الاسد: لن اكون الرئيس الذي يخفض رأسه ورأس شعبه وبلده لأي أحد في هذا العالم

ويضيف: الانتخابات اللبنانية لم تكن محطة لبنانية بل دولية وبداية نقل لبنان من دوره العربى الى التدويل والتدويل هو نقلة اكثر باتجاه اسرائيل بغطاء دولى* العامل الاسرائيلى كان حاضرا حضورا مريبا فى كل الاحداث..

الاسد: لن اكون الرئيس الذي يخفض رأسه ورأس شعبه وبلده لأي أحد في هذا العالم
القى الرئيس السوري بشار الاسد كلمة على مدرج جامعة دمشق اليوم الخميس شن من خلاله هجوما عنيفا على القيادات السياسية اللبنانية واتهمها بالتنكر لما قامت به بلاده تجاه لبنان.

وقال الأسد إن هذا لبنان أصبح اليوم ممرا ومصنعا لكل مؤامرة على سوريا رغم تأكيد رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة له خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق أن لبنان لن يكون كذلك.

وأضاف أن السنيورة لم يلتزم بتعهده لأنه عبد مأمور لعبد مأمور، في إشارة ضمنية إلى سعد الحريري الذي ينتمي السنيورة إلى تياره المعروف بتيار المستقبل.

وقال الرئيس السوري إن الانتخابات اللبنانية في مايو/أيار الماضي كانت بداية لتحول لبنان إلى التنصل من العروبة نحو التدويل لصالح إسرائيل.

كما نفى أن تكون سوريا تورطت في اغتيال الحريري، وقال إنه في حال الأخذ بمصطلح "الوصاية السورية على لبنان" الرائج حاليا في بيروت فإن رفيق الحريري كان الابن البار لهذه الوصاية.

وقال الأسد إن "سوريا ولبنان يعيشان جنبا إلى جنب وهذا قدرهما وضعف أحدهما ضعف للآخر"، مضيفا أن قضية اغتيال الحريري قضية سياسية.

واعتبر الرئيس السوري أن تقرير القاضي الألماني ديتليف ميليس "ثبت بالنسبة لنا براءة" سوريا من اغتيال الحريري، مشيرا إلى أنه مهما تعاونت سوريا فالنتيجة التي ستصدر هي أن سوريا لم تتعاون. وأوضح أن قرار مجلس الأمن 1636 كان معدا قبل تقرير ميليس، مؤكدا أن بلاده دعمت الشرعية وليس الفوضى الدولية.

وإزاء العراق دعا الرئيس الأسد إلى وضع برنامج زمني لانسحاب القوات الأجنبية من هذا البلد لحفظه من الانقسام الداخلي، محذرا من أن "ما يحدث في العراق مصدر قلق لكل عربي ولا أحد يعرف متى يحدث الانفجار الكبير".

ورأى أن الخطر الأكبر الذي يهدد العراق هو "تذويب هويته وطمس عروبته تحت عناوين ومضامين كثيرة مما يمهد الطريق أمام خطر تقسيم العراق".

واكد الرئيس السوري ان ما تتعرض له الامة العربية بشكل عام وسورية بشكل خاص من حملات فى السنوات الاخيرة امر فى غاية الخطورة ومكمن خطورته انه يستهدف البنية المعرفية النفسية والمعنوية للانسان العربى فى اطار حرب اعلامية وثقافية ونفسية تتركز على اجيالنا الشابة بصفة خاصة بهدف فصلهم عن هويتهم وتراثهم وتاريخهم وجعلهم يفقدون ثقتهم بامتهم ووطنهم

واضاف ان ارادة الصمود والتحدى تراث وطنى سورى ينتقل من جيل الى اخر وان التراث يغتنى ويتطور بتطور هذه الاجيال وامتلاكها للمزيد من العلم والمعرفة وقال اننا سنواجه التحديات بروح العصر وسنهزمها بقوة هذا الجيل وعزيمة ابائنا واجدادنا والتواصل بين ماضينا ومستقبلنا

