فحص موقع "عرب 48" المساحة التي خصصتها القائمتان العربيتان؛ المشتركة و"العربية الموحدة"، للدفاع عن قضايا المرأة في برامجها الانتخابية، بمناسبة حلول الثامن من آذار الذي يصادف اليوم العالمي للمرأة، وفي هذا السياق، تحدثت النائبة عايدة توما - سليمان عن المشاريع التي تعتزم المشتركة الدفع بها؛ في حين حاولنا إجراء حوار مماثل مع النائبة إيمان خطيب، إلا أن الأخيرة امتنعت عن الحديث لما وصفه طاقمها بأنه "انشغال في برنامجها".

وشددت النائبة عايدة توما - سليمان على أن "القائمة المشتركة تؤمن بحق المرأة بالمساواة في الفرص، وفي الحقّ بالعمل والتّعليم والمشاركة السّياسية والاجتماعيّة. وترفض كافة أشكال الاضطهاد والاستغلال والتّمييز والعنف ضد النساء".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وقالت النائبة توما - سليمان، التي ترأست لجنة مكانة المرأة في الكنيست الـ23: "نحن لن نبدأ الآن العمل على تحصيل حقوق المرأة وإنما هنالك مشاريع مفتوحة، منذ الدورة السابقة سنعمل على إكملها، زيادة على الأمور الطارئة والإضافية التي تتعلق بتراجع مكانة المرأة في سوق العمل التي نشهدها اليوم".

عايدة توما- سليمان (أرشيفية)

وأضافت أنه "على الصعيد الشخصي هنالك اقتراحات لقانونين مرت بالقراءات الأولى ويجب إتمام عملية تشريعهما، يتعلقان بحماية المرأة من العنف الأسري، وهما قانون السوار الإلكتروني وقانون العلاج للرجال العنيفين لمعالجتهم سلوكيا ولمراقبتهم مكانيا. كذلك هنالك مجموعة قوانين تتعلق في قضايا العنف والاعتداءات الجنسية سنواصل طرحها على جدول أعمال الكنيست".

وأوضحت النائبة توما - سليمان أن "هنالك حاجة خاصة للاهتمام بقضية عمل وتشغيل النساء العربيات بشكل عام، والنساء العربيات البدويات بشكل خاص، كون غالبيتهن أحيلن إلى سوق البطالة خلال جائحة كورونا".

وشددت على أن "القضايا التي سنهتم بها وستكون في مقدمة أولوياتنا، هي عمل النساء العربيات بما يشمل التدريبات المهنية والتأهيل المهني للكثير من النساء اللواتي سيكون من الصعب استيعابهن في أماكن عملهن السابقة".

وأكدت النائبة توما – سليمان على أن تحقيق هذه الغاية يكون بمواصلة الضغط بهدف توفير فرص عمل للنساء العربيات بما في ذلك في سلك خدمات الدولة. مشيرة إلى أنه عندما تريد المؤسسة تشجيع قطاع معين على العمل فإنها تضع محفزات لأصحاب العمل وأماكن العمل، وقالت: "أعتقد أنه آن الأوان للتعامل بهذا الأسلوب مع النساء العربيات وتحفيز أماكن العمل على استيعابهن".

اقرأ/ي أيضًا | الثامن من آذار: معطيات حول المرأة العربية في البلاد

وعن الظواهر السلبية التي نشأت مؤخرا ومن بينها محاولة المشغلين وأصحاب المصالح، التخلص من قدامى الموظفات لديهم واستبدالهن بموظفات مبتدئات بهدف التنكر لحقوقهن ودفع رواتب متدنية للموظفات بدلا من الرواتب المرتفعة لقدامى الموظفات.

وقالت النائبة توما - سليمان: "للأسف أنا أعتقد أنه في كل ضائقة اقتصادية يصبح من السهل استغلال العمال وتجاوز القانون في التعامل معهم. وخلال جائحة كورونا اضطررت إلى التوجه إلى المحكمة الإسرائيلية العليا من أجل إلغاء قرار حكومي يقضي برفع الحماية عن النساء الحوامل في سوق العمل، اللواتي يخضعن لعلاجات بسبب حملهن، وهؤلاء النساء كن محميات قبل سن هذا القانون المجحف بحقهن، وخلال الجائحة نُزعت الحماية عنهن، لذلك اضطررت للتوجه إلى المحكمة العليا التي أعادت للنساء الحماية".

ولفتت إلى أنه "لو أن الدولة تستثمر في أماكن العمل بدلا من إخراج العمال إلى عطلة غير مدفوعة الأجر.. وأنا كنت قد طرحت في بداية الجائحة تبني النموذج الألماني الذي يعتمد على قيام الدولة بتمويل جزئي لرواتب العمال، بينما يمول صاحب العمل الجزء الآخر وهكذا يمكن لهؤلاء العمال أن يواصلوا عملهم مقابل أجر، وهذا الأسلوب من شأنه أن يمكّن العامل من الاستمرار في عملهم ويمنع توقف سوق العمل، لكن للأسف فإن التوجه الرأسمالي الموجود في الدولة يتيح لأصحاب العمل استغلال العمال، ونحن بدورنا نحاول قدر الإمكان دعم هؤلاء العمال سواء بسن قوانين أو بطرق أخرى فإننا سنكون على اتم الاستعداد لخدمتهم، وتوفير الحماية لهم".

اقرأ/ي أيضًا | 8 آذار: تداعيات جائحة كورونا على المرأة العربيّة

هذا وحاول "عرب 48" إجراء حديث مماثل مع النائبة إيمان خطيب، حول برنامج القائمة "العربية الموحدة" في ما يخص مكانة وحقوق المرأة في برنامجها الانتخابي، إلا أنه قيل لنا إن "برنامجها مشغول بالكامل ولا مجال لإجراء حديث معها"!