30/01/2024 - 18:02

الحب المشروط والمقارنة وجهان لنفس العملة

الأطفال يستحقون الحب والاهتمام الغير مشروط منا، بل يجب علينا دعمهم وتشجيعهم ورعايتهم وتلبية احتياجاتهم بكل إيجابية وودية، وتقديم الحب لهم في كل حالاتهم.

الحب المشروط والمقارنة وجهان لنفس العملة

 في الآونة الأخيرة نشهد العديد من الشجارات والمناكفات بين أهل وأولادهم اليافعين والأطفال في أول جيل المراهقة وفي الطفولة المتأخرة، ويجب الوقوف عندها قليلا والتمعن، وإعادة النظر فيما يتوقعه الأهل من أولادهم، وخاصة لكل موضوع الحب المشروط من الأهل للأولاد والذي يتكرر كل يوم من كل شرائح مجتمع الأهل والمربين، ونسمع دائما أدوات الشرط تسبق قيمة الحب للولد، عل سبيل المثال" أذا لم تفعل ما طلبته منك فسوف لن أحبك"، فيشعر الولد كل الوقت كأنه في امتحان دائم وفحص عن الحب والتقدير من والديه، ما إذا كان محبوبا أو لا حيث الحب يكون مربوطا بتلبية الطلب والعكس صحيح.  

بناء عليه ماذا يتوجب علينا كأهل؟

- يجب علينا أن نحب الأطفال بدون شروط وألا نتوقع أي شيء مقابل حبنا لهم. 

- الأطفال يستحقون الحب والاهتمام الغير مشروط منا، بل يجب علينا دعمهم وتشجيعهم ورعايتهم وتلبية احتياجاتهم بكل إيجابية وودية، وتقديم الحب لهم في كل حالاتهم. (طبعا هناك طرق للتعبير عن عدم الرضى من عمل معين، ولكن ليس الحب).

- حبنا للأطفال يجب أن يكون نابعًا من الرغبة الصادقة في رؤيتهم ينمون وينجحون، ويشعرون بالسعادة والأمان والحماية.

مثال على الحب المشروط:

 عندما يتوقف الأهل عن محبة طفلهم أو يعبرون عن ذلك بشكل أقل إذا لم يحقق الطفل توقعاتهم أو يتصرف بطريقة تعارض قناعاتهم وقيمهم. فإذا كان طفل يحصل على درجة متوسطة في اختبار مدرسي، قد يتجاهل الوالدين تحقيقه ولا يظهروا إعجابًا أو فخرًا به على الرغم من جهوده المبذولة. هذا يعطيه انطباعًا بأن حب والديه يعتمد على النجاح أو الأداء المثالي والممتاز، وعلى عكس قدراته هو التحصيلية في هذا الامتحان، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على ثقة الطفل بنفسه وعلاقته بوالديه.

كيف يؤثر الحب المشروط على الطفل؟

إذا كان حب الطفل مشروطًا بطلب معين، فقد يتأثر سلوكه وصحته النفسية والعاطفية بشكل سلبي. ويشعر الطفل بأنه ملزم على فعل الشيء ليحظى بالحب، أو أن يكون بطريقة معينة لكي يحظى بحب الآخرين. 

 ينتج عن ذلك:

1-  انخفاض التقيم الذاتي لنفسه: فقد يؤثر ذلك على ثقته بنفسه وقدرته على أن يكون محبوبًا بغض النظر عن ما هو عليه.

2-  القلق والضغط: قد يشعر الطفل بالقلق والضغط لتلبية توقعات الآخرين والاحتفاظ بحبهم. هذا يؤدي إلى إضعاف قدرة الطفل على التعامل مع التحديات والضغوط الحياتية.

3- فقدان الشخصية : إذا كان الطفل يجد أنه يجب أن يتناسب مع ما يطلبه الآخرون حتى يحصل على حبهم، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان الهوية الفردية وعدم القدرة على التعبير عن الذات واحترام اختلافاتهم الفردية.

يجب على الأهل والمربين أن يسعوا لتعزيز حب الطفل غير المشروط والاهتمام به كشخص فريد وثمين بغض النظر عن أفعاله أو تحقيقاته. يجب أن يشعر الطفل بأنه محبوب ومقبول لمن هو عليه وأن حبه ليس مرتبطًا بأدائهم أو توقعات الآخرين.

فلا تقل له: إذا ساعدتني بالبيت وضب الألعاب سوف أحبك، يجب أن نشجعه على ترتيب غرفته لنفسه وللفائدة العامة والنسلوك من أجله هو وليس من أجل الحب، 

ممكن أن نقول: "ممتاز كتير حلو إنك بترتب غرفتك كتير حلو ترتيبك وذوقك".

المقارنة بالآخرين:

يدخل هنا عامل أخر قد يعد من أدوات الشرط التي تقود إلى الحب للولد أو عدمه، وهو موضوع المقارنة بالآخرين:  

 المقارنة بين الأطفال هي ظاهرة شائعة في المجتمع وتعتبر من الأمور التي يجب تجنبها بأقصى قدر ممكن. عندما يتم مقارنة الأطفال ببعضهم البعض بناءً على أدائهم أو مهاراتهم الخاصة، فإن ذلك يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتهم العاطفية وتعزيز الرغبة في التنافس السلبي بينهم. ( طرحنا الموضوع في موقع والدية سابقا).

قد يشعر الطفل الذي يتم مقارنته بأقرانه بالعجز عن تلبية توقعات الآخرين أو بالإحباط من عدم مقدرة الآخرين على قبوله على النحو الذي هو عليه. هذا قد يؤدي إلى انخفاض التقييم الذاتي وقلقه حول قدراته الشخصية.

بالمقابل ، قد يشعر الأطفال الذين يتم مقارنتهم بمستوى أقل من أقرانهم بالخيبة أو الضغط ليكونوا مثلهم. قد يشعرون بأنه لا يوجد مجال للتميز أو الاحتفاظ بشخصيتهم الفريدة.

بالتالي ، من المهم عدم المقارنة بين الأطفال وتقديم الدعم والتشجيع الفردي لكل طفل وفقًا لما يحتاجه ويستحقه. يجب تعزيز التفهم والاحترام لكل طفل ككيان فريد ومتميز بمواهبه وإمكاناته الخاصة.

بقلم: سوسن غطاس موقع والدية برعاية عرب 48

 

التعليقات