يجمع النواب العرب من مختلف الأحزاب التي تشكل القائمة المشتركة أن النوايا الحقيقة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لزياراته الأخيرة للمدن العربية؛ الطيرة وأم الفحم والناصرة، تهدف في الأساس إلى ضرب الوحدة السياسية والاجتماعية في المجتمع العربي، والاستفادة لاحقا من بعض الأصوات العربية بعد خلق حالة من الإحباط وخفض نسبة التصويت.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

ويشدد النواب العرب على أن الهدف الأول هو تفكيك القائمة المشتركة، وخلق حالة من النزاع والتناحر تؤدي إلى خفض التمثيل العربي في الكنيست الأمر الذي قد يساعده على البقاء في السلطة.

يأتي ذلك فيما لم يتضح بعد إذا ما كان التغيير في الإستراتيجية الانتخابية لرئيس الحكومة الإسرائيلية، باستهدافه الصوت والعربي وبسعيه لتفكيك القائمة المشتركة وخفض التمثيل العربي في الكنسيت، قد يدفع مركبات القائمة المشتركة إلى التمسك بالوحدة ومواجهة الأخطاء عبر مراجعات داخلية من شأنها أن تُصوّب مسارها لتحظى من جديد بثقة الناخب العربي.

عودة: نتنياهو انتهى من خداع الناخب اليهودي ويحاول لملمة بعض الأصوات العربية

أيمن عودة

وفي حديث لـ"عرب 48"، قال رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، إن "نتنياهو ليس عنصريا وحسب، وإنما هو كذاب أيضا، فهو موجود على رأس السلطة منذ 30 عاما، رئيسا للمعارضة ثم وزارة المالية ورئيسا للحكومة، ولم يبدأ نتنياهو والليكود عملهم السياسي اليوم".

وأشار إلى أن نتنياهو "صاحب ‘قانون القومية‘ و‘صفقة القرن‘، وهو صاحب سياسة هدم البيوت العربية، وخلال ولايته، وصل العنف والجريمة في المجتمع العربي إلى ذروة غير مسبوقة. وقد فشل في تفكيك منظمات الجريمة ووضع حد للجرائم. إن نتنياهو أول من يتحمل مسؤولية كل هذه القضايا".

وأضاف أن "نتنياهو يعي أن عدد اليهود الذين نجح خداعهم قد تقلص، وأن أمره قد انتهى، ولن يتمكن من الحصول على 61 مقعدا لتشكيل ائتلاف حكومي، فيلجأ إلى شرائح من المواطنين العرب، ولكن لدينا ثقة عميقة بشعبنا وبانتمائهم ووعيهم لمنع هذه الخطة".

اقرأ/ي أيضًا | أبعد من تكتيك انتخابات

وحول الأهداف الحقيقية وراء تغيير إستراتيجيات نتنياهو وتبديل خطابه، قال عودة إن "الأمر الأساسي الذي يريده نتنياهو هو تفكيك القائمة المشتركة، وتفتيت أبناء شعبنا، بالإضافة إلى إشاعة الإحباط الأمر الذي قد يؤدي إلى هبوط نسب التصويت في المجتمع العربي، والهدف رقم ثلاثة هو لملمة بعض الأصوات العربية".

طه: يجب منع نتنياهو من تفكيكنا.. ننتظر رد الأطراف لعقد لقاء رباعي

وليد طه

من جانبه، قال النائب عن الحركة الإسلامية، وليد طه، لـ"عرب 48"، إنه "لا علاقة لزيارات نتنياهو للمدن العربية في تغيير سلوكه، هذه زيارات للبحث عن أصوات ونحن دائما قلنا نحن بحاجة إلى قائمة مشتركة قوية تجبر الدولة على تغيير سلوكها وليس فقط تغيير أشخاصها".

وتابع أن "الشخص سيئ إلى درجة بعيدة ولكن المواطن العربي يريد تغيير السلوك والنهج وليس تغيير أسماء فقط، فلا يهم من يكون في رأس السلطة نحن نريد حقوق ثابتة لا تتغير بتغير الأشخاص."

وحول وجه الخلاف بين مركبات المشتركة في ظل الإجماع الحاصل بينها على نوايا نتنياهو، قال طه: "نعم هذا صحيح، ونحن نقول إن المناورة لا ينبغي أن تكون للحركة الإسلامية وحدها، بل لكل القائمة المشتركة، وليس على أساس نحن ضد أو مع مركز أو يمين أو يسار، بل هدفنا واحد ووحيد هو تثبيت مجتمعنا على أرضه وفي بلاده، وتحصيل حقوقه أمام الأسماء المتغيرة سواء الأشخاص أم الأحزاب، لأنهم سواء، ونحن نعتبر أن الحقوق المدنية لمجتمعنا تقع في صلب الثوابت الوطنية (مثل الاعتراف بقرى مسلوبة الاعتراف، والحق في المسكن وإبعاد تهديد الهدم)".

اقرأ/ي أيضًا | القائمة المشتركة: ألاعيب نتنياهو لن تنطلي على شعبنا

وعن إمكانية حدوث انفراجة في القائمة المشتركة على ضوء المعطيات الراهنة، قال طه: "لم نكن يوما بعيدين عن القائمة المشتركة، بل المشتركة أبعدت نفسها عنا عن قصد. فزيارة المحتال إلى الناصرة، للأسف، هو استعمل المشتركة كي يصل للناخب العربي وبعض الأحزاب في القائمة المشتركة استعملته لتهاجم الحركة الإسلامية.

