يواجه العديد من الطلاب العرب صعوبات جمة في سنتهم الدراسيّة الجامعيّة الأولى في الجامعات الإسرائيليّة، إليكم هذه النصائح...

النهج

عودة شحبري

قال مدير الاتحاد الأكاديميّ، عودة شحبري، لـ'عرب 48'، إنّ 'هناك عدّة نصائح بشتى المجالات يمكنها أن تكون مفيدة للطلاب الجامعيين، ومن هنا أوّل نصيحة عدم الاستماع إلى الطلاب الأكبر منهم سنا بما يتعلق بالردود السلبيّة، فمثلاً هناك من يتحدثون دومًا عن صعوبة الامتحانات وعدم إمكانية اجتيازها، فكثير من الطلاب يخيفون غيرهم من الطلاب عن طريق الحديث حول الامتحانات بصعوبة ورهبة، فلا يجب الاستماع إلى الأصوات السلبيّة التي تقول لغيرها أنّ هذا المجال غير جيّد ولا يوجد بهِ عمل، فهذه الردود والتعليقات لا تسبب سوى الإحباط والخوف، فكل

التخصصات لها عمل، لكن يتوقف الأمر على الإبداع. ومن هنا على الطالب المثابرة لنيل أعلى الدرجات والعلامات، وهكذا تتاح له الفرص'.

وتابعَ أنّ 'المدرسة تختلف كثيرًا عن الجامعة، وهي انتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى، فالطالب حين يقوم بالغش في امتحان المدرسة تقوم المعلمة بطرده ومناداة أهله، لكن في الجامعة العقاب أقسى، وهو إخراجه من المساق وإجباره بإعادة السنة الدراسيّة ويتم تحويله إلى لجنة الطاعة، وفي بعض الأحيان لا يدرك الطلبة العواقب الوخيمة لإدخال ورقة صغيرة معه أو كتابة الأجوبة على يده'.

السكن والمصروف

أما عن النصائح الماديّة فأوضح شحبري أنّه على 'الطلاب البحث عن منح ماديّة لتغطية أقساط التعليم ومساعدتهم، ومن الطلاب من يستطيع الحصول على منحة تعليميّة كاملة وتغطية كافة المصروفات، وبهذا الجانب يمكنهم الاستعانة بالمواقع المختصة عبر الإنترنت للبحث عن المنح لأنها ستساعدهم ماديًا'.

هل هناك صعوبة في إيجاد مساكن للطلبة؟

أجاب شحبري: 'نعم، يوجد هناك صعوبة، لكن بحسب معرفتي فأنا أنصح الطلبة أن يكونوا لحوحين مع المؤجرين بالذهاب يوميًا إليهم وطلب السكن بإصرار، فهذه طريقة جيّدة للحصول على سكن، فمن الطلاب من يطلب مرة واحدة، أو يرسلون الطلب عبر الإيميل، وعادةً لا تتحقق رغبتهم بالحصول على سكن إلا أن كانوا أكثر متابعةً وإصرارا، ومن الممكن البحث عن سكن خارج الجامعة، فهذه إمكانيّة واردة'.

التخصص الملائم؟

قال شحبري إن 'الكثير من الطلاب حين يدخلون التعليم يكتشفون أنهم غير ملائمين لهذا المجال بعد فصل أو سنة أو بعد ذلك. ينبغي على هؤلاء الطلاب تلقي استشارة وعدم الانصياع وراء الضغوطات الاجتماعيّة والأكاديميّة، فمن المفضل أخذ خطوة لتغيير مساره'.

واستطرد أنّ 'اختيار التخصص الملائم للطالب يجب أن يكون مبينًا على العقل والقلب، فالعقل يكون بتحديد ما إذا كان معدل الطالب يؤهله للدخول إلى الموضوع؟ هل الموضوع مدرّ للمال؟ هل هناك مجال للعمل به؟ أما من الناحية القلبيّة فعلى الطالب فحص ما إذا كان ملائمًا لهذ المجال وهل يجد نفسه به؟ ولكي يختار الطالب المجال الصحيح عليه أن يعلم أمرين أساسيين، أولهما معرفة المواضيع المطروحة عن طريق المواقع على الشبكة العنكبوتيّة، والبحث عن كل موضوع وموضوع على حدة، والقراءة عنها لفهمها، وثانيهما تحديد الطالب لمكامن قوته وإبداعه وشغفه عن طريق هذه القراءة والمعرفة'.

مهارات الدراسة 

للنجاح في امتحانات الجامعة على الطالب أن يكتسب مهارات حياتيّة مختلفة، وفي هذا السياق أكد شحبري، لـ'عرب 48'، أنّ 'الطلاب العرب لا يتمتعون بهذه المهارات، فمن الطلاب من حصد أعلى العلامات في البسيخومتري، لكنه بالمقابل حين ذهب إلى معهد 'التخنيون' لدراسة الطب والهندسة خرج بعد عام من دخوله، وذلك بسبب عدم تنظيم وقته وطريقة دراسته'.

ونصح الطلاب بـ'المشاركة في دورات التنمية البشرية والدورات التدريبية التي تعمل في هذا السياق للاستفادة'، ولم ينصح شحبري الدراسة وفق مجموعات، ورأى أن 'المجموعة من الممكن أن تكون أمرا مفيدا، لكنها على الأغلب تكون مضرة بالطالب، وعلى الطالب تحديد وقت للأصدقاء ووقت للتعليم'.

وأشار إلى أنه 'على الطالب أن يكتب كافة المهام على ورقة وتحديد وقت لإنجاز كل مهمّة، يجب التنظيم ما بين المهام والامتحانات، فالامتحانات الجامعيّة لا تتم دراستها قبل يوم أو يومين، بل أسبوع وأسبوعين، مع وجود الأسئلة والامتحانات السابقة مع الطالب قبل وقت كون الدراسة الجامعيّة تأخذ وقتًا أطول وتحتاج إلى متابعة، عدا عن أنّه من المفضل الحضور والاستماع إلى كافة المحاضرات حتى لو لم يكن الحضور إلزاميًا، فهي تسهّل عن الطالب عملية الفهم'.

اللغة العبريّة

تعتبر اللغة العبريّة واحدة من التحديات التي تقف أمام الطالب العربيّ، ونصح شحبري أن 'يقوم الطلاب بعد التخرج من المدرسة بالالتحاق والعمل في أماكن مختلطة، أو دخول دورات تقوية باللغة العبرية في المعاهد المختلفة، أو قراءة كتب باللغة العبريّة، فالطالب العربي لديه قاموس كلمات، لكنه لا يثق بنفسه أثناء التحدث، وهو حاجز يجب كسره قبل الدخول إلى الجامعة'.

اقرأ/ي أيضًا | الشباب العرب... تحديات صعبة

وأنهى أن 'الدراسة في الجامعة مرحلة جميلة يجب الاستمتاع بها، وهي ليست همّا وثقلا على كاهل الطالب'.