الاسد يرفض الادعاء بهيمنة سوريا على لبنان

حذر من نية جهات أجنبية القذف بلبنان وسورية في "قلب الحمم داخل البركان" القائم في الشرق الاوسط* و يحذر من دخول "العالم والمنطقة في المجهول" في ضوء ما يحدث في العراق

الاسد يرفض الادعاء بهيمنة سوريا على لبنان
وجه الرئيس السوري بشار الأسد انتقادات الى القرار الدولي رقم 1559 مؤكدا على انه مخالف لميثاق الأمم المتحدة. ورفض اتهامات برغبة دمشق في "الهيمنة" على لبنان, محذراً من أن جهات أجنبية تريد القذف بلبنان وسورية في "قلب الحمم داخل البركان" القائم في الشرق الأوسط.

وردت واشنطن على خطاب الأسد بعد ظهر أمس، السبت، على لسان ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ان واشنطن "تأمل بأن تنصاع سورية" لما اسماه "ارادة المجتمع الدولي" بسحب كل قواتها من لبنان, من دون تأخير، واحترام سيادة واستقلال لبنان تماشياً مع قرار مجلس الأمن الرقم 1559". .

يشار الى ان تصريحات الرئيس السوري جاءت في خطاب القاه في افتتاح مؤتمر المغتربين في العاصمة دمشق.

وبعدما أكد الرئيس السوري تمسك بلاده بالشرعية الدولية ودعم الأمم المتحدة, قال: "هذا لا يعني ألا ننتقد الأخطاء عندما تقع وبخاصة ازدواج المعايير", مؤكداً ان "لا علاقة للقرار 1559 بادعاء حماية استقلال لبنان أو احترام الدستور اللبناني".

واضاف الاسد ان "الحرص على لبنان وعلى ديموقراطيته ظهر فجأة". وقال "تحدثوا عن هيمنة سورية على لبنان. هل طلبنا مالا وثروات ونفطا وكهرباء؟. اذا اردنا ان نهيمن لماذا نسحب قواتنا على مراحل ومنذ خمس سنوات؟". واكد انه "ليس لنا مصلحة في هذا الشيء". وتابع الرئيس السوري "تحدثوا عن خرق للدستور. في كل العالم يعدل الدستور فكيف هناك خرق؟", موضحا "انهم لا يعرفون ابسط مبادىء القانون في العالم".

وتناول الأسد الوضع في العراق مذكراً ان دمشق حذرت من ان احتلاله "سيدخل العالم والمنطقة في المجهول", وقال إن جميع الاحتمالات مفتوحة الآن "وأقل ما يقال عن نتائج هذه الأوضاع هي انها كارثية", قبل ان يؤكد "اننا نعمل ما في وسعنا من أجل الحفاظ على وحدة العراق وتأمين استقراره بهدف استعادة سيادته كاملة. وهذا يتطلب إقرار دستور يعبر عن ارادة الشعب العراقي وانسحاب القوات الأجنبية". وجدد الأسد رفض بلاده المفاوضات السرية مع إسرائيل.

وزعم الناطق باسم الخارجية الأميركية في حديث لـصحيفة "الحياة" ان على دمشق "وقف تدخلها في الشؤون الداخلية اللبنانية", مؤكداً ان سورية "خرقت اتفاق الطائف, وهي تخالف اليوم قراراً ملزماً لمجلس الأمن".

ويشارك في المؤتمر الذي تنظمه وزارة المغتربين في قصر الامويين في دمشق أكثر من 300 خبير و مختص من اصل سوري تقدموا ببحوث وردت من 36 دولة حول العالم. و يتألف هذا المؤتمر من ورشات عمل منظمة في جلسات متزامنة تشمل العديد من القضايا بينها شؤون المغتربين و التبادل الثقافي و الإعلام و التطوير و التحديث المؤسساتي و تشجيع الاستثمار و التبادل الاقتصادي و تطوير الموارد البشرية إضافة إلى البنى التحتية و التعاون التقني والطبي و تطوير الخدمات الصحية و التجارب الناجحة في التجمعات الاغترابية .

كما يهدف المؤتمر إلى تحسين مستوى و فاعلية الخدمات التي تقدم للمغتربين السوريين و إلى تعزيز صلاتهم بوطنهم الأم و استثمار طاقاتهم .
أبناء وبنات سورية الكرام
أرحب بكم اليوم فى بلدكم الذى يبادلكم الشعور بالسعادة والرضى لحرارة هذا اللقاء والامل ان يكون فاتحة لقاءات وعلاقة وطيدة بينكم وبين الوطن لما فيه خيركم وخير أهلكم فى ربوع سورية أرحب بكم اليوم كأبناء بررة لسورية تحملون عبقها عبر التاريخ حيثما توجهتم وتغرسون قيمها وأخلاقها فتثمر أفعال خير وعطاء وصداقة وسلام وكأبناء منتمين الى هذه الحضارة العربية العريقة والتى استمرت الاف السنين لانها بنيت على التعايش والمحبة والوئام لا على الفرقة والبغضاء والانقسام.

كما أرحب بكم كمواطنين فى بلدان اخرى انتسبتم اليها فأخلصتم لها وأبدعتم فى عطاءاتكم وعملكم ومهنكم دون ان تروا تناقضا على الاطلاق بين اعتزازكم بجذوركم التى لم تغادركم ووفائكم للبلدان التى قررتم الا تغادروها وفى هذا المسلك ايضا كنتم اوفياء لقيم سورية التى ترى فى التعايش ميزة وغنى وثروة للجميع وترى فى التفاعل بين الاديان والثقافات والشعوب مصادر خلاقة للطاقة الانسانية والازدهار الحضارى بكافة جوانبه.

