بشارة في محاضرة بالبحرين: تفننوا في القمع وتفننا في النضال

بشارة في محاضرة بالبحرين: تفننوا في القمع وتفننا في النضال
نظمت جمعية العمل الوطني الديمقراطي في البحرين، مساء أمس الأول، ندوة متميزة، القى خلالها النائب الدكتور عزمي بشارة محاضرة حول مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخيارات المقاومة المطروحة. وحضر الندوة التي أدارها رئيس جمعية العمل عبد الرحمن النعيمي، وزير شئون مجلس الوزراء البحريني محمد بن إبراهيم المطوع، وعدد كبير من المسئولين والمثقفين والمهتمين.

ركز بشـارة في محاضرته على تطورات الأوضـاع في الأراضي الفلسطينية والظروف السياسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في أراضيه المحتلة والمغتصبة، مقابل صعود وتنامي تيار المستوطنين ووصولهم إلى مراكز مهمة وحساسة ومواقع صنع القرار في جسم الحكومة الإسرائيلية مما يضاعف من حجم المشاكل التي يواجهها الفلسطينيون، خاصة مع عدم تمكن عرب الداخل من القيام بدور مواز في هذا الجانب.

واستعرض النائب عزمي بشارة بعض المحطات المختلفة من الصراع العربي الإسرائيلي والمراحل التي مرت بها عملية السلام، والخروقات الإسرائيلية لجميع ما يتم التوصل إليه. وأكد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد نجاح أي مساع للسلام وأنها تواصل انتهاكاتها الصارخة ضد عمليات السلام المطروحة، ثم تدعي بعدها أنها تسير في طريق السلام وأن المخالفات والانتهاكات تكمن في الجانب الفلسطيني، وهذا ما تؤكده تصريحات شارون عندما يقول إنه ليس لديهم - إسرائيل -عملية سلام!

وأضاف بشارة أن منطق شارون هذا ليس منطق مفاوضات وسلام، وأن الوضع الحالي يعكس تسوية من طرف واحد فقط، وبنفس الوقت تعمل الحكومة الإسرائيلية على تكسير وقمع الانتفاضة الفلسطينية الباسلة، وتتفنن في القمع والبربرية بعيدا عن السياسة التي تدعيها خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة التي شهدت مجازر واعتداءات دموية. ولم يقتصر القمع على الجانب الدموي والجسدي، وإنما يسعون إلى القمع المجتمعي وقتل المجتمع الفلسطيني بتقطيع أوصاله وتفتيته بشكل غير مسبوق أو معهود حتى في جنوب افريقيا التي شهدت صراعات عرقية كبيرة، لم يتم تحطيم مجتمع كامل أو تسوير مدن كاملة وسجن أكثر من مليون ونصف مليون مواطن في أسوار وأبواب تعزلهم! خاصة بعد الانتفاضة الأولى، لذلك أصبح الكثير من المدن مسجونة بالكامل، ويجد حتى النائب نفسه صعوبة ومشقة في الوصول إلى بعض المناطق مثل مخيم الاعتصام بالخليل الذي يضم أمهات لم يستطعن زيارة أبنائهن في السجون الإسرائيلية خلال أربع سنوات ماضية، وهذا ما يبرز معاناة المرأة الفلسطينية التي تعتبر الضحية الأولى وهي التي تتحمل العبء الأكبر في هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، الذي يعامل معاملة بذيئة لم يعامل بها غيره، ويُسجن في أرضه ومدنه بأسوار وأبواب، في الوقت الذي يبقى التعامل العربي مع هذه الأمر غير مفهوم! رغم أن الشعب الفلسطيني اثبت انه شعب مناضل يستحق الحرية، وليس خائنا أو متخاذلا.

