أولاً، أن الديمقراطية كأسلوب حُكم لا تلائم العرب لأن العيب كله فيهم وحدهم،

ثانيًا، أن موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي سارع إلى تأييد المتظاهرين في ميدان التحرير وإلى التخلي عن حليفه حسني مبارك غير ناجم عن مصالح إدارته الإستراتيجية، بل عن عدم تجربة، أو عن عدم إدراك كاف لمكامن هذه المنطقة. بناء على ذلك فإن معلقة الشؤون السياسية في صحيفة يديعوت أحرونوت، سيما كدمون، أكدت أن الذي يتولى قيادة العالم في الوقت الحالي هو "زعيم عديم التجربة كليًا" (4 شباط/ فبراير 2011). كما أن دوف فايسغلاس، المدير العام لديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أريئيل شارون، وهو محام بمهنته، كتب موعظة لهذه الإدارة الأميركية (يديعوت أحرونوت، 2 شباط/ فبراير 2011) خلص فيها، بعد أن نأى بنفسه عن تقويم جوهر الديمقراطية الإسرائيلية، إلى القول إن الديمقراطية ليست منحصرة في إجراء انتخابات حرّة فقط، بل إنها نمط حياة، ومجموعة من القيم مثل المساواة في الحقوق، وحرية التعبير والتنظيم، وسيادة القانون وما إلى ذلك. ولا شك أن لسان حاله يقول إن هذه الأمور كلها لا قبل للعرب بها. وعمدت صحيفة إلكترونية إسرائيلية يحررها الكاتب إيهود بن عيزر إلى "إسباغ" لقب "حمقاء الأسبوع" على وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لمجرّد دعوتها إلى احترام حقوق الإنسان في مصر!.

وقد توقع ديكل في حينه أن يستمر القادة في إسرائيل في التزام الصمت "لأنه ليس لديهم ما يقولونه".

وما يمكن أن نضيفه الآن هو أنه حتى عندما كسروا هذا الصمت فإنهم لم يفصحوا عن جوهر ما الذي يفكرون به أو يعدون العدّة له.

وربما يعود سبب ذلك- أكثر من أي شيء آخر- إلى ما يعتقد به كثيرون من المحللين والمعلقين السياسيين في إسرائيل، وهو أن نتنياهو، باعتباره رأس الهرم السلطوي الذي يتعين عليه أن يأخذ زمام المبادرة،

 [انتهــى]