ولعل مبادرتكم اليوم ومشاركتكم فى هذا المؤتمر رغم كثرة انشغالاتكم تأتى تعبيرا عفويا عن ادراككم لاهمية دوركم فى موطنكم الاصلى وفى الموطن الذى قررتم الانتساب اليه خاصة ان الحضارة الانسانية بحاجة اليوم لدور فئات من أمثالكم لديها القدرة على استيعاب الابعاد الثقافية والسياسية للمجتمعات المعاصرة نتيجة غنى تكوينها وخبرتها واطلاعها على خبرات وتجارب شعوب متعددة. ولم يكن الوصول الى مثل هذا التكوين الذى وصلتم اليه سهلا فقد دفع ثمنه أجدادكم واباؤكم الذين تحملوا مشقة السفر والم الغربة والحنين الى الوطن كى يضعوكم جميعا على خارطة البلدان التى انتسبتم اليها ولذلك فمن حقنا وواجبنا جميعا ان نستثمر فى ذلك الارث الذى صنعه لنا الاجداد وأن نفاخر بما أنجزوا وأن نبنى على ما أسسوا خاصة وأنهم كانوا رسل التواصل الانسانى والتفاعل الحضارى.

لقد شعرت سورية الضاربة فى التاريخ بأمن وأمان وهى تودع أبناءها أو وهى تستقبلهم وذلك لانها رأت نفسها مرة أخرى جزءا بناء فى هذا الكون واعتبرت مصير الانسانية فى قارب واحد تختلف أشكاله والوانه بين بلد واخر دون أن تختلف عوامل النجاة أو الخطورة فيه.

ورغم كل ما تعرضت له من اعتداءات بقيت سورية حاملة للقيم ومضحية فى سبيلها ذلك لانها تعلمت من تجربتها الطويلة التى تمتد الاف السنين ان النصر هو فى النهاية لارادة الشعوب ولقيم الحق والعدالة التى تجسدها حركة الشعوب دائما. واننا لفخورون جدا اننا حيثما توجهنا نرى ابناء سورية يجسدون هذه القيم ويتمتعون بسمعة طيبة، هى محط اعتزاز لنا جميعا ويتكيفون فى المجتمعات التى اختاروها ويشكلون فى كثير من هذه المجتمعات هبة ثمينة لها، حيث لم ينكفئوا على ذواتها بل تزاوجوا وتفاعلوا وعبروا عن محبة وتفان تجاه بلدانهم الجديدة 00واعتزازهم بالتراث الحضارى العربى الذى ينتمون اليه ومن خلال كل ذلك عبر ابناء سورية فى كل مكان عن حقيقة هامة وجلية وهى انهم ينتمون الى بلد واحد اسمه العالم هذه الصورة التى جسدتموها عبر تاريخ الاغتراب هى صورة مفعمة بالقيم الانسانية وبالاخلاق.

وبكل تأكيد فان شعوبا وثقافات كثيرة فى هذا العالم تشاركنا هذه القيم معبرة عن وحدة الحضارة الانسانية ومبينة ان الصراع لايكون بين حضارة واخرى بل بين الحضارة واللاحضارة بين الاخلاق وانعدامها كما هو بين الخير والشر ولكن هذه الصورة المشرفة والانسانية والتى نطمئن لاستمرارها ناصعة هى صورة مناقضة للظروف الدولية الخطيرة جدا ليس على منطقتنا فحسب بل على العالم اجمع والتى اضحت تهدد الحضارة والتاريخ والقيم والانسان فصانعو الارهاب وناشروه باتوا ينظرون لمكافحته.

والذين يدفعونه عن انفسهم وعن شعوبهم يتهمون به وهكذا فاننا نعيش اليوم حالة فوضى من المفاهيم الخاطئة والمصطلحات الكاذبة والتى تزيد الانقسام بين الثقافات وتهيىء للمزيد من الحروب وسفك الدماء بينما المؤسسات الدولية التى وجدت من اجل خير العالم وارساء العدل والسلام فيه يجرى تحويلها الى اذرع لقوى كبرى على حساب مصالح الدول الاصغر ولتكون ادوات للتدخل فى الشؤون الداخلية او الثنائية لتلك الدول مخالفين بذلك اى مبدأ او منطق او قانون دولى ومن خلال هذه الصورة كان صدور القرار/ 1559/ عن مجلس الامن والذى كان مجرد عرض مشروعه امام المجلس مفاجئا للكثيرين واذا كانت سورية معروفة بدعمها المستمر للامم المتحدة ومنظماتها وبدعوتها لتطبيق قراراتها فهذا لايعنى الا ننتقد الاخطاء عندما تقع وخاصة ازدواج المعايير فى التعامل مع هذه القرارات او اصدار قرارات خارج اختصاص الجهة التى اصدرتها او مخالفة لميثاق الامم المتحدة نفسه ومنها هذا القرار الاخير الذى صور وكأنه اتى لحماية استقلال لبنان عل خلفية خرق للدستور اللبنانى /هكذا صور/ وفى الواقع فانه لاعلاقة للقرار بكلا النقطتين بالمطلق ولم يأت كما اعتقد البعض نتيجة للتمديد للرئيس /لحود/.