وتابع النائب بشارة طرحه للوضع الفلسطيني مبينا أن شارون استثمر الوضع والمقاومة الفلسطينية، وأصبح يعتقد أن الظروف نضجت للتسوية من طرف واحد مع القضاء على هذه المقاومة، لذلك فإن الاملاءات الإسرائيلية التي تأتي في هذه الفترة بهذا الكثافة تحمل مغزى ومعنى، وهو ما يذكّرنا بمؤتمر العقبة الذي ظهر فيه شارون وكأنه يصنع السلام ويوافق على خريطة الطريق ويخادع العالم بهذا القبول، رغم انه في حقيقته يرفضها من الأساس لأنه يرى فيها إساءة لإسرائيل. وقد أكد المناضلون أن ما يجري حينها مهزلة وأن شارون لن يوافق على الخريطة وإن بدا عكس ذلك! وهذا ما أكدته تصريحاته الأخيرة لوزرائه بتجاهل هذا الموضوع، والآن انتهت خريطة الطريق، وبدأت أفكار شارون واملاءاته، ووصلنا إلى حد أن نطالب بخريطة الطريق! رغم أنها لم تحدد حدودا للدولة الفلسطينية، ولم تدع للقدس عاصمة.

وأردف الدكتور بشارة موضحا أن خريطة الطريق جاءت بعد مبادرة السلام العربية التي حددت الكثير من هذه الجوانب، وتم تبنّيها عربيا وصوتت عليها جميع الدول العربية بما فيها ليبيا وسوريا والعراق، ورغم ذلك قابلها صمت عالمي غريب لم يكن إلا بهدف دفنها! واستسلم العرب مرة أخرى، بل تبرعوا لأمريكا لحل إشكالية مبادرة السلام العربية هذه، وعقب ذلك جاءت خريطة الطريق بهدف الخروج من التبادل الدبلوماسي لهذه المبادرة، والآن جاءت تصريحات شارون لتخرج من خريطة الطريق! وهذا ما يبرز صعوبة الوضع الذي تمر به القضية الفلسطينية، والمزايدة المستمرة على الشعب الفلسطيني الذي أعطى الكثير والكثير عبر سنوات نضاله.

وتحت سؤال (كيف يتعامل الشعب الفلسطيني مع الوضع الراهن؟) أوضح الدكتور عزمي بشارة أن هذا الشعب المناضل يريد دولة مستقلة، إلا أن المسألة المهمة هنا هي طبيعة ووضع هذه الدولة، فالتسمية لا تمثل مشكلة حتى لو كانت مملكة أو امبراطورية، لأن الأساس هو توفير أساسيات الدولة ومنها الاعتراف بالقدس عاصمة وإزالة الاستيطان، ولكن تبقى هذه الأمور بعيدة المنال في هذه الفترة خاصة أنه لا يمكن التعويل على الوضع العربي الذي لا يشكل في حقيقته وضعا إقليميا في الساحة، وإنما أوضاع مختلفة متنافسة تفتقد التنسيق حتى في الحوار، وهذا الوضع هو ما أوصلنا إلى هذه النتيجة، والاستمرار في قواعد اللعبة الحالية سيدفع بالاتجاه الذي تريده إسرائيل وسيتم ابتزاز الأنظمة العربية نظاما تلو الآخر. وهنا - يتابع المحاضر - يمكنني أن أؤكد أنه لا توجد تسوية قريبة ولا حل للمشاكل، وهذا ليس لأننا نعشق المعاناة، وإنما هي مؤشرات الوضع الراهن، كما أن القناعة بوجود التسوية القريبة ستقسمنا إلى تيارين، الأول مستعد لتقديم تنازلات من أجل هذه التسوية، وآخر يريد أن يلغي كل طاقات النضال الفلسطيني من أجل المقاومة والوصول إلى التسوية، لذلك أعتقد أن علينا أن نصمد للمدى البعيد وما هذا يحتاج إلى تكييف وسائل النضال للتوافق مع الحاجة إلى هذا الصمود الطويل، ولو وعي الجميع هذا الأمر منذ ثلاث سنوات لكان الوضع أفضل مما هو عليه الآن، وما استطيع تأكيده أيضا أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه أن يقصي خيار المقاومة جانبا، فطالما هناك احتلال فإن من حقه التمسك بهذا الخيار وبالنضال على المدى البعيد، فلا يمكن الانتصار على شعب يناضل بأرضه إذا عمل بالشكل الصحيح، وهذا ما يحتاج إلى بُنى تنظيمية موحدة للشعب الفلسطيني وقيادة موحدة مدركة للأفكار الأساسية لغياب التسوية، فنحن قادرون على أن نبني مجتمعا واقتصادا وجامعات دون ان نفرط في شيء إذا كانت لدينا هذه الاستراتيجية البعيدة المدى المعتمدة على القيادة والبُنى الموحدة.

