زار المحاميان طارق أبو رعد وعزّ الدّين جبّارين قبل أيام الشّيخ رائد صلاح في سجن 'رامون' في صحراء النقب، وخلال زيارتهما قال إن 'المسجد الأقصى حقّ أبديّ وثابت وقرار اليونسكو مجرّد دعم له'.

ووجّه الشيخ صلاح رسالة خطيّة إلى الدّاخل الفلسطيني والأمّة العربية والإسلامية، أكّد فيها على 'التّمسّك بالمسجد الأقصى كحقّ أبديّ وثابت لن يزول حتّى قيام السّاعة، وأنّ هذا الحقّ ثابت حتّى قبل اعتراف هيئة الأمم المتحدة واليونسكو أو أيّة هيئة دولية أخرى' معتبراً أن 'قرار اليونسكو يأتي من باب الدّعم لهذا الحق الأبدي ليس إلاّ' .

وأضاف أنه 'من الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي في رفضه لقرار اليونسكو وفي ادعائه الباطل أنه صاحب الحق في المسجد الأقصى إنّما يُعلن بناءً على هذا الادعاء الباطل، حرباً على الإسلام ثم حرباً على الأمة الإسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني. الاحتلال يحاول أن يُصادر التاريخ زوراً وبهتاناً، وكأن التاريخ يبدأ وينتهي في المجتمع الإسرائيلي فقط، وكأنها لم تكن شعوب أخرى قبل هذا الشعب الإسرائيلي في القدس والأقصى المباركين، ولذلك انتهى الوقت الذي حاول فيه الاحتلال الإسرائيلي طوال الوقت أن يفرض روايته الباطلة على كل هذه الأرض'.

ودعا الشّيخ صلاح إلى 'الوحدة ونبذ كلّ مظاهر العنف والإكراه، ورأب التّصدّعات'، وقال: 'إنني أتمنى على لجنة المتابعة العليا وعلى كل القيادات الدينية الملتزمة، الإسلامية والمسيحية والدرزية، أن نُحافظ على مبدأ أدب الاختلاف في أي قضية نختلف فيها وبالرأي والموقف، ولا يُعقل أن يُهاجم بعض منا الطائفية العمياء وأن يُمارسها في نفس الوقت، ولا يُعقل أن يُهاجم بعض منا الإكراه الديني وأن يُمارسه على الآخرين، ولا يُعقل أن يُهاجم بعض منا ظاهرة توزيع صكوك الغفران وأن يقوم بتوزيعها على الآخرين، وحريّ بنا أن نرتقي إلى مستوى المسؤولية للحرص على تماسك مجتمعنا في موقف واحد وإرادة واحدة في وجه كل السياسة العنصرية الإسرائيلية ونُحافظ في نفس الوقت على مبدأ أدب الاختلاف بعيداً عن الفاظ الشتيمة السّوقية التي سمح البعض لنفسه أن يستخدمها في مقالاته' .

ورد على تصريحات ليبرمان بشأن أمّ الفحم وبارك إحياء ذكرى مجزرة كفر قاسم، وفي تعقيبه على تصريحات ليبرمان الأخيرة اعتبر الشيخ رائد صلاح أن 'أصغر رضيع في أم الفحم هو أسمى من أن يقرّر ليبرمان مصيره. أمّ الفحم ما كانت في يوم من الأيام وافدة على ليبرمان بل إن ليبرمان هو الوافد على أمّ الفحم، ولذلك هي التي تقرّر المصير ولا يجوز له في يوم من الأيام أن يقرر مصيرها'.

وحول إحياء الذكرى الستين لمجزرة كفر قاسم أشار الشيخ صلاح في رسالته إلى أن 'المذابح الإسرائيلية لم تتوقف على أراض أخرى يسكنها الشعب الفلسطيني تشهد قتلا شبه يوميّ لرجال ونساء وشباب من الشعب الفلسطيني بحجة تقليدية مفضوحة (محاولة الاعتداء على جندي)' معتبرا أنّها 'لن تتوقف إلا بزوال الاحتلال الاسرائيلي .'

وفي الختام توجّه الشيخ صلاح بـ'رسالة تحذير إلى الأمة العربية والإسلامية من مخططات الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ يُكثر من الادّعاء بأنّه كشف أثريات قديمة تثبت حقّاً له في المسجد الأقصى المبارك وغنيّ عن البيان أنّ هذا الادعاء باطل وأن لا حق له حتى بذرة تراب من المسجد الأقصى، لكن السؤال الذي يُسأل الآن لماذا كثرت هذه الادعاءات الباطلة التي يحاولون ربطها مع الأبحاث الأثرية؟ إن الاحتلال الإسرائيلي يُحاول صناعة أجواء عالمية لفرض خطوة مصيرية على المسجد الأقصى أخطر بكثير من محاولاته السابقة لفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى، إنه يفرض على العالم ادّعاء باطلا يدّعي فيه أنّه صاحب الحق الوحيد في المسجد الأقصى المبارك وهذا أخطر من كل اعتداء وقع في الماضي على المسجد الأقصى، وهذا ما يجعلني أصرخ في وجه الجميع انتبهوا جيدا، الأقصى في خطر، وهذه الفترة مصيرية للغاية'.

اقرأ/ي أيضًا | الاحتلال يفتتح مقهى مجانيا لجنوده وللمستوطنين قرب الأقصى

ويقضي الشيخ صلاح منذ أيار/ مايو الماضي حكما بالسّجن لمدة تسعة أشهر بعد ملاحقته سياسيا وإدانته بتهم 'التحريض على العنف والعنصرية' .