فالقرار بمضمونه كان جاهزا قبل فترة ليست بقصيرة وهو يهدف للوصول الى غايات اخرى بعيدة كل البعد عما تم طرحه كأقنعة للتمويه على الغايات الحقيقية وفى مقدمتها تدويل الوضع الداخلى اللبنانى وما يعنيه ذلك من عودة لبنان الى اجواء الثمانينيات واستهداف طبيعة العلاقة القائمة بين سورية ولبنان والمبنية على تمازج المجتمعين وعلى روابط التاريخ والجغرافيا والتى استعصت على التحديات بفضل التلاحم بين الشعبين والتضحيات المشتركة التى قدماها فى مراحل مختلفة 0 فى الاسابيع القليلة الماضية التى ترافقت مع صدور القرار وبعده كان هناك الكثير من الاسئلة والتساؤلات التى مازالت موجودة حول ظروف صدور القرار والاهداف فيه وكيف تعاملنا معه 00 وماهى خطط الدول التى كانت خلف هذا القرار وكثير من الناس بسط هذا الموضوع وكأن القضية المطروحة هى اما ان لا يمدد او ان يصدر القرار 0 الحقيقة أن هذه الصورة غير واقعية على الاطلاق 00 والوضع ليس بهذه الصورة ولو نظرنا لمضمون القرار فحتى القرار الحالى وانا لا أتحدث عن المشروع الاصلى 0 نرى بأن لاعلاقة لبنود القرار بموضوع التمديد او بالاستحقاق الرئاسى اعطى مثالا بسيطا البند المتعلق بالميليشيات وان كان فى القرار الاصلى فى المشروع الاصلى يتحدث عن حزب الله او المقاومة 0 ماعلاقة هذا البند بالتمديد 000 بسط سلطة الجيش اللبنانى او ما يتعلق ببسط سيطرة الدولة اللبنانية على الاراضى اللبنانية 0 ماعلاقة هذا البند بموضوع التمديد 0 فى الواقع كنا قد بدأنا نسمع 0 كانت تردنا معلومات قبل هذا القرار بعدة اشهر بأن هناك شيئا ما يحضر فى مجلس الامن ضد سورية ولبنان اعتقدنا فى البداية انها مجرد اشاعات 0 تعودنا ان نستقصى الحقائق 0 لم نصل الى معلومات واضحة واعتقدنا بأنها اشاعات 0 لاحقا اتى موضوع الاستحقاق الرئاسى واعلنت سورية بأنها لن تتدخل فى هذا الاستحقاق واعلنت انا هذا الشىء فى احدى المقابلات الصحفية 0 وقمنا لاحقا بابلاغ العديد من المسؤولين اللبنانيين بهذا الموقف 0 طبعا فى مقدمتهم الرئيس اللبنانى /اميل لحود/كونه المعنى مباشرة بهذا الطرح 0 وفوجئنا لاحقا بأن الهجوم استمر على التمديد وعلى الرئيس/لحود/ومن ثم على سورية واستمر العمل فى مجلس الامن لاصدار قرار ما ضد سورية 0 مع الوقت توضحت التفاصيل والنقاط وهى كثيرة 00 وتوضح اهم شىء وهو ان الاستحقاق الرئاسى هو مجرد عنوان لهذا القرار 00 ولا علاقة ابدا لمضمون القرار ولاهداف القرار بالموضوع الرئاسى 00 وانا اقول الان الاستحقاق الرئاسى ولا اقول التمديد 0 الاستحقاق الرئاسى اما ان يكون تمديدا او ان يكون تبديلا فى شهر تشرين الثانى 00 الشهر المقبل 00 وبالتالى كان هناك مخطط او سيناريو لمرحلتين 00 المرحلة الاولى 00 مرحلة التمديد انخفض 00 وهو الاحتمال الاضعف بالنسبة لهم فى ذلك الوقت او فى حال وصل لبنان للاستحقاق الرئاسى فى الشهر القادم فأيضا كان هناك ضمن نفس الاطار اما قرار او تفاصيل اخرى سيتم العمل بها لنفس الهدف التفاصيل كثيرة والتساؤلات لديكم كثيرة 0 اليوم سأتحدث بالعناوين فقط وافند بعض النقاط 0 اما التفاصيل فعندما يحين الوقت المناسب سنشرحها للمواطنين وللجميع 0 فى الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة 00 ولكن لو عدنا فان هذه الطروحات التى طرحت تحدث عن خرق الدستور كيف يكون هناك خرق للدستور اذا كان الدستور فى كل العالم يعدل 000 وفى كل وربما 00 فى معظم الدساتير فى العالم هناك بنود تحدد الية تعديل الدستور فكيف يكون هناك خرق للدستور000 لايمكن ان نقتنع بأنهم لايعرفون ابسط مبادىء القانون فى العالم 0 تحدثوا فى خطابات علنية احيانا بأنهم ضد التمديد 00 اذا كانوا ضد التمديد كمبدأ فلماذا وافقت نفس الدول ونفس الاشخاص على التمديد فى عام /1995/بينما هم الان يعارضونه فى عام /2004/بالرغم من ان البند هو نفس البند تماما حرفيا فاذا القضية ليست مبدأ لو كانت مبدأ لما تغير الموقف خلال تسعة اعوام اما اذا كانت القضية قضية شخص 00 اى شخص الرئيس فهذا يعنى تدخلا سافرا فى الشؤون الداخلية اللبنانية وهم يتحدثون عن هدفهم او احد أهدافهم وهو حماية لبنان من التدخل الخارجى كما يدعون 00 واذا كانوا ضد شخص