وبتناوله هذا الموضوع استشهد المحاضر بالمقاومة اللبنانية وحزب الله الذي تلقى الكثير من عملياته صدى قد يكون أكبر من المقاومة الفلسطينية، وبين أن النجاح يقاس بالنتائج التي تحققت وليس بالبهرجة الإعلامية أو التباهي بعدد الشهداء، ومن ثم فإن أهم ما اتسم به أداء الحزب هو وجود القرار المركزي، وانفراد الحزب بالساحة اللبنانية، واعتماده على جدول أعمال بعيد عن المزايدات، إضافة إلى أن التجربة اللبنانية أسهل من الفلسطينية.

من جانب آخر تطرق بشارة إلى موضوع الديمقراطيات في الدول العربية مؤكدا أن ترسيخ الديمقراطية يعتبر الخيار الأمثل للنهوض بالدول العربية سياسيا وتمكينها من القيام بواجباتها القومية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي. إلا انه لم يخف استياءه من بعض الحركات العربية التي تسيء لمسألة الديمقراطية رغم ظاهرها الإصلاحي، وأضاف أنه لا يمكن تجاهل ما حدث في 11 سبتمبر وما يجري من محاولات عالمية لتشويه صورة الإسلام وضرب المسلمين في ظل صراع الحضارات، ويجب عدم الإغفال عن تصريحات الرئيس الروسي عقب أزمة الرهائن بالمدرسة، حيث كان أول ما أشار إليه هو أن هناك عشرة من العرب بين الخاطفين! وكان يريد بهذا ربط ما حدث بالحرب العالمية ضد الإرهاب.

وفي سؤال حول دور عرب الداخل في تغيير الوضع الداخلي لإسرائيل من خلال نضالهم، أوضح بشارة أن عرب الداخل لا يمثلون حركة تحرير وطني، بل هم مواطنون مرتبطون بكل المصالح الاقتصادية الإسرائيلية، ورغم كونهم مليونا ومائتي ألف نسمة، فإنهم يمثلون الريف الفلسطيني الضعيف، ولا يشكلون التأثير الكبير في السياسة الإسرائيلية، ورغم ذلك فإن هناك مهام تاريخية يجب أن يقوموا بها أولاها المحافظة على الهوية الفلسطينية من الاندثار، لأن إسرائيل تعمل ما تستطيع من أجل اندثار هذه الهوية إلى جانب المحاولات الأمريكية لضرب الهوية العربية وصورة الإسلام، وقد بيّنت التجارب أن مقتل بلاد الشام يكمن في الطائفية والتقسيم، في حين أن الإصلاح يكون بالهوية القومية العربية. والمهمة الأخرى هي تحويل المواطنة إلى تحد أمام الصهيونية، لأن الصهيونية غير قادرة على الاحتفاظ بالمواطنة بمفهومها الديمقراطي إذا مارسها عرب الداخل بالشكل الصحيح. والمهمة الثالثة هي التأثير في الرأي العام الإسرائيلي وإيصال رسالة واضحة إلى العالم حول موقفهم من القضية الفلسطينية.

