استنكار تدمير آثار بابل في العراق على ايدي الغزاة الامريكيين الهمج

علماء اثار ساخطون على ممارسات الغزاة: "ما يقوم به الأميركيون ليس مدمرا للآثار العراقية فحسب, بل هو تدمير للإرث الثقافي للإنسانية جمعاء"

استنكار تدمير آثار بابل في العراق على ايدي الغزاة الامريكيين الهمج
أوردت صحيفة غارديان البريطانية بعض ما جاء في تقرير للمتحف البريطاني من أن قوات الاحتلال في العراق بقيادة الولايات المتحدة تسببت في إلحاق أضرار كبيرة بواحد من أشهر الكنوز الأثرية في العالم وذلك بجعل مدينة بابل الأثرية قاعدة عسكرية.

الآثار المدمرة

وقالت الصحيفة إن أمين إدارة الشرق القديم والأدنى بالمتحف جون كيرتينس قال بعد زيارة لمدينة بابل الشهر الماضي إنه لاحظ أن الممر المصنوع من الطابوق والذي يرجع بناؤه إلى 2600 سنة قد حطمته السيارات العسكرية.

وأضاف الخبير المختص في الآثار الأركيولوجية في العراق أن كميات هائلة من التراب أخذت من المواقع الأثرية واستخدمت لملء الأكياس الترابية، وقد شملت أشلاء حطام بعض الآثار, مضيفا أنه عندما احتجت السلطات العراقية على هذا التصرف بدأت قوات الاحتلال بجلب التراب من مناطق أخرى مما أدى إلى تلويث المواقع الأثرية.

وطالب كيرتينس بفتح تحقيق دولي لتسجيل كل الأضرار الأثرية التي تسببت فيها قوات الاحتلال في العراق.

وقالت غارديان إن قوات الاحتلال الأميركية اتخذت من مدينة بابل القديمة مستودعا عسكريا مباشرة بعد احتلالها للعراق وأن القوات البولندية استلمت منها ذلك الموقع منذ حوالي سنتين.

ونقلت الصحيفة عن التقرير قوله إن العربات العسكرية الأميركية والبولندية سحقت أرصفة عمرها 2600 عام في المدينة وهي أحد الأماكن التي تعد مهدا للحضارة ومقر حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.

وأضاف كيرتينس -الذي دعاه خبراء آثار عراقيون لزيارة بابل- أنه وجد تصدعات وفراغات تسبب فيها من حاولوا على ما يبدو انتزاع الطوب الذي يزين ويشكل حيوانات التنين الشهيرة ببوابة عشتار بالمدينة.

من جهة أخرى قالت الصحيفة البريطانية إن قوات الاحتلال الأميركية دافعت أمس عن عملياتها الاجرامية في المنطقة, زاعمة أن كل مشاريعها المتحركة على الأرض قد أوقفت في ذلك الموقع وأنها تفكر في الانسحاب منه لحماية الآثار الباقية هناك.


ونقلت الصحيفة ردة فعل بعض علماء الآثار, إذ قال زعيم اللجنة البرلمانية الخاصة بالآثار رود ريدسديل "إن أقل ما يمكن أن نصف به هذا العمل هو أنه بشع وجدير بالاستنكار"، مضيفا أن "ما يقوم به الأميركيون ليس مدمرا للآثار العراقية فحسب, بل هو تدمير للإرث الثقافي للإنسانية جمعاء".

أما تيم شادال هول من معهد الآثار التابع لجامعة لندن فنقلت عنه الصحيفة قوله "في هذه الحالة نرى أن الولايات المتحدة فشلت في احترام متطلبات اتفاقية لاهاي القاضية بحماية الآثار كأنما تبدو سعيدة في خرق اتفاقية دولية أخرى".

التعليقات