او ضد مبدأ فكلاهما تدخل سافر فى الشؤون اللبنانية تحدثوا عن الحرص على لبنان 00وان كل مايحصل هو حرص على لبنان00 والسؤال الذى يطرح نفسه 00ماذا قدمت كل هذه القوى للبنان خلال العقود الماضية 00عندما كان يمر بأزمة وازمات 00أذكر هنا شيئين قدمتها الدول الغربية 00 فى عام /1975/ احدى الدول قدمت باخرة للمسيحيين لكى يهاجروا من لبنان00 وفى عام /1990/ احدى الدول قدمت حاملة طائرات لكى تدعم مجموعة متمردة على الشرعية اللبنانية0 هذا ماقدموه 00وبالتالى يحق لنا ان نتساءل اين كان كل هذا الحرص فى بدايات الحرب الاهلية عندما دخلت سورية فى عام /1976/ لانقاذ المسيحيين اللبنانيين فى ذلك الوقت الذين كانوا يذبحون 00 وكانت المذبحة او المجزرة على وشك ان تنتهى خلال اسبوعين باسم اصلاح النظام السياسى والعدالة والاشتراكية والتقدمية 00 اين كانوا فى ذلك الوقت 00 تخيلوا كيف كان اصلاح النظام السياسى يتطلب ذبح نصف المجتمع 00 فلو ارادوا ان يصلحوا كل المجتع من يبقى من المجتمع 00 لن يبقى احد سيكون اصلاحا من دون شعب فى ذلك الوقت 00 وفى ذلك الوقت طلب من الرئيس / حافظ الاسد / ان يؤجل دخول 00 او ان يؤخر استكمال دخول القوات السورية الى لبنان لمدة اسبوعين فقط كى تتم المهمة وطبعا رفض 00 /أقول طلب منه 00 باللغة العربية أقول طلب فعل مبنى للمجهول لفاعل مجهول 00 اما فى اللغة الدبلوماسية فهى لفاعل معلوم / 0 ايضا نمر على ازمات اخرى اين كانوا فى عام /1982/ خلال الاجتياح الاسرائيلى للبنان عندما كان الالاف من اللبنانيين يقتلون والفلسطينيون كذلك 0 خسرت سورية فى ذلك الوقت خلال اسابيع قليلة الالاف من الشهداء فى اسابيع وليس فى اشهر كانوا ربما يستنكرون من البعيد و البعض من الاخوة اللبنانيين من نمور اليوم كان يرش الرز على الاسرائيليين 00 أين كانوا فترة الاحتلال الاسرائيلى من عام /1987/ حتى انسحاب اسرائيل من معظم الاراضى اللبنانية فى عام /2000/ 00 لم يكونوا موجودين 00 فجأة ظهر الحرص على لبنان 00 وعلى استقلاليته وعلى الديمقراطية وعلى كل شى اخر 00 تحدثوا عن الهيمنة السورية 00 عندما تريد دولة ان تهيمن فلا بد ان يكون لديها اهداف 00 معلنة او غير معلنة 00 لماذا تهيمن سورية على لبنان 00 هل طلبنا مالا 00 هل هناك ثروات باطنية 00 هل هناك نفط نريده هل اخذنا كهرباء 00 هل اخذنا ماء 00 لم نأخذ شيئا من لبنان نحن قدمنا دما 00 اذا كنا نريد ان نهيمن لماذا نسحب قواتنا على مراحل منذ حوالى خمس سنوات وحتى الانسحاب الاخير 00 لماذا نهيمن على لبنان اذا كانت الهيمنة هى اضعاف للبنان 00 ولبنان الضعيف هو ضرر لسورية 00 وسورية ضعيفة طبعا هى ضرر للبنان 00 فبأى منطق نهيمن على لبنان ليس لنا مصلحة بهذا الشىء 00 وبالاخير نتساءل تساؤلا بسيطا ماهو الهدف من هذا القرار 00 الى اين يذهبون بالمنطقة بمثل هذه القرارات بمعزل عن الاهداف الحقيقية او الوهمية المنطقة كانت على حافة البركان 00 ولكنا الان اصبحنا فى الشرق الاوسط فى قلب البركان ونسبيا اقول نسبيا سورية ولبنان هم الدول الاكثر استقرارا فى منطقة الشرق الاوسط بالرغم من كل هذه الظروف 00 هل يريدون ان يلقوا بكل المنطقة بدون استثناء فى قلب الحمم داخل البركان 00 الم نتعلم من /11/ ايلول 00 الم نتعلم من حرب العراق الم يتعلم العالم 00 نحن تعلمنا منذ عقود الكثير من الدروس 00 لكن الاخرين الم يتعلموا بأن الحمم بأن البركان عندما ينفجر فان هذه الحمم ستصيب الدول القريبة والبعيدة الكبيرة والصغيرة 00 القوية والضعيفة 00 أعتقد ان الوقت قد حان لان نتعلم هذه الدروس 0 لذلك 00 فاننا على قناعة بأن مسؤولية سورية تجاه لبنان ومسؤولية لبنان تجاه سورية 00 ستبقى بالرغم من كل الظروف 00 وبقوة التاريخ والجغرافيا وبارادة الله وبمباركة الشعبين 0 وبما اننا ننطلق من التاريخ والجغرافيا 00 فمن البديهى ان نتحدث عن الحدود الشرقية 00 عن العراق 00 والذى تربطنا به روابط القربى والاخوة والتاريخ المشترك 00 والذى يعرف جميع ابنائه اننا وقفنا بحزم ضد العدوان عليه 00 ومازلنا نقف ضد احتلاله 0 ورأينا فى حينها ان التحضير لشن الحرب عليه هو دخول المنطقة والعالم فى المجهول 00 واتت احداث العراق