08/03/2019 - 12:06

النساء ويومهن في آذار

حين لا تستبيح دمها، أخا أو زوجا أو ولدا أو قريبا لأنها اختارت طريقا مغايرا لما اخترته أنت، وتقتلها في السر وتختفي وراء الشرف، أهدها حينها وردة وأضئ شمعة لحريتها وحقها في الحياة.

النساء ويومهن في آذار

الثامن من آذار، التاسع، العاشر، المليون من آذار، ليس يوما لباقات الورود ولا لتداول شعارات التهاني التي تكون عادة عن ظهر قلب" ولرفع العتب"،  لا بل هي مظهر من مظاهر التقدمية والتحرر (البائس)، فاحتفظوا بالورود خذوها كلها، وحرروا عقولكم من أحكامكم وتعاملكم مع النساء، حرروا  بناتكم من النظم القبلية التي تتعاملون بها في بيوتكم وعملكم وفي كل مكان.

* حين لا تعد المرأة والبنت عورة احتفلوا بها وقدموا لها الورود اللائقة.

* حين لا تحزن لولادة البنت وفرحك يصبح كفرحك بولادة الذكر أهدها وردة.

* حين تعتبر نفسك شريكا كاملا في التعاون المتساوي في شؤون التربية والبيت والحياة، وليس عاملا مساعدا أو تعاونك هو من باب "المعروفية"، أضئ لها شمعة وأهدها الورود.

* حين تؤمن بحقها بالتعلم وتحقيق الذات قبل أن تبحث عن زواجها و"سترتها" أضئ لها شمعة.

* حين تنبذ الزواج المبكر من أجل "التخلص من همها الاقتصادي" ولتصون شرفها،  أضئ لها شمعة ووردتين

* حين لا تتحولون أيها الرجال إلى عشائر وقبائل وعائلات، حين يصدح صوت امرأة في مجال التنافس الانتخابي لكي تصل إلى مكان قيادي فتتأهبون لقمعها تحت شعار عدد الأصوات.

* حين تؤمنون بأن دور المرأة ليس في البيت فقط وإنما حقها بالعمل وتحاربون من أجل نيل حقها المساوي في الأجرة ويصبح هذا هاجس من هواجسكم.

* حين لا تستبيح دمها، أخا أو زوجا أو ولدا أو قريبا لأنها اختارت طريقا مغايرا لما اخترته أنت وتقتلها في السر وتختفي وراء الشرف أهدها وردة وأضئ شمعة لحريتها وحقها في الحياة.
حين وحين وحين ...

أيتها النساء المحتفلات بيومكن:

الثامن من آذار هو يوم ليس للاحتفال والمشتريات والهدايا ، فلا أخفي عليكن سرا بالأمس كنت بالصدفة عند دكان صياغة لكي أغير بطارية ساعتي ، تفاجأت من كمية النساء في المكان اللاتي يتفحصن الذهب بهدف شرائها، بعد برهة من التفكير ، فهمت من خلال الحديث أن ذلك الهجوم بسبب عيد المرأة، كم ضحكت في سري وفهمت كم نحن النساء في أزمة حقيقية بمعزل عن الرجل، الثامن من آذار ليس فرصة لك لاقتناء الهدايا والذهب، هل هذا تقدير لأتعابك على العائلة طيلة السنة، أوليس ذلك واجب وحق، ليس لك وحدك بل لكل أفراد العائلة، هل يعوضونك عن قصورهم طيلة أيام السنة بالذهب؟.

أيتها النساء العزيزات:

* حين لا تكون المرأة هي عدوة المرأة وتقف من أجل نصرتها والدفاع عن أبسط حقوقها في العيش واللباس والحب والاختلاف عن السائد لحياتكن ولا يهددكن تميزها وبروزها عنكن، أضئن لأنفسكن شمعة.

* حين تربين بناتكن على الاستقلالية وحرية التعبير عن الرأي،  ومسؤوليتهن على أنفسهن وأجسدهان وعلاقاتهن بتوجيه صحيح وبدون أحكام عليهن، أهدين لأنفسكن ذهبا ووردا. .

* حين لا تميزين في البيت بين الولد والبنت، حيث  لا تكون موجودة لخدمة أخيها الذكر لكونه ذكرا، ودورك بأن تربيهم وتذوتي لديهم بأن البنت والولد يجب أن يتساويا بروح التعاون المتساوي والعطاء، داخل البيت بذلك يستطيعون تناقله للأجيال القادمة، أهدي لنفسك وردة لأنك مشيت في الطريق الحق.

كل عام وأنتن بخير أيتها النساء، نضالكن هم يومي، ومعركتكن هي يومية من أجل البقاء والعيش الكريم، فالحق لا يُعطى بل يؤخذ، فكم شهادة عز ونضال وتميز نالتها النساء بعد عراك ولم تكن الطريق سهلة ولا مفروشة بالورود عبر السنوات، بل كان خيارا، فالخيار هو الشرط الأول للطريق والخطوة الأهم من أجل التغيير، قطعنا فقط ألف ميل، بدأنا بخطوة وأمامنا آلاف الأميال.          

التعليقات