انفض اجتماع لرباعية القائمة المشتركة (التجمع الوطني الديمقراطي، الحركة الإسلامية، الجبهة الديمقراطية والحركة العربية للتغيير)، عقد مساء اليوم الأربعاء، في مجلس عارة عرعرة المحلي، بسبب تهرب احمد طيبي أو مندوبين عنه من حضور اللقاء، علمًا بأنه من طلب عقد اللقاء، بحسب ما أكدت عدة مصادر لـ"عرب 48".

وكان من المفترض أن تبحث الجلسة الأمور الخلافية في محاولة أخيرة لإعادة تركيب القائمة المشتركة بتركيبتها الرباعية (التجمع الوطني الديمقراطي، الحركة الإسلامية، الجبهة الديمقراطية والحركة العربية للتغيير)، إلا أن تغيّب طيبي حال دون ذلك.

وعلم "عرب 48" أن أحمد طيبي هو الذي طلب هذا اللقاء، غير أنه لم يحضر الاجتماع الذي جاء بدعوة من رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ورئيس مجلس عرعرة، مضر يونس، ورئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، بحسب المصادر.

وقالت مصادر سياسية مطلعة إن "تصرفات طيبي صبيانية، هدفها تخريب جهود لم شمل المشتركة وهو ما يخدم مساعي نتنياهو لاستمرار حكومة اليمين".

وأضاف المصدر أن "سلوك طيبي خطير، ويدل على أن المصلحة الشخصية لديه تفوق أي اعتبار وطني، فهو الذي دفع لعقد الاجتماع، وهو الذي تهرب من حضوره، فإلى أي نوايا هذا يشير سوى إلى المساعي بتخريب المشتركة والأنانية الفردية".

في حين قال المرشح الأول عن قائمة الحركة الإسلامية للانتخابات البرلمانية، د. منصور عباس، لـ"عرب 48"، أنه لا جديد حتى الآن، وأوضح أنه "رغم التنسيق مع مضر يونس، لم يحضر الأخوة من ‘العربية للتغيير‘، وبناء على ذلك تم فض الاجتماع".

وأشار إلى أنه "رغم عدم وضوح الصورة، إلا أن المعطيات تشير إلى خوض الانتخابات بثلاث قوائم"، وأضاف "كان يفترض بهذه الجلسة أن تحسم الأمور ونصل فيها إلى خلاصات، ‘العربية للتغيير‘ آثرت عدم المشاركة، رغم التنسيق الكامل بين يونس والسعدي".

وأكد رئيس قائمة التجمع الوطني الديمقراطي، د. إمطانس شحادة، "باختصار شديد: من طلب الاجتماع تغيّب عنه"، وتابع "جئنا بنية صادقة لمحاولة إنجاز القائمة المشتركة، كانت هذه الليلة الفرصة الأخيرة، والفرصة ضاعت الآن".

وحمل شحادة "العربية للتغيير" إهدار فرصة إعادة تشكيل المشتركة، وشدد على أنه تم تقديم "عروض سخيّة لطيبي، منها العرض الذي اقترحه عباس (4 - 4 - 3 - 3)، لإتمام تركيب القائمة، إلا أنه آثر الخروج عن الوحدة".

وكانت المصادر قد أوضحت أن مركبات المشتركة الثلاثة، اقترحت على "العربية للتغيير"، خلال المفاوضات التي جرت خلال الأيام الماضية، أن تحصل على 3 مقاعد من الـ15 الأولى في قائمة مشتركة، إلا أن مندوب "العربية للتغيير"، تغيّب عن اجتماع كان من المقرر عقده مساء أمس، لرباعية المشتركة، لبحث المقترحات التي تم عرضها سابقا.

ويأتي استئناف الاتصالات بين ممثلي الأحزاب العربية، مساء اليوم، في محاولة أخيرة للإبقاء على القائمة المشتركة، فيما بدأت لجنة الانتخابات المركزية، بتسجيل قوائم الترشح للكنيست الـ21، المزمع إجراؤها في التاسع من نيسان/ أبريل المقبل، على أن تستمر عملية التسجيل، حتى مساء يوم غد، الخميس.  

ودعا تحالف التجمع والإسلامية باقي مركبات القائمة المشتركة (الجبهة وأحمد طيبي) إلى إعادة تشكيل المشتركة على أسس شراكة حقيقية. وحذر من المس بالوحدة الوطنية، مؤكدا أن الناخب العربي سيعاقب كل من يمس الوحدة.

وكانت "العربية للتغيير" قد أعلنت مساء أمس، الثلاثاء، أنها ستخوض انتخابات الكنيست "لوحدها"، في قائمة منفردة تضم مرشحين من قائمة "ناصرتي" التي يترأسها رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، وأطر من النقب، وأكدت أنه "لا رجعة في هذا القرار، وبالنسبة لنا المفاوضات مع الأحزاب الأخرى انتهت". 

الجبهة على "أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات"

وأعلنت الجبهة أن طاقمها الانتخابي يعكف هذا المساء على تحضير نماذج الترشح لقائمة الجبهة للكنيست الـ21. وأضافت في بيان صدر عنها، مساء اليوم أن "مختلف المناطق والفروع جلبت استمارات من عشرات القرى والمدن، من المرشحين اليهود والعرب، من الجليل والنقب والمثلث والساحل".

وقال رئيس الطاقم الانتخابي للجبهة، السكرتير العام للحزب الشيوعي، عادل عامر، إنه "في هذه الأثناء ما زالت هناك مفاوضات وما زالت أيدينا ممدودة للحفاظ على القائمة المشتركة وتعزيز التمثيل العربي والديمقراطي في مواجهة اليمين الفاشي وتحديات المرحلة".

وأضاف عامر، وفق ما جاء في البيان، أنه "في نفس الوقت، فإننا نهيب بكوادرنا ورفاقنا أن يكونوا على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات، بما فيها خوض الانتخابات بقائمة الجبهة وقوى وشخصيات عربية ويهودية".

اقرأ/ي أيضًا | مؤتمر تحالف التجمع والإسلامية: الناخب العربي سيعاقب كل من يمس بالوحدة