المتلاحقة وماتخلفه من قتل ودمار لتوضح حجم المأزق والجهل بكيفية الخروج منه 00 وتثبت صحة وجهة نظرنا 00 ولتؤكد الوصول الى عمق المجهول 00 وهو مايفتح الابواب على مصراعيها لكافة الاحتمالات 00 بحيث اصبح من الصعوبة بمكان توقع اى احتمال 00 واقل مايقال عن نتائج هذه الاوضاع هى انها كارثية 0 اننا نؤكد اليوم بأننا نعمل مافى وسعنا من اجل الحفاظ على وحدة العراق 00 وتأمين استقراره بهدف استعادة سيادته كاملة غير منقوصة 00 وهذا يتطلب اقرار دستور يعبر عن ارادة الشعب العراقى وتطلعاته 00 وانسحاب القوات الاجنبية من اراضيه 0 اما فيما يتصل بعملية السلام فى الشرق الاوسط فهى متوقفة 00 كما تعلمون منذ سنوات عديدة 00 نتيجة لرفض اسرائيل استئناف المفاوضات 00 واستمرار احتلالها للاراضى العربية 00 وعدوانها المستمر على الشعب الفلسطينى 0 ونتيجة لعدم وفاء القوى الدولية بالتزاماتها حيال عملية السلام 00 وعدم جديتها فى تطبيق قرارات الشرعية الدولية 00 عندما يتعلق الامر باسرائيل 0 لقد اكدنا موقفنا الواضح 00 فى مناسبات مختلفة 00 من عملية السلام 00 واكدنا رغبتنا الجادة بالسلام العادل وفقا لقرارات الامم المتحدة ومبدأ الارض مقابل السلام 0 ولكن 00 عوضا عن وعود السلام الذى تتطلع اليه شعوب المنطقة 00 فانها تعيش حالة من اليأس والاحتقان الاجتماعى 00 نتيجة الهيمنة الاسرائيلية التى تمارسها على الشعب العربى دون رادع 00 مستغلة فى ذلك الموجة السائرة فى هذه المرحلة 00 لمكافحة الارهاب لتصفية حساباتها مع القوى الحية والمدافعة عن حقوقها وكرامتها 00 وذلك بممارسة ارهاب الدولة الذى يجرف الارض ويقتلع الانسان ويغتال شعبا اعزل بكامله 0 وانه لما يدعو للاسف 00 مرة اخرى 00 ان تعجز المنظمة الدولية عن اصدار قرار يدين جرائم اسرائيل هذه 00 بسبب الدعم الاميركى غير المحدود لها 0 ايضا في اطار عملية السلام طرح مؤخرا في الصحافة بشكل خاص . بأن هناك مفاوضات سرية بين سورية واسرائيل لذا اردت ان اوضح هذه النقطة . الموقف السوري من السلام معلن ومعروف .. هناك العديد من الوسطاء الذين كانوا يأتون الى سورية من دول اوروبية او من الولايات المتحدة بهدف اجراء وساطة تتعلق باستئناف المفاوضات بين سورية واسرائيل . وبالفعل فالبعض منهم طرح اجراء مفاوضات سرية حيث قالوا بأن اسرائيل ترغب باجراء مثل هذه المفاوضات . بالنسبة لنا الموقف السوري واضح من عملية السلام ومعلن. وكان ردنا في صيغة تساؤل .. ماهو الهدف من السرية في المفاوضات ... اذا كان الموقف السياسي بالنسبة لسورية معلنا .. والاهم من ذلك ..ان الشعب السوري والشعب العربي بشكل عام يدعم مفاوضات السلام ويدعم عملية السلام لانه يرغب بالسلام .. فما هو الهدف من هذا الطرح اي السرية ... الشعب داعم وايضا الحقوق العربية معلنة ومعروفة ومعترف بها دوليا . فنحن امام احتمالين اما ان يكون هدف السرية سيئا .. وهذا محتمل ونستطيع ان نأخذ العبرة من مسار اوسلو الذي يدفع الشعب الفلسطيني .. او دفع ومازال يدفع ثمنه غاليا . او ان الناخب الاسرائيلي غير مستعد لعملية السلام .. وهذا احتمال وارد ايضا .. خاصة وان معظم التبريرات التي كانت تأتي تقول بأنهم لايستطيعون ان يعلنوا لانهم لن يستطيعوا ان يقدموا ذلك امام الاسرائيليين . ان عملية السلام لن تكون على ورقة ولن تكون بين حكومات . عملية السلام هي عملية تتم بين شعوب . فاذا هذا يؤكد صحة وجهة النظر السورية التي اكدناها منذ عدة سنوات .. بأن المشكلة تكمن لدى المواطنين الاسرائيليين الذين يبدو بأنهم غير مؤهلين حتى الان لعملية السلام . بكل الاحوال من يخبىء مثل هذا النوع من الاعمال .. اي عملية السلام .. ومفاوضات السلام .. اما انه يعتقد بأنها جريمة او انها عمل شائن ..