حاولت إسرائيل حتى اللحظة الأخيرة عرقلة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس، عبر إثارة أزمات في اللحظات الأخيرة، رغم تأكيد التقارير العربية والإسرائيلية والأميركية التوصل إلى تفاهمات حول بنود الاتفاق.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وفيما كانت الأنظار متجهة إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث أعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، مساء الأربعاء، رسميًا عن التوصل إلى اتفاق، إلا أن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو استمر بمحاولة التشويش عبر تسريبات إعلامية.

وعلى الرغم من الإعلان القطري-الأميركي الرسمي، قال مسؤول في مكتب نتنياهو إن "رئيس الحكومة سيلقي خطابًا للجمهور فقط بعد أن تكون الصفقة كاملة ومنتهية"، في محاولة للإشارة إلى استمرار وجود تحفظات إسرائيلية على بعض التفاصيل التنفيذية.

وزعم مسؤول إسرائيلي، مساء الأربعاء، أن النقطة الأخيرة العالقة في المفاوضات تتعلق بهوية "عدد من الأسرى الفلسطينيين المدانين بتنفيذ عمليات قتل فيها إسرائيليون" الذين سيتم الإفراج عنهم بموجب الاتفاق. وادعى المصدر أن الجانب الإسرائيلي بصدد مراجعة القائمة التي قدمتها حماس، معربًا عن أمله في الحصول على رد إيجابي من الحركة خلال الساعات المقبلة.

وفي منشور على موقعه للتواصل الاجتماع (تروث سوشيال)، قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب: "لدينا اتفاق بشأن الرهائن في الشرق الأوسط. سيتم الإفراج عنهم قريبًا". ومن المقرر أن ينعقد الكابينيت الإسرائيلي، وأن تجتمع الحكومة، الخميس، للمصادقة على الاتفاق.

محاولة إسرائيلية أخيرة لعرقلة الاتفاق

وفي وقت سابق مساء الأربعاء، زعم مسؤول إسرائيلي رفيع، مساء اليوم، الأربعاء، أن حركة حماس قدمت في اللحظات الأخيرة شروطا جديدة تتعلق بمحور "صلاح الدين" (فيلادلفيا)، وذلك في إحاطة صحافية قدمها مسؤول إسرائيلي رفيع يرجح أنه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.

في المقابل، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي وموقع "اللا" الإسرائيلي والقناة 12 الإسرائيلية، عن مسؤول أميركي رفيع أنه "تم التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة".

وزعم المسؤول الإسرائيلي أن شروط حماس المزعومة تأتي على "خلاف الخرائط التي تمت المصادقة عليها سابقًا من قبل الكابينيت والوسطاء الأميركيين".

وشدد المسؤول على أن "إسرائيل ترفض بشكل قاطع أي تعديل على الخرائط المعتمدة"، في ما يبدو أنه محاولة من تل أبيب لعرقلة المضي قدمًا في الاتفاق المرتقب.

ولفتت التقارير الإسرائيلية إلى أن مزاعم المسؤول الإسرائيلي تأتي عقب إجراء نتنياهو محادثات مكثفة مع الوفد الإسرائيلي المفاوض الذي يتواجد في الدوحة.

وفق وقت لاحق، قال مسؤول إسرائيلي رفيع تحدث لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن "الأزمة" بشأن الشروط الجديدة المزعومة لحركة حماس، قد "تم حلّها".

وأصدر مكتب نتنياهو بيانا جاء فيه أن "حماس تراجعت عن مطلبها الأخير بشأن تغيير انتشار القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا"، وذلك بعد موقف وصفه البيان بـ"الحازم" من قبل نتنياهو.

وأشار البيان إلى أن هناك بنودا أخرى لا تزال عالقة في الاتفاق، معربًا عن أمله في أن يتم التوصل إلى تفاهم حولها خلال الساعات المقبلة.

في حين نفت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") المزاعم التي أوردها نتنياهو، مشددة على أن الخلافات حول خرائط انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا تم حلها الليلة الماضية.

هذا وأعلنت حركة حماس، مساء الأربعاء، أنها سلَّمت ردها على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار إلى الوسطاء، وذلك عقب اجتماع عقده مكتبها السياسي.

وأفادت الحركة، في بيان رسمي، أنها تعاملت مع المقترح بـ"مسؤولية وإيجابية"، انطلاقًا من التزامها بـ"وقف العدوان على القطاع، ووضع حدٍ للمجازر وحرب الإبادة التي يتعرَّض لها".

وعلى صلة، ذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، سيعقد مؤتمرا صحفيا يوم الأربعاء في الدوحة.

وأشارت تقارير صحافية إلى أن رئيس الوزراء القطري يعتزم الإعلان عن تفاصيل الاتفاق المرتقب من الدوحة، حيث تتواصل محادثات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤول إسرائيلي إن حماس وافقت على مقترح سلمه المفاوضون القطريون لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.

لكن مكتب نتنياهو سارع بنفي موافقة الحركة على المقترح قائلا إنه "على النقيض من التقارير، لم تقدم منظمة حماس بعد ردها على المقترح".

وقال مسؤولون من دول الوساطة، قطر ومصر والولايات المتحدة، وكذلك من إسرائيل وحماس، الثلاثاء، إن التوصل إلى اتفاق أصبح أقرب من أي وقت مضى.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات، الأربعاء، "أنا متفائل أن التوقيع سيتم الليلة أو يوم غد على أقصى تقدير".