وقال ان هذا العصر عصر الاقوياء فقط ولا مكان فيه للضعفاء لذا من واجبنا الوطنى البحث عن جميع عناصر قوتنا عبر الاستنهاض الكامل لطاقاتنا وقدراتنا الوطنية من اجل صيانة قرارنا واستقلالنا وسيادتنا. واشار الى ما تواجهه سورية من تحديات سببه مواقفها الرافضة للمساومة على الاستقلال مقابل التبعية. واكد لو ان سورية ساومت على المقاومة فى لبنان والانتفاضة فى فلسطين وعلى استقلال العراق وعلى كرامة امتنا لما كان لها مشاكل مع بعض القوى الدولية.


وقال الرئيس السوري ان العامل الاسرائيلى كان حاضرا حضورا مريبا فى كل الاحداث التى شهدتها المنطقة وان تطورات الاحداث اثبتت ان اسرائيل كانت ابرز الفاعلين فيها واكبر المستفيدين منها. ولفت الى ان الاحداث الاخيرة شهدت تحويرا وتشويها لامثيل لهما عبر سلسلة لا متناهية من الاكاذيب والتضليل والدعاية السوداء التى تفضح سوء النية الكامنة وراءها والرغبات الخبيثة التى تتخفى وراء الكلمات

وشدد الاسد ان مواقف سورية تصدر عن تقدير عال للمسؤولية التاريخية التى تقع على عاتقها من خلال موقعها الجيوسياسى وارتباطها المباشر بساحات الصراعات المحيطة بها وانه كان من الطبيعى فى ظل نزعة السيطرة لدى بعض دوائر القرار الدولية الا يبدو الدور السورى مقبولا وكان طبيعيا فى ظل ذلك ايضا ان تفشل جميع محاولاتنا الرامية الى ايجاد حلول عقلانية للمسائل العالقة بما يسهم فى تحقيق الامن والاستقرار فى المنطقة

واكد الرئيس السوري ان الوضع فى العراق مقلق لكل عربى لان هذا البلد العربى يدخل حيز التفتيت والتذويب ولا احد يعرف متى قد يحدث الانفجار الكبير الذى من شأنه ان يلقى بالمنطقة برمتها فى دوامة المجهول ويتسبب فى تداعيات خطيرة قد تصيب اماكن اخرى ابعد من حدود المنطقة وقال السيد الرئيس ان الخطر الاول الذى يهدد العراق هو تذويبه وطمس معالم عروبته تحت عناوين وذرائع كثيرة وبمضامين تتنافى مع تاريخ العراق وتاريخ شعبه اما الخطر الثانى الذى يتهدده فهو الفوضى السياسية والامنية التى تسود الساحة العراقية والتى ترتبط بشكل مباشر بقضية وحدة الاراضى العراقية فكلما ازدادت الفوضى ازدادت معها احتمالات الفتنة الداخلية الامر الذى يزيد الخطر على العراق.

واكد ان عروبة العراق هى شأن عربى واقليمى بقدر ماهى شأن عراقى والحفاظ عليها واجب على كل الدول المعنية وبخاصة منها المجاورة للعراق وعلينا جميعا ان نقف بقوة الى جانب رغبات الشعب العراقى الذى يدعم ويؤيد الهوية الحقيقية للعراق العراق العربى بأرضه وشعبه وتراثه وتاريخه. وشدد ان سورية ستبقى الى جانب العراق للحفاظ عليه من الدمار ليعود الى اداء دوره القومى والاقليمى وليأخذ المكان الذى يستحقه فى المجتمع الدولى