وهذا يعني ايضا انه لاتوجد القناعة على مايبدو بعملية السلام وكل مايحصل هو عبارة عن مناورة . فاذا بالنسبة لنا عملية السلام لن تكون الا معلنة كما كانت في الماضي ومن يريد ان يفاوض فنحن مستعدون بشكل معلن وضمن الاسس المعروفة او المعلنة . وفي مايتعلق بالشراكة مع الاتحاد الاوروبي .. فقد توصلت سورية الى تفاهم على انجاز اتفاق الشراكة .. بعد تجاوز العقبات التي كانت تعترضه .. وخاصة ما يتصل منها بأسلحة الدمار الشامل .. حيث تم التوصل الى صيغة مشتركة تنسجم مع موقفنا بخصوص منع انتشارها .. في سياق هدفنا المشترك بجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل . هذا الامر تم الشهر الماضي .. حصلت مفاوضات بين وفد سورية ووفد من المجموعة الاوروبية .. ونعتقد الان بأن الصيغة التي تم الاتفاق عليها .. قد تم توزيعها على الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي .. ونحن بانتظار الموافقة من قبل هذه الدول .. الا اذا حصلت تغييرات مفاجئة في الاتحاد الاوروبي .. كما حصل معنا في نفس المفاوضات في بداية هذا العام . ايها الاخوة لقد بدأنا في السنوات الاخيرة العمل على انجاز خطة اصلاح طموحة .. نأمل ان نتجاوز من خلالها حالات الخلل الذي تعاني منه مؤسساتنا وقصور ادائنا عن تلبية الاحتياجات المتنامية للمواطنين .. والتكيف مع المتغيرات العالمية المتسارعة من حولنا .. اقتصاديا وعلميا وخدميا .وعملية التطوير هذه .. تنطوي على اجراء مراجعة شاملة لخططنا واساليب عملنا .. واجراء تقويم لما تم انجازه .. كما تهدف الى وضع رؤية متكاملة لما يجب علينا انجازه مستقبلا .. من تطوير للقوانين واصلاح للنظام الاداري .. وتفعيل للنظام الضريبي والارتقاء بالمؤسسات المصرفية .. لتؤدي دورها المطلوب في عملية الاصلاح هذه . وكذلك العمل على تطوير قطاعاتنا الانتاجية في المجال الصناعي والزراعي .. وتجاوز المعوقات البيروقراطية والفنية التي تعترض اداءها لمهامها .. ومعالجة وضع العمالة في سورية .. وتحسين نوعيتها وايجاد فرص عمل جديدة لافواج الشباب القادمين الى سوق العمل .. وكذلك اتجهنا الى تقويم اداء مؤسساتنا السياسية وتوسيع اطار المشاركة .. من خلال افساح المجال امام المواطنين .. اكثر فأكثر .. في الاسهام في صياغة مستقبل البلاد . وكما ترون .. فان حجم مايجب علينا تنفيذه كبير .. واعباؤه ثقيلة .. وتكاليفه باهظة .. خاصة .. اننا نحرص على انجازه في اطار استقلالنا الوطني وتدعيم جبهتنا الداخلية وسعينا لتحسين الواقع المعاشي .. وتوفير شروط العدالة الاجتماعية .. التي تشكل اساس استقرارنا الاجتماعي والسياسي .. وهذا يعني .. ان عملية الاصلاح هذه لاتتم دون صعوبات وعقبات .. منها ماهو ذاتي .. يرتبط بالذهنية الموجودة والتي تحكم اداءنا وسلوكنا الاجتماعي وصعوبة التكيف مع الوقائع الجديدة .. وافتقاد الخبرات المؤهلة واللازمة للتطوير في بعض المجالات .. واستيعاب حركة التطورات العالمية واتجاهاتها ومنعكساتها على اوضاعنا الداخلية .. بالاضافة الى افتقاد المنهجية وضعف الشعور بالمسؤولية التي تظهر لدى بعض الافراد والمؤسسات .. وفتور الشعور بقيم العمل والانتاج .. الامر الذي يجعل خطط الاصلاح معرضة للكثير من الارتباك . هذا الموضوع مهم جدا للمغتربين .. فأنتم هنا .. حرصا على وطنكم .. ومن اجل المساهمة في عملية التطوير .. دوركم هام جدا . مازلنا نتحدث عن التطوير منذ سنوات حققنا بعض الخطوات وهناك الكثير من الامور لم تتم .. لكن في كثير من الاحيان .. نبقى ندور في اطار التنظير وندور في الحلقات المفرغة .. من دون ان يكون هناك نتائج ملموسة السبب هو احيانا غياب المنهجية في التفكير بالنسبة لعملية التطوير . في مرات عديدة سابقة وفي مقابلات صحفية وخطابات تحدثت عن جوانب من عملية التطوير وطبعا لن اناقشها هنا فهي قضية واسعة لكن امر على احد الجوانب .. بما اننا نتحدث عن العوامل او العقبات الذاتية واقول ابسط شيء اذا اردنا ان ننجز التطوير او شيئا من التطوير .. يجب علينا بالحد الادنى ان نعرف ماذا نمتلك من عوامل او عناصر ضرورية لهذا التطوير ..