وأجاب النائب العربي على سؤال حول مدى حاجة الحركات الجهادية إلى تغيير السلطة الفلسطينية التي باتت تتعارض مع توجهاتها النضالية، أجاب بأن هذه الحركات الجهادية لم تكن جانبا في تشكيل هذه السلطة ومن الغريب أن يُنتظر منها أن تكون جانبا في تغييرها الآن، خاصة ان السلطة محددة باتفاقيات وقواعد لعبة مرسومة ومحددة باتفاقيات وقرارات، لذلك يمكن اعتبار السلطة هي الفخ الأكبر! وهذا ما يعني الحاجة إلى وجود قيادة وطنية موحدة إلى جانب السلطة التي لا تمثل جميع الفصائل الفلسطينية، بعد أن أصبحت المفاوضات بشكل أشبه بالخصخصة!
وعقد بشارة مؤتمرا صحفيا في جمعية العمل الدمقراطي، أكد فيه على أهمية إعادة النظر في خيارات النضال الفلسطيني ولم يدع الى وقف النضال لحل القضية الفلسطينية كما يشاع عنه مبررا ذلك بأن الخيارالاوحد للنضال قد يجر الحركات السياسية الى مأزق يصعب الخروج منه، ومن هنا تأتي أهمية ان يقترن العمل النضالي بتقييم هذه الخيارات الاستراتيجية وماذا حققنا منها؟ والى أين أوصلتنا؟ كما أكد ان مواجهة الغطرسة الإسرائيلية لا يمكن بدون وجود قيادة فلسطينية موحدة تعمل على توفير وحماية مقومات وضرورات صمود الشعب الفلسطيني لمواجهة الخطر الصهيوني سواء في التوسع ونهب الأراضي وبناء المستوطنات أو هدم المنازل وحرق الأراضي الزراعية او اعتقال أبناء الشعب الفلسطيني وزجهم في غياهب السجون وغيرها من الأساليب الوحشية مشيرا الى أن هذا المطلب يشكل تحديا للشعب الفلسطيني وتنظيماته وللنخب العربية ولتنظيمات العمل السياسي في العالم العربي.
وتحدث بشارة عن هموم الشعب الفلسطيني في الداخل ومعاناته وصموده أمام الغطرسة الإسرائيلية بقيادة شارون الذي يقف حجر عثرة امام مخططات السلام بالإضافة الى تردي الأوضاع العربية والدولية. وادار المؤتمر الصحفي رضي الموسوي رئيس تحرير مجلة "العمل الديمقراطي".

وقال ان الظرف الحالي يشهد تصعيدا كبيرا من القيادة الإسرائيلية بزعامة شارون الذي صنف الاستيطان الى نوعين هما: استيطان مشروع يتم بمباركة وإذن من الحكومة الإسرائيلية، والنوع الثاني استيطان غير شرعي تقوم به العصابات والتنظيمات الصهيونية وبدون إذن من الحكومة الإسرائيلية وقال ان هذا الشيء هو لعبة واضحة هدفها الضحك على الذقون ونحن سواء كشعب فلسطيني أو كمؤسسات فلسطينية واعون لحقيقة ما يجري وذلك لان الاستيطان واحد مهما تعددت التصنيفات والألوان.

واستطرد في جواب حول تزايد التصعيد في الاراضي المحتلة وبناء المستوطنات ، فقال: ان الحكومة الإسرائيلية لم تلتزم بما طلبت منها الإدارة الأمريكية والمتمثل في إزالة هذه المستوطنات، وتساءل أين المصداقية إذاً؟ وأوضح ان شارون يستند الى نظرية استخدام القوة ثم القوة لتطبيق السياسة الاستيطانية في الاراضي المحتلة وما هذا التصعيد إلا تعبير عن هذه السياسة الرعناء حيث يعتقد شارون انه يستطيع لي كتف الشعب الفلسطيني وكسر المقاومة ومن ثم جر الشعب الفلسطيني لأن يقول له نعم، وهذا يستحيل لان الشعب يعرف حقيقة الأمور ولم تعد فيه القوة هي دوما الحل والمفتاح لكل المشاكل العالقة خاصة مسائل تتعلق بالأرض والهوية والثقافة والوجود، بالإضافة الى ان شارون لا يملك أفكارا للتسوية بقدر امتلاكه افكارا أحادية الجانب.

