "وقف إطلاق النار". وحثّ بارو خلال مؤتمر صحافي عقده من بيروت، "جميع الأطراف" على "انتهاز الفرصة الآن" للقبول بمقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته الأمم المتحدة، مضيفا أنه "لا يزال مطروحا على الطاولة، لا يزال هناك أمل، لكن لم يبق إلا القليل من الوقت".
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤول في البيت الأبيض أن "الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل قد تشن قريبا هجوما بريا محدودا على جنوب لبنان"، وأوضح أن إداة بايدن "قلقة من أن التوغل البري المحدود قد يتطور لعملية أكبر على المدى الطويل"، في حين قال مسؤول أميركي تحدث لصحيفة "واشنطن بوست"، أن "خطط إسرائيل للعملية البرية المحدودة القريبة في لبنان متوافقة مع الولايات المتحدة".
ودعت كلّ من باريس وواشنطن وحلفائها بما في ذلك دول عربية عدة، يوم الأربعاء الماضي، إلى "وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما" بين حزب الله واسرائيل من أجل "إفساح المجال أمام المفاوضات". لكن إسرائيل تجاهلت المبادرة، وصعدت من وتيرة غاراتها على لبنان وصولا لاغتيالها الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الجمعة، في غارات غير مسبوقة على ضاحية بيروت الجنوبية.
وفي وقت سابق اليوم، أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، استعداد مقاتلي الحزب لمواجهة إسرائيل إذا توغلت برا في لبنان؛ وفي أول تعليق لحزب الله منذ استشهاد نصر الله، قال قاسم في كلمة مسجلة بثّها تلفزيون المنار: "رغم الاعتداءات والتضحيات الكبيرة... ستواصل المقاومة مواجهة العدو الإسرائيلي مساندة لغزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبه وردا على الاغتيالات وقتل المدنيين". وأضاف: "نعلم أن المعركة قد تكون طويلة والخيارات مفتوحة تماما" مؤكدا الاستعداد لمواجهة "أي احتمال". وقال "مستعدون إذا قرر الإسرائيلي أن يدخل بريا، فقوات المقاومة جاهزة للالتحام البري".
وكان غالانت قد أجرى، ظهر اليوم، جولة بالقرب من المنطقة الحدودية مع لبنان، حيث التقى بمقاتلي اللواء 188 ولواء غولاني، وقال للجنود، وبينهم جنود من سلاح المدرعات: "اغتيال نصر الله خطوة مهمة للغاية، لكنها ليست كل شيء". وأضاف غالانت: "سنستخدم كل الإمكانيات التي لدينا، وإذا لم يفهم أحد على الجانب الآخر ما تعنيه القدرات، فهي كل القدرات، وأنتم جزء منها". وتابع: "أقول هنا للجنود الاحتياط والنظاميين: كل ما يجب القيام به سيتم، وهدفنا هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم".