أفرزت انتخابات بلدية معلوت- ترشيحا في منطقة الجليل الأعلى تمثيلا عربيا بأربعة أعضاء في المجلس البلدي، إذ حصلت قائمة ترشيحا الموحدة التي تضم التجمع الوطني الديمقراطي والقائمة الترشيحانية المستقلة والجبهة على عضوين (نخلة طنوس وحمد نعيم)، وقائمة "ترشيحا أولا" على عضو واحد (كميل عودة)، وقائمة "الأخاء والتعاون" على عضو واحد (أيمن شناتي)، بيد أن غبار الانتخابات لم ينقشع بعد، إذ يدور حديث الساعة في ترشيحا حول الموقف من انتخابات الرئاسة في الجولة الثانية التي ستُجرى يوم الثلاثاء المقبل، بين رئيس البلدية الحالي، شلومو بوحبوط، الذي يرأس البلدية منذ 42 عاما، وبين منافسه أركادي بومرينتس.

كميل عودة وحمد نعيم ونخلة طنوس

ويبدو أن الصوت العربي قد يطيح ببوحبوط من رئاسة البلدية، فقد اتخذت قائمة ترشيحا الموحدة موقفا علنيا داعما لمنافس بوحبوط وتسعى لإسقاط الأخير، الذي وصفته بأنه "عنصري مارس التمييز ضد العرب ودمر ترشيحا"، كما طالبت القائمة القائمتين الأخريين اتخاذ قرار موحد للإطاحة برئيس البلدية.

نخلة: لا أقل من التخلص من بوحبوط

واعتبر عضو البلدية عن قائمة ترشيحا الموحدة، نخلة طنوس، أن التحدي المفروض، الآن، هو اختيار الرئيس في الجولة المقبلة.

وقال طنوس لـ"عرب 48" إنه "خضنا معركة صعبة في تشكيل القائمة الموحدة وتحديات العمل لرفع تمثيلنا في البلدية، لكن مع ذلك كان النجاح كبيرا وهاما من حيث العدد ونوعية الأعضاء". وأضاف أن "هذه المرحلة مررناها بسلام وبنتائج جيدة ومرضية جدا. والتحدي الآخر، الآن، هو في اختيار الرئيس في الجولة الثانية التي ستُجرى يوم الثلاثاء المقبل فنحن نسعى للتخلص من الرئيس بوحبوط الذي دمر ترشيحا في كل سياسات الميزانيات وقضايا الأرض والمسكن والتربية والتعليم وغيرها".

وشدد على أنه "أمامنا أيام قليلة للعمل من أجل الإطاحة ببوحبوط وهي فترة حاسمة. أعلنا موقفنا بتأييد المرشح أركادي بومرينتس دون قيد أو شرط أمام بوحبوط لأن برنامج بومرينتس مقبول علينا ونحن بناء عليه سندعمه".

وختم القول طنوس إن "الوحدة التي حققناها ليست وحدة مقاعد، بل وحدة من أجل تعزيز قوتنا وتأثيرنا ومن أجل توحيد ترشيحا، وأن تأتي بالخطوة الأولى بهدف تغيير الرئيس، وبذلك نكون قد تخلصنا من السياسة والنهج السيء. وبعدها سننهض للعمل من أجل ترشيحا. وأؤكد أنه إذا لم يتجاوب بومرينتس بعد انتخابه رئيسا مع مطالبنا ولم يتفهم كل ما يتعلق بقضايا ترشيحا خلال عام واحد فلن يكون أمامنا سوى الذهاب إلى الانفصال عن معلوت والمطالبة بمجلس محلي مستقل لترشيحا".

عودة: توحيد الموقف من الرئاسة

واعتبر عضو البلدية عن قائمة "ترشيحا أولا"، كميل عودة، أن التحديات مع بلدية معلوت- ترشيحا تفرض وحدة الموقف والمطالب.

وقال عودة لـ"عرب 48" إنه "لا أرى أن خوضنا الانتخابات في قائمة واحدة يمكن أن يجلب أكثر من أربعة أعضاء. أؤمن بالحسم الديمقراطي وأؤكد أن تعدد القوائم يدفع نحو التنافس على صوت الناخب أكثر، وهذا لا يتناقض مع المبدأ في وجود قائمة موحدة تقوم على طروحات ورؤية، وعلى أساس وجود آليات ضبط وتمثيل ترشيحا كبلد وليست مقاعد".