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال الاسد انه اكد للرئيس الفلسطينى محمود عباس لدى زيارته دمشق على وحدة الشعب الفلسطينى والتمسك بحقوقه الثابتة من خلال التمسك بالحوار الوطنى بين الفصائل الفلسطينية وتأكيد تكامل الادوار فيما بينها . وأوضح ان موقفنا كان ولايزال هو دعم نضال الشعب الفلسطينى لاستعادة حقوقه وتقديم كل ماهو ممكن فى هذا الاتجاه حيث اعلنا فى مناسبات مختلفة ان سورية توافق على ما يوافق عليه الاخوة الفلسطينيون وهى سترفض حتما ما يرفضون

وحول لبنان قال الرئيس السوري ان بعض القوى الكبرى ارادت من خلال الساحة اللبنانية تصفية حساباتها مع سورية والقوى الوطنية التى دعمت المقاومة ورعتها وانجزت الانسحاب الاسرائيلى من بعض الاراضى اللبنانية واشار الى ان الانتخابات اللبنانية التى حصلت فى ايار لم تكن محطة لبنانية بل كانت محطة دولية وهذا كان بداية نقل لبنان من دوره العربى الى التدويل والتدويل هو نقلة اكثر باتجاه اسرائيل بغطاء دولى وبأدوات تحمل الجنسية اللبنانية . وقال طبعا هذا الشىء تم بشكل جزئى فلم تنجح الخطة بشكل كامل فالبعض من اللبنانيين لم يكن واعيا لهذه النقطة بشكل كاف والبعض الاخر معروف بشكل معلن بعدائه لسورية والعروبة وولائه لاسرائيل

وحول لجنة التحقيق الدولية اكد الاسد ان قرارنا كان التعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية باغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الاسبق رفيق الحريرى، لثقتنا الكبرى ولمصلحتنا الاكيدة فى معرفة الحقيقة على اعتبار اننا اول المتضررين. واضاف ان مبدأنا مايزال ثابتا فى التعامل الايجابى مع المنظمات الدولية وقراراتها ومع لجنة التحقيق الدولية انطلاقا من ثقتنا بانفسنا وبصحة موقفنا وبراءة سورية من كل الاتهامات التى الصقت بها ومن مصلحتنا الاكيدة فى ان تصل التحقيقات الى غايتها مؤكدا ان سورية ولبنان يعيشان جنبا الى جنب وهذا هو قدرهما وضعف أحدهما هو ضعف للاخر كما ان قوته هى قوة للاخر وهذه الحقيقة تتطلب تهيئة ارضية مشتركة لارادة العيش المشترك بعيدا عن السلبية بعيدا عن الاوهام

واكد الاسد انه لن يكون الرئيس الذى يحنى رأسه او رأس شعبه لاى كان وقال ان عصر الوصايات الذى كان سائدا فى بداية القرن الماضى ولى .. والمنطقة الان امام خيارين اما المقاومة او الفوضى وأكد انه اذا صمدنا منذ البداية سننتصر فى النهاية ومهما طال الموضوع فسوف ننتصر

وخلص الاسد الى الناحية الاقتصادية السورية الداخلية وقال انه رغم الاوضاع الصعبة التى نعيشها فنحن مستمرون فى تنفيذ خططنا التنموية لتحسين الوضع المعاشى للمواطنين وفى عملية الاصلاح الاقتصادى والسياسى والادارى وماضون فى عملية مكافحة الفساد وفى توسيع دائرة المحاسبة لتشمل جميع المسيئين الى مصالح الشعب والوطن. وقال ان الظروف الدولية والاقليمية الضاغطة والتحديات المرتبطة بها وكذلك الواقع العربى المؤسف الذى لايبعث على التفاؤل دفعنا الى تكريس الاعتماد على انفسنا وقدراتنا الذاتية وبالدرجة الاولى واستثمار طاقاتنا بطريقة افضل وتوسيع دائرة القرار والافادة من كافة الجهود الوطنية المخلصة فى مسيرة الاصلاح والتطوير

التعليقات