وأضاف أنه "لا يجوز أن نسمح لنتنياهو أن يفككنا بهذه السهولة، هو يزايد علينا على اعتبار أزمة المشتركة وبعض الزملاء في القائمة المشتركة يستعملون نتنياهو لمهاجمة الحركة الإسلامية وهذا محزن".

وحول جديد التواصل مع بقية مركبات المشتركة، أوضح طه أنه "لا زلنا ننتظر رد الأطراف لعقد لقاء رباعي، ولقد قدمنا أكثر من دعوة معلنة ورسمية من خلال رئيس الكتلة في القائمة المشتركة، بل وأقول أكثر من ذلك، فلنجلس على مدار ثلاث أيام حول طاولة مستديرة للتوصل لميثاق وعقد اجتماعي."

صالح: ندعو لتعزيز الوحدة والالتزام بالبرنامج السياسي للمشتركة

سندس صالح

بدورها، قالت النائبة سندس صالح من القائمة العربية للتغيير، إن "نتنياهو هو ذاته شخص وسياسات، بل هو يتفوق على ذاته عنصريا، وكونه محرض ومشرع لقوانين ضد المجتمع العربي الفلسطيني. نحن على ثقة تامة بأبناء شعبنا، ولكنا نعي أن نتنياهو يبحث عن طوق نجاة سياسي لفساده ويبحث عن اللجوء لأصوات أكثر ومستعد لتقديم أي وعود مهما كانت كاذبة، ونحن نعرف أنها فقاعات سرعان ستذوب بعد الانتخابات ويعود نتنياهو الذي نعرفه المعادي لشعبنا ولقضايانا ولأي إمكانية سلام مع الشعب الفلسطيني الذي نعتبر نفسنا جزءًا منه."

وحول الرهان الهش لنتنياهو على الأصوات العربية والنوايا الحقيقية لحضوره وحزبه في البلدات العربية، قالت صالح، في حيدثها لـ"عرب 48": "أعتقد أنه يعمل على محورين بشكل متوازي، يزور البلدات العربية وما يأتي من أصوات هو إضافة لليكود. وهو يرى أنه في أفضل الأحوال، إذا لم ينجح بحصد أصوات من العرب، فقد ينجح في زعزعة الثقة بين الأحزاب العربية والناخب العربي، لأن وجود 15 مقعدا للقائمة المشتركة منعه من الحصول على القانون الفرنسي الذي يحميه من ملفات الفساد".

اقرأ/ي أيضًا | إضعاف "التأثير".. وسرقة "الإنجازات"!

وحول مستجدات التواصل بين مركبات القائمة المشتركة، قالت صالح: "نحن في العربية للتغيير، ندعو جميع الأطراف لتعزيز الوحدة والعمل السياسي والالتزام بالبرنامج السياسي للقائمة المشتركة الذي بنته المركبات الأربعة ووافقت عليه وخرجنا للانتخابات على أساسه، وندعو إلى العودة لهذا البرنامج الذي يعبر عن طموحات شعبنا."

يزبك: نتنياهو يحاول اختراق المجتمع العربي.. نراهن على وعي مجتمعنا

هبة يزبك

من جانبها، قالت النائبة هبة يزبك، من التجمع الوطني الديمقراطي: "من الواضح أن نتنياهو في أزمة في ما يتعلق بتشكل الحكومة القادمة، وفي ما يتعلق أيضا بمخزون الأصوات في الشارع اليهودي الإسرائيلي، والاستطلاعات تفيده بأن هذا المخزون انتهى لذلك هو يبحث عن مخزون أصوات جديد، ومن هذا المنطلق غيّر إستراتيجيته الانتخابية ولم يغير سياسته ضد المجتمع العربي".

وأضافت، في حديث لموقع "عرب 48"، أنه "في السابق استخدم (نتنياهو) المجتمع العربي من خلال التحريض، وهذه المرة يتبع التزلف والتملق للمجتمع العربي كمحاولة لكسب الأصوات في الانتخابات القريبة، وبالتالي هذه محاولة بائسة ومفضوحة في ذات الوقت، مجتمعنا يعي ويعرف من المسؤول عن ‘قانون القومية‘ وسياسة هدم البيوت العربية وعن القتل والجريمة في المجتمع العربي، واستمرار الاحتلال والاستيطان".

وشددت يزبك على أن "جميع مآسي مجتمعنا مرتبطة بسياسة حكومات وبطبيعة الأحوال متعلقة بسياسة نتنياهو في العقد الأخير، وهذه المحاولة ستواجه بالرفض ونحن نعول على مجتمعنا ووعي مجتمعنا بعدم التصويت للأحزاب الصهيونية وعلى رأسها الليكود ونتنياهو".

اقرأ/ي أيضًا | لجنة الوفاق لمركبات المشتركة: آن الأوان لتغليب الوحدة وإيقاف التدهور

وتابعت أن "محاولته الآن التودد للمجتمع العربي من خلال باب التطعيمات هي محاولة بائسة مكشوفة ونبض الشارع يقول إن نتنياهو يتعامل مع مجتمعنا باستغباء ويجب أن يعاقب على هذا أيضا"؛ وختمت بالقول: "لا شك أن نتنياهو يستهدف تفكيك القوى السياسية التي تعمل ضده ولا تعمل لصالحه وعلى رأسها القائمة المشتركة، ويهدف إلى خلق شرخ بين الأحزاب السياسية ورؤساء البلديات، ولكن كان لنا تجربة سابقة ونحن نعول على شعبنا وعلى الناس وعلى وعينا العام".

اقرأ/ي أيضًا | اجتماع ثنائي بين الجبهة والعربية للتغيير؛ والإسلامية تنتقد