لانستطيع ان نضع التطوير فقط كعنوان . نريد التطوير ولا يأتي التطوير .. ماهو هذا التطوير .. ماهي متطلبات هذا التطوير .. احيانا لانأخذ التفاصيل .. والتفاصيل هامة . على سبيل المثال نتحدث بأنه لدينا في سورية الكثير من حملة الشهادات الاخصائيين في مجالات مختلفة هذا صحيح لكن الشهادة لاتكفي الشهادة بحاجة لكفاءة .. والكفاءة بحاجة لخبرة .. هذا جيد ايضا .. من يمتلك الشهادة والكفاءة والخبرة يستطيع ان يقوم بعمله اليومي بشكل جيد على الوجه الامثل لكن لايعني انه يطور .. نحن ينقصنا ايضا في كثير من الحالات وفي كثير من القطاعات والمجالات الرؤية التطويرية .. ان لم نمتلك الرؤية التطويرية لاتكفي كل العناصر التي سبقتها .. الرؤية التطويرية بحاجة الى احتكاك مع الرؤى التطويرية .. في العالم المتطور لكي لايكون التطوير في سورية يسير باتجاه مختلف عما يسير عليه العالم بشكل عام .. وبنفس الوقت .. لكي نبدأ من حيث انتهى العالم .. وليس من حيث انتهينا نحن .. والا لن نلحق بالعالم ابدا .. فاذا علينا اولا ان نوفر هذه العناصر .. وبعد ان نوفر هذه العناصر ..هناك اساس مهم جدا لعملية التطوير .. ان لم يتوفر هذا الاساس علينا ان لانحلم بالتطوير .. التطوير هو ثقافة العمل .. كلنا يعلم بأنه لدينا مشكلة في ثقافة العمل بحاجة الى ترسيخ اكثر ..ثقافة العمل وحب العمل .. ان لم نحصل او لم نطور انفسنا في هذا المجال فمن الصعب ان نتحدث عن اي انجاز في المستقبل . تحدثت عن الذهنية وكثيرا مانطرح الذهنية في احاديثنا الخاصة 00وعندما نسأل عن الذهنية 00 يقال ذهنية الموظف والمسؤول 00 هذا صحيح لكن هذا جزء بسيط من الموضوع 0 الذهنية موضوع اوسع من ذلك بكثير 00 كيف نتعامل مع الامور 00 كيف تكون ردة فعلنا كيف نراها 00 من اي زاوية ننظر اليها 00 كيف نحلل 00 كيف نستنتج 00 احيانا لدينا ذهنية الهروب من المشكلة بدلا من حل المشكلة يطرح كثيرا في سورية وربما بين المغتربين انفسهم 00 سؤال سمعته يتردد في عدة مرات 00 لماذا تصدر تشريعات ان لم تكن ستطبق الحقيقة يجب ان يكون السؤال00 لماذا لانطبق التشريعات اذا كانت تصدر وليس بالعكس 00 الحالة الاولى هي حالة الهروب من الحل 0 الحالة الثانية هي حالة حل المشكلة 00 ايضا نتحدث عن الزمن 00 هناك جزء من الناس لايقدر الزمن 00 وهذا جزء من الطبيعة ربما في منطقة الشرق الاوسط اوفي البلدان النامية 00 وهناك من يقدر الزمن لكن بشكل خاطىء 00 فالزمن ايضا له عناصر كثيرة 00 والزمن لايستطيع القفز فوق العوامل الموضوعية الموجودة في اي بلد 00 وانا دائما اضرب مثالا اقول لانستطيع ان نسير بسرعة كبيرة في سيارة قديمة جدا 00 او ان نسير بسرعة كبيرة في سيارة جديدة او حديثة ان لم يكن الطريق معبدا 00 ولكي نصل للزمن والزمن اخر عنصر وليس اول عنصر 00 لابد ان نحدد كل العوامل الاخرى او العناصر المطلوبة للوصول الى وضع جدول زمني وتحديد المراحل واقصد بالمراحل هو التسلسل المنطقي 00 احيانا نقلب الهرم اذا اردنا 00 انا احب ان اعطي امثلة بسيطة 00 اذا اردنا ان ننطلق من دمشق الى حلب علينا ان نمر بريف دمشق وبحمص وحماة وادلب 00 لانستطيع ان نمر بإدلب اولا ومن ثم نعود باتجاه المحافظات الاخرى 00 هناك تسلسل منطقي للامور 00 فاذا علينا اولا ان نحدد العناصر 00 ومن ثم نحدد المراحل ومن ثم نتحدث عن الزمن 0 واشهر مثال اعطيه 00 اذا كان هناك شخص يريد ان ينجز مشروعا فأول شيء يحدده من اين يأتي التمويل 00 وهل تتوفر مواد للبناء 00 وماذا عن تأهيل الكوادر 0 0 وعندما يتأكد من ان كل هذه العناصر جاهزة لهذا المشروع يستطيع ان يضع جدولا زمنيا اما وضع جدول زمني من دون تأمين العناصر فهو مضيعة للوقت 00 لذلك اعود للفكرة الاولى 00 علينا اذا اردنا ان نتحدث عن التطوير ان نناقش ماهي العناصر التي نمتلكها 00 واعتقد في هذا المؤتمر00 ومن خلال وجود السوريين في الخارج اننا نستطيع ان نستفيد كثيرا من ملاحظات او افكار او اي شيء اخر في هذا اللقاء 0 ومن هذه العقبات ماهو موضوعي يرتبط بالظروف المعقدة التي نعمل فيها 00 والاحداث والتطورات السياسية والثقافية الضاغطة على الدول النامية 00والتي تفرض عليها منطقا قسريا في الحركة والمبادرة 00 مما يفقدها قدرتها على الاداء الفاعل والمرتبط بظروفها وامكاناتها المحلية 0 وهذا يبدو جليا في التحديات الصعبة التي نواجهها والتي تهدد وجودنا وهويتنا الحضارية 00 نتيجة للاحداث العاصفة التي شهدتها منطقتنا في السنوات الماضية 00 والتي افقدتها استقرارها وتوازنها وهيأتها لاحتمالات قاسية 00 يدفع المواطن في المحصلة 00 ثمنا باهظا لها من امنه وكرامته 0 ولكن 00 وعلى الرغم من هذه المعوقات 00 فان لدينا الارادة والتصميم على تجاوزها 00 وعلى