كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن "جيش الاحتلال اعتقل نحو 130 من النساء الفلسطينيات، منذ مطلع العام الجاري وحتى اليوم، غالبيتهن من القدس".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وـوضحت الهيئة أن "هذا يشكل زيادة عما سُجل طوال العام الماضي 2020، والذي سُجل خلاله 128 حالة اعتقال. وفي ظل تصاعد البطش الإسرائيلي وارتفاع الاعتقالات في صفوف النساء، فإن العدد مرشح للازدياد خلال الشهور القادمة من العام الجاري".

وأشارت إلى أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثن النساء يوما من بطشها واعتقالاتها التعسفية، كما أن الأشكال والأساليب المتبعة عند اعتقال المرأة الفلسطينية، لا تختلف عنها عند اعتقال الرجال، في محاولة لردعها وتحجيم دورها وتهميش فعلها وتحييدها، أو بهدف انتزاع معلومات تتعلق بالآخرين، وأحيانا كان يتم اعتقالها للضغط على أفراد أسرتها لدفعهم إلى الاعتراف، أو لإجبار المطلوبين منهم على تسليم أنفسهم".

وفي هذا السياق، يستدل من المعطيات الموثقة لدى الهيئة أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ العام 1967 أكثر من 17 ألف فلسطينية، بينهن فتيات قاصرات وطالبات وأمهات ومريضات وجريحات وحوامل، دون مراعاة خصوصيتهن واحتياجاتهن الخاصة.والج ريمة الإسرائيلية لا تقتصر على ذلك، وإنما تمتد إلى ما بعد الاعتقال، حيث التحقيق القاسي، والتعذيب بأشكاله المتعددة، الجسدي والنفسي، وهناك الكثير من الشهادات المؤلمة. إضافة إلى ظروف الاحتجاز القاسية وسوء المعاملة والقمع والتنكيل والاعتداء اللفظي والجسدي وتردي الخدمات الطبية المقدمة لهن دون مراعاة لجنسها وخصوصيتها، ودون توفير الحد الأدنى من احتياجاتها".

وبيّنت أن "سلطات الاحتلال تحتجز في سجونها 40 أسيرة فلسطينية، بينهن 11 أما، ولعل أبرزهن الآن الأسيرة الحامل أنهار الديك، وهي على وشك أن تضع مولودها في السجن، حيث اعتقلت في الثامن من آذار الماضي وهي حامل واقترب موعد ولادتها، ولدينا الكثير من التجارب المماثلة لأسيرات كُثر وضعن مولودهن في السجن الإسرائيلي في ظروف قاسية ومريرة".

وأكدت الهيئة أنه "خلال سنوات الاحتلال الطويلة، اعتقلت إسرائيل العشرات من النساء الحوامل، وبعضهن أنجبن أولادهن داخل السجن، فكانت الأسيرة زكية شموط من مدينة حيفا، والمعتقلة منذ أواخر عام 1971 هي أول أسيرة فلسطينية تلد داخل سجون الاحتلال بعدما اعتقلت وهي حامل في شهرها السادس، وأنجبت مولودتها نادية داخل السجن. وآخرهن كانت الأسيرة فاطمة الزق من غزة التي أنجبت طفلها يوسف أوائل عام "2009.

وتجمع الشهادات، وفقا للهيئة، على أن "الأسيرات الحوامل لم يظفرن بما يتناسب مع كونهن بحاجة إلى اهتمام خاص وفحوصات دائمة ودورية ورعاية خاصة، لمتابعة أوضاعهن وللتخفيف عنهن من عناء الحمل، ومع اقتراب موعد الولادة يتم نقل الحامل إلى المستشفى مكبلة الأيدي والأرجل، ومحاطة بعدد من المجندات بحجة الحفاظ على الأمن. وتبقى مكبلة بالسلاسل وهي على سرير المستشفى، ولا يفكون القيود سوى قبل دقائق معدودة من الولادة، دون أن يُسمح لأي من أفراد العائلة بحضور ساعة الولادة والاطمئنان على الأم والمولود الجديد، وبعد انتهاء الولادة يُعاد تكبيل الأسيرة ثانية وتعاد إلى السجن، دون مراعاة لوضعها الصحي وما عانته جراء تلك العملية الشاقة، كل ذلك يؤثر سلبا على وضعها النفسي ويفاقم من معاناتها، مما يزيد من قلقنا على الأسيرة أنهار الحجة (الديك) التي على وشك الولادة في السجن".

وختمت الهيئة بالقول إن "التاريخ الفلسطيني يحفظ أن الأسيرة الأولى في الثورة الفلسطينية المعاصرة هي الأخت المناضلة فاطمة برناوي، والتي اعتقلت بتاريخ 14 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1967، وقضت عشر سنوات في سجون الاحتلال. كما يوثق التاريخ بأن الأسيرة المحررة لينا الجربوني من المناطق المحتلة عام 1948هي عميدة الأسيرات، وأكثرهن قضاءً للسنوات في سجون الاحتلال، حيث اعتقلت في الثامن عشر من نيسان/ بريل عام 2002، وأمضت خمس 15 متواصلة قبل أن يُطلق سراحها في نيسان/ أبريل من العام 2017".

اقرأ/ي أيضًا | بودكاست "دِستور" | نزع الإنسانية عن الأسرى الفلسطينيين مع عبير بكر

اقرأ/ي أيضًا | تقرير: اعتقال 1900 مقدسي منذ بداية العام الجاري