تشير التقديرات الاستخباراتيّة الإسرائيليّة، إلى أن إيران قررت مهاجمة إسرائيل، مباشرة، ردّا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، وقد تفعل ذلك في الأيام المقبلة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

في المقابل، استنفرت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان") وسلاح الجوّ الإسرائيليّ، في ظلّ تواتُر التقديرات التي بأن هجوما إيرانيّا سيُشنّ خلال الأيام القريبة، بحسب ما أكد موقع "واللا" الإسرائيليّ، الأحد.

وبحسب ما نقل "واللا" عن مصدرين قال إنهما مُطّلعان، فإنّ التقديرات الاستخباراتية هذه أتت خلال الساعات الأخيرة؛ وأشار المصدران إلى أن طهران قد تُقدم على تنفيذ ردّها، "حتى قبل المفاوضات"، المقرّر أن تُعقَد الخميس، فيما لم يتمّ تحديد مكان انعقادها، الذي يُرجّح أن ينحصر بين الدوحة أو القاهرة.

وقال المصدران إن "هذا يُعدّ تغييرا في التقييم الذي كان خلال الأيام القليلة الماضية، الذي مفاده أن الضغوط الدولية على إيران، ستمنعتها من تنفيذ هجوم مباشر ضد إسرائيل".

وبحسب ما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيليّـ فإنه "خلال اليوم الأخير، يتشكّل تقييم في المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة، بأن إيران تقترب من اتخاذ قرار بشأن هجوم مباشر من أراضيها باتجاه أراضي إسرائيل".

وأشارت الإذاعة إلى أنه كان يُقدَّر قبل بضعة أيام، أن الرسائل التي يتم إرسالها من المجتمع الدولي إلى إيران تساعد في تقليص خططتها (في الهجوم على إسرائيل)، ولكن في اليوم الأخير كان هناك تغيير في التقييم، ووفقا لآخر تقييم، يُتوقّع أن يقوم الإيرانيون بذلك؛ اتخاذ قرار بشن هجوم مباشر، على غرار الهجوم الذي تم تنفيذه في نيسان/ أبريل ضد إسرائيل".

ووفق إذاعة الجيش الإسرائيليّ، فقد لفت مسؤولون أمنيون إسرائيليون، إلى أنه "يبدو أنه لم يُتخذ قرار نهائيّ بعد، وأن القرار النهائي لا يزال في يد المرشد (الإيراني) الأعلى (علي) خامنئي".

وذكرت الإذاعة أن "التقييم الحاليّ لدى المسؤولين الأمنيين في إسرائيل، يشير إلى أنه من المتوقع أن يكون الهجوم الإيرانيّ محدودا، ولن يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة".

كما لفتت هيئة البث الإسرائيلية العامة ("كان 11")، إلى أن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن "الإيرانيين مصمّمون على الهجوم".

وذكرت أن طهران تستعد إسرائيل لهجوم إيراني أوسع من هجمومها الذي شنّته في نيسان/ أبريل الماضي، خلافا لما ظهر "في الأيام الأخيرة، بأن إيران تتراجع عن تهديداتها أمام الضغوط السياسية".

ولذلك، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة تقدّر بأن إيران عادت إلى وعدها كما هددت منذ اغتيال هنية.

ووفق "كان 11"، فإنّ تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، وتقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية، قد تشير إلى "الاستنتاج أن الإيرانيين خططوا لهجوم أوسع، في نقاط إستراتيجية حساسة في أراضي إسرائيل؛ لكن لم يعرف بعد متى سيحدث الهجوم الإيراني، لكن بحسب الرسائل والتهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، فإن الأيام القليلة المقبلة ستكون متوترة للغاية".

وقال وزير الأمن الإسرائيليّ، غالانت، الأحد، إن تل أبيب ستردّ "بطريقة لم تعمل بها في الماضي"، على إيران وحلفائها في المنطقة، إذا كان هجومهم غير مسبوق.

وعلى خلفية التهديدات من قِبل إيران وحزب الله، بشأن الردّ المحتمَل، رفعت القوات الجويّة في الجيش الإسرائيليّ، والاستخبارات العسكرية، "درجة التأهب واليقظة"، فوق "واللا".

وزار نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، أمير برعام، الأحد، قاعدة "نيفاتيم" الجوية، وقال إن "قدرات طائرات الاستخبارات المتقدمة التابعة لسلاح الجوّ توضح معنى وأهمية خلق تفوق نسبي على العدو"، على حد قوله.

وفي إطار جولته، حصل برعام على "إحاطة عملياتية عن نشاط الوحدة والأسراب في القاعدة واطلع على الوضع العملياتي، فضلا عن الاستعداد، والاستعداد لاستمرار القتال".

وأضاف برعام: "سيواصل الجيش الإسرائيلي الحفاظ على مستوى عالٍ من الاستعداد لمختلف السيناريوهات العملياتية، وسيعمل على معالجة الثغرات مع استيعاب الدروس بسرعة من الساحتين؛ القريبة والبعيدة".

"لا تغيير على تعليمات الجبهة الداخلية"

وفي سياق ذي صلة، أصدر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بيانا، مساء الأحد، قال فيه إنه "لا تغيير على تعليمات الجبهة الداخلية، إثر التقارير الواردة عن مخططات إيران".

وأضاف: "إذ لزم الأمر في تغيير تعليمات الجبهة الداخلية، نعلم بالتحديثات عبر القنوات الرسمية".

اقرأ/ي أيضًا | ضباط إسرائيليون كبار: "محبطون" من غياب إستراتيجية سياسية للحرب