06/11/2023 - 11:27

الأثر السلبي على الأطفال فيما بعد الحروب الدامية

تشمل هذه الصدمات العديد من المشاكل النفسية، الجسدية، العاطفية والاجتماعية، لا شك بأنها ستترك الأثر السلبي على حياة الطفل ونموه العقلي والجسدي مستقبلا، حالات الفقدان والرعب والخوف، حيث ستكون نتاجا حتميا للحياة غير الطبيعية. 

الأثر السلبي على الأطفال فيما بعد الحروب الدامية

يوميا نشاهد صدمات الأهل والأطفال في وقت الحرب الدائرة في منطقتنا الآخذة بالتصاعد اليومي والشراسة يوميا، فأخطار الحرب تعتبر الأكثر تأثيرا على الحالة النفسية التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال خلال فترة النزاع الدامي في فلسطين، حيث تشمل هذه الصدمات العديد من المشاكل النفسية، الجسدية، العاطفية والاجتماعية، لا شك بأنها ستترك الأثر السلبي على حياة الطفل ونموه العقلي والجسدي مستقبلا، حالات الفقدان والرعب والخوف، حيث ستكون نتاجا حتميا للحياة غير الطبيعية. ومن أهم أعراض صدمة الأطفال وقت الحرب:

 

1- الخوف والرهاب: يعاني الأطفال من حالات شديدة من الخوف والرهبة نتيجة للقصف العشوائي والضجيج والانفجارات التي تحدث في مناطق القتال. هذا يؤدي إلى زيادة مستوى القلق وعدم الثقة لديهم.

2- اضطرابات النوم: يعاني الأطفال الذين يعيشون في مناطق الحرب من مشاكل في النوم مثل الأرق والكوابيس والتسرع في الاستيقاظ. يمكن أن يؤثر هذا على أدائهم اليومي والتركيز في المدرسة.

3- الاكتئاب : يعاني الأطفال من الشعور بالحزن واليأس وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يحبونها مسبقاً. يمكن أن يؤدي ذلك إلى انعزال الطفل وتدهور العلاقات الاجتماعية.

4- العنف والعدوانية: يمكن أن ينقل الأطفال العنف والعدوانية الذين يشهدونه في منازلهم ومجتمعاتهم إلى حياتهم اليومية. قد يقوم الأطفال بالتعدي على الآخرين أو إيذاء أنفسهم بسبب الضغوط النفسية.

5- تأخر التعلم وقصر الانتباه: يمكن أن يشعر الأطفال الذين يعيشون في مناطق الحرب بصعوبة في التركيز وفهم المعلومات بسبب الصدمة النفسية التي يعانون منها. قد يتأثر أداؤهم العام ومستوى تحصيلهم الدراسي.

من المهم أن يتم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي المناسب للأطفال الذين يعانون من صدمات الحرب، سواء من خلال الأهل والأسرة أو المدارس والمؤسسات الاجتماعية. يجب توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال تساعدهم على تجاوز هذه الصدمات وبناء صحة نفسية أفضل.

 نقدم نموذجا للدعم النفسي "إدعم" لحماية المتضررين من حوادث الحرب:

الدكتور نبيل جرايسي

هنالك طريقة لتقديم الدعم النفسي للمتضررين وقت الحرب حسب النموذج الذي بإمكاننا تسميته" إدعم".

هذا النموذج أعطاه الدكتور نبيل جرايسي أخصائي نفسي، مدير قسم الصحة النفسية في المستشفى الإنكليزي في الناصرة 

نعم، هذا الاسلوب من الدعم والسند النفسي يتيح للكثيرين من بين الطواقم المهنية وقوّات الانقاذ تقديم التدخل النفسي السريع للمحتاجين وقت الحرب والكوارث والصدمات.

هذا النموذج من التدخل النفسي السريع والمباشر بعد وقوع الحدث هو مناسب ليس فقط للأخصّائيين النفسيين بل لكل طواقم الإسعاف والإنقاذ.

يعتمد هذا الأسلوب السريع "إدعم" الى التوجّه والاقتراب من الشخص الخائف والمتوتر وتقديم الدعم له، بهذا الشكل:

ا- إقترب من الشخص جسديا ولا مانع بالإمساك بيده بعد الاستئذان والقول له من أجل الاطمئنان والطمأنة بأنك معه وأنك سندٌ له وستبقى بقربه وغير ذاهب لأي مكان آخر.

هذا التدخّل سيمنح الشخص الخائف بداية الإحساس بالأمان ويخفّف من توتّره.

د- دعم : العمل على حث ودعم الشخص بالقيام ببعض الأعمال الخاصة به، وبدلا من الذهاب لجلب كأس ماء له بإمكانك أن تقول له ليذهب هو لجلب الماء بنفسه، وأن يأتي لمرافقتك لجلب كأس من الماء لنفسه وأن تقول له على سبيل المثال، أن يقوم وينفض الغبار عن وجهه وأنت معه وهكذا، كل هذا يمنح الشخص الخائف الإحساس باسترجاع المقدرة والسيطرة، مما يزيل عن نفسه الكثير من الهمّ.

ع- العقل: العمل على إرشاد الشخص بالتركيز على أفكاره وإعطائه المساحة ليشغل عقله، وليس فقط التعبير عن المشاعر والتفضفض، كأن تقول له "نعم هكذا يشعر الناس بمثل هذه الظروف وهذا شعور عادي بظروف غير عادية، لكن دعنا الآن نتركز بما حولنا وأريدك أن تقول لي كم شخص موجود الآن هنا وماذا ترى هنا من أشياء واغراض أو كم من الوقت أنت موجود هنا وكم من الوقت انتظرت هنا لغاية وصولي اليك.

م- معنى: إعطاء الشخص المعنى الخاص به للنجاة، وأنه موجود بمكان آمن، وأن الحدث قد انتهى قبل دقائق، والعمل على إعطاء معنى الاستقلالية الشخصية والاعتماد على الذات من أجل الاستمرار.

 

تقديم وإعداد: سوسن غطاس موقع والدية برعاية موقع عرب 48

   

التعليقات