وحول المساعي لوحدة موقف القوائم العربية من مسألة انتخاب الرئيس في الجولة الثانية، قال إنه "قمنا قبل أيام بدعوة كافة الأعضاء وطرحنا ضرورة أن نتوحد في جسم واحد وأن نقوم نحن الأعضاء الأربعة بتمثيل ترشيحا، بغض النظر من سيكون الرئيس المقبل، وهذا هو اجتماع أولي وسنعقد اجتماعا آخر لبحث الصيغة الأفضل للتعامل مع هذا الموضوع".

وشدد عودة على أنه "سنعمل بموجب رؤيتنا وأخلاقياتنا بأن نكون متفقين كجسم واحد أمام البلدية، وبما أن هناك جولة ثانية للرئاسة بين مرشحين فسنعمل بمسؤوليةعلى وضع جملة مطالبنا التي نتفق عليها ونضعها كشرط أمام مرشحي الرئاسة كي نتمكن من تحصيل أكبر رزمة صلاحيات ومطالب استراتيجية واستغلال الظرف لنلزم المرشح المفضل علينا الاستجابة لمطالبنا".

وأشار إلى أن "هناك اختلافات في الموقف حول دعم أحد المرشحين. قائمة ترشيحا الموحدة أعلنت موقفها الداعم للمرشح بومرينتس، ولكن نحن لا نرى في هذه الظروف أنه يجب إعلان موقف داعم لمرشح معين، لكن هذا أمر قابل للتغيير بمعنى أن ندعم مرشحا معينا ضمن اتفاق وإجماع كافة الأعضاء من ترشيحا على المطالب المشتركة وحزمة الصلاحيات".

وعن أهم التحديات، قال عودة إنه "سنعمل على توفير آليات إبداعية للوصول لمعادلة الحكم الذاتي في ترشيحا وإيجاد حل لقضية التمثيل المتردية لترشيحا في المجلس البلدي. والتحدي الآخر قضية المخططات التفصيلية بكل ما يتعلق بالأرض والمسكن في ترشيحا، وتأتي أهمية هذه المسألة على ضوء توقعاتنا في ازدياد عدد سكان ‘معلوت’ بشكر كبير جدا في السنوات القريبة كما سبق وأعلن عن هذا المخطط".

نعيم: المعركة على هوية ترشيحا

واعتبر عضو البلدية عن قائمة ترشيحا الموحدة، حمد نعيم، أن إنجاز القائمة الموحدة سيشكل انطلاقة للعمل من أجل استعادة مكانة ترشيحا.

وقال نعيم، لـ"عرب 48" إن "هذه المعركة تميزت عن غيرها بأنها معركة على هوية ترشيحا. وأشير إلى أن كثيرين راهنوا على فشل قائمة الوحدة، ولكن الشارع الترشحاني قال كلمته بوضوح، وأنا راض جدا عن النتيجة التي حصلنا عليها في الانتخابات لأنها أثبتت للجميع بأن وحدة الصف هي ما تحتاجه ترشيحا".

وأضاف أن "ما حصلت عليه قائمة ترشيحا الموحدة بمثابة إنطلاقة في مسيرة نضالية. سنعمل جاهدين على توحيد الصف في ترشيحا وبناء برنامج مطالب مع القائمتين الأخريين للعمل على إعادة بناء مؤسسات ترشيحا المنهارة. نؤكد أننا سوف نبدأ في العمل لجميع أبناء البلدة دون استثناء، وسنؤكد على استقلالية قراراتنا في الأمور والمسائل المتعلقة بترشيحا. كما سنتصدى لكل برنامج لا يتلاءم مع ترشيحا وسننتزع حقوق أهالي ترشيحا".

وختم نعيم بالقول إنه "نؤكد على أهمية الإطاحة برئيس البلدية، شلومو بوحبوط، الذي دمر البلدة، وهذا لن يتحقق إلا بالتصويت لمنافسه أركادي بومرينتس في الجولة الثانية يوم الثلاثاء المقبل".

يذكر أنه حاولنا في "عرب 48" عدة مرات الحصول على موقف عضو البلدية عن قائمة "الأخاء والتعاون"، أيمن شناتي، لكن دون جدوى وفي حال توفر موقفه سننشره على الفور.

اقرأ/ي أيضًا | المدن المختلطة: إقصاء للعرب من البلديات والوظائف