انجاز مانحن ماضون فيه 00 حيث عملنا على تحقيق خطوات هامة على طريق الاصلاح 0 فقد اصدرنا الكثير من القوانين التي تلامس طيفا واسعا من المجالات المالية والنقدية والانتاجية والخدمية 00 والتي تسمح بتحقيق المزيد من الانفتاح 0 وتسهل الظروف امام مبادرات الناس المنتجة 00 وتشجع على الاستثمار 00 وبدأنا بخطة لاعادة هيكلة الرواتب والاجور 00 وتعديل انظمة العمل والتجارة 00 واصلاح النظام الاداري والمالي والقضائي 00 ولايزال امامنا الكثير لكي نقوم به 00 ولاشك ان التوسع الكبير في عملية التطوير يزيد من احتمال وجود ثغرات في ما تم انجازه 00 وعلينا تلافيها في المستقبل 0 وفي عملية الاصلاح هذه 00 فان لكم 00 دورا داعما 00 من خلال ما يمكن ان تسهموا فيه من رفد لبلادكم بالخبرات والامكانات 00 او الرؤى والافكار 00 التي تتوفر لكم بحكم اتصالكم بأعمال وتجارب وثقافات شعوب اخرى 00 وبحكم جهودكم التي بذلتموها كي تحققوا ذواتكم 00 وتثبتوا انفسكم 0 المغترب لديه نقطة قوة قد لاتوجد لدى الاخرين 0 انه اطلع على ثقافتين وتجربتين واندمج وتمازج مع مجتمعين 0 فعرف نقاط قوة المجتمع الاول والثاني 00 واصبح قادرا على المقارنة 0 والمقارنة مهمة جدا 00 وبالتالي هو الاقدر على ان يقول لكلا البلدين 00 اي تجربة هي الافضل 00 واين الخطأ في التجارب الاخرى 00 وهنا تكمن اهمية هذا المؤتمر وهذا التواصل مع المغتربين 0 لقد بادر العديد من المغتربين السوريين الى تقديم افكارهم ومبادراتهم 00 خدمة لبلدهم وإسهاما في تطويره 00 والبعض منهم أسهم بتطبيقها بصورة مباشرة 00 مندفعين بوفائهم لوطنهم وحرصهم عليه 00 ولكن هذه المبادرات 00 كانت مبادرات فردية لعدم وجود بنية مؤسسية تنظمها وتحدد اطارا لها 00 ومن هنا كانت المبادرة لاحداث وزارة خاصة باسم وزارة المغتربين تنظم العلاقة بين المغترب ووطنه 00 وبين المغتربين انفسهم في البلدان المختلفة 00 وتحول العمل الفردي الى عمل جماعي 00 وبذلك نستطيع ان نحقق الفائدة المرجوة 00 من خلال تكاتف الجهود والامكانات لدفع مستوى الاداء في سورية قدما الى الامام0 وهكذا 00 فان الموضوعية تقتضي عدم النظر الى الاغتراب وكأنه مجرد نزيف للبلاد 00 بل يمكن ان يتحول الى قوة فاعلة فيها 00 اذا ماحققنا التواصل المطلوب مع المغترب 00 وهيأنا الظروف المناسبة له كي يعبر عن وفائه لوطنه الام بطريقة فاعلة 00 وان يكون سفيرا لبلاده وشعبه وحضارته من خلال مايقدمه من صورة ايجابية وواقعية عنها 0 كثيرا مانردد عبارة هجرة العقول وهجرة رؤوس الاموال وكأن ماذهب لن يعود 0الحقيقة بأن المشكلة هي عدم التواصل وليس الهجرة بحد ذاتها 0 ان تواصلنا تتحول هذه الخسارة الى تعادل من خلال الربح واذا تواصلنا بشكل جيد فالخسارة سوف تنقلب الى ربح 00 وهذا مانسعى اليه في علاقتنا مع المغتربين 0 ايتها السيدات ايها السادة ان دوركم الهام في تحقيق التفاعل الثقافي الحي بينكم وبين الشعوب الاخرى 00 من خلال انتشاركم الجغرافي الواسع وانفتاحكم على الاخرين 00 يشكل الرد العملي على مقولة صراع الحضارات التي يروج لها بعض اصحاب العقول المغلقة 00 خاصة في هذه المرحلة التي غيرت ثورة الاتصالات فيها مفاهيم كثيرة 00 وفسحت المجال لتعرف الثقافات بعضها ببعض 00 ولكن 00 وبنفس الوقت 00 استغلت هذه التقنيات المتطورة لتشويه حقائق كثيرة في العالم 0 ومع ذلك 00 تبقى الصورة التي يراها الانسان مباشرة على ارض الواقع اكبر تأثيرا واكثر مصداقية 00 وهذا يحملكم مسؤولية كبيرة 00 تكبر كلما تطورت وسائل وتقنيات تشويه الحقائق في العالم 0 ايتها الاخوات 00 ايها الاخوة من اجلكم 00 من اجل وطنكم ومن اجل القيم الاصيلة التي نؤمن بها 00 تواصلوا مع وطنكم 00 تواصلوا مع اقربائكم 00 تواصلوا مع اصدقائكم 00 شجعوا التواصل بين ابنائكم وبناتكم وبين ابناء وبنات الوطن تواصلوا مع العرب الاخرين 00 تواصلوا مع الناس جميعا نظموا انفسكم في منظمات تعبر عنكم وعن ثقافتكم ومصالحكم 00 اريد منكم التفوق والاندماج والولاء لوطنكم الذي تعيشون فيه والوفاء لوطنكم الام 00 فهذه هي عناصر نجاحكم ونجاحنا انقلوا تحياتي ومحبتي الى اخوتنا في المغترب وارجو لكم دوام التقدم والازدهار0

التعليقات