وفي هذا السياق أكد أهمية ان تشكل قيادة موحدة للشعب الفلسطيني دون ان تشارك في السلطة وليست بديلا عنها حيث يمكن للسلطة الفلسطينية ان تواصل تقديم الخدمات الصحية والتعليم وغيرهما من الخدمات الأساسية اللازمة للعيش في الارض المحتلة، وقال متسائلا ألم تشارك منظمة التحرير الفلسطينية وهي ليست سلطة الحوار مع الأمريكان والإسرائيليين؟ وما السلطة الفلسطينية الحالية إلا نتاج مؤتمر أوسلو، ولا ادري لماذا يرفض ان تكون هناك منظمة فلسطينية في هذا الشأن حيث لا تتنافس مع السلطة في مهامها؟

وفي سؤال حول قيادة ياسر عرفات وتربعه سنين طويلة على السلطة الفلسطينية، قال: ان القضية ليست شخصية فنحن نقف الى جانبه ولا نقبل ان تمارس ضغوط لإزاحته تحت عناوين هدفها تمرير المخططات الإسرائيلية والصهيونية وتحت مسميات متعددة، إلا ان هذا لا يمنعنا من المطالبة بالإصلاحات السياسية، فهذه مطالب فلسطينية قبل ان تكون أمريكية.

وحول ما المطلوب في الظروف الراهنة، ذكر الدكتور عزمي ما يلي: احترام منظمة التحرير الفلسطينية القادرة على أخذ القرار بالمجلسين الوطني والتشريعي والعمل على توفير الأجواء السليمة للانتخابات والمعبرة عن حرية الرأي، وأن يتحرك القادة العرب ومطالبة الإدارة الأمريكية لتضغط على إسرائيل للسماح بالانتخابات الفلسطينية، وابدى استغرابه ممن يطالبون بالإصلاحات الديمقراطية قبل قيام الدولة معتبرا ذلك نوعا من العبث في العمل السياسي والنضال الفلسطيني من اجل العودة وتحقيق السلام العادل.

وبالنسبة للوضع في العراق ودارفور، أشار الى انه يصعب التكهن بالنتائج النهائية لما يجري في العراق إلا ان على الأمريكان الذين يطرحون الإصلاحات في المنطقة ان يكونوا صادقين، إذ ان ما يجري في المنطقة من حث على الإصلاحات على الطريقة الأمريكية له عدة وجوه، فهو إما لكسب الرضا وإما لإجراء عملية مقايضة ، ولم تدخل عسكريا الولايات المتحدة العراق بهدف الإصلاح السياسي وإنما تحت ذريعة أسلحة الدمار الشامل ولم يتضح ان هناك سلاحا مدمرا أو شاملا في العراق فما هي النتيجة؟ ولا ننسى ان الإدارة الأمريكية صرحت مؤخرا بأن صدام حسين بذاته هو السلاح الشامل وان التخلص منه هو الأساس في الذهاب الى العراق والسؤال لماذا؟ لان المواطن الأمريكي لو عرض عليه خيار الحرب لرفضه تحت حجة ان صداما هو السلاح الشامل الذي يهدد العالم ولكنه قبل الذهاب والحرب في العراق على أساس ان العراق يمتلك أسلحة تهدد الأمن الأمريكي والعالمي وان العراق مصدر داعم للإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، واشار الى أهمية ربط الإصلاحات بالتحديث وبأجندة وطنية تدعمها الجماهير.

أما فيما يتعلق بدارفور، فقد ذكر انه لا يملك المعلومات المتكاملة حولها ولكن بشكل عام فإن هناك أطماعا في الثروة السودانية وتهديد عروبته، فهذا صحيح، ولكن النظام في السودان يتحمل أيضا جزءا كبيرا من المشكلة. وحول تأثير مستقبل الانتخابات الأمريكية المزمع إقامتها في نوفمبر القادم في الوضع الفلسطيني، أفاد عزمي انه لا شك ان كلا المرشحين (بوش وكيري) يحاول إرضاء القيادة الإسرائيلية للحصول على الأصوات ولا أجد فرقا كبيرا بينهما فيما يتعلق بالموقف من القضية الفلسطينية ولا يمكن ان نرجو خيرا خاصة من الخط المحافظ في الإدارة الأمريكية حيث يأتي الدعم لإسرائيل على حساب الشعب العربي الفلسطيني. وفي الختام تطرق الى الضغوط التي تمارس على لبنان وسوريا وذلك بهدف جرهما الى الاستسلام وخلق جو متوتر في العلاقة بينهما وما ينعكس ذلك على الوضع العربي وشدد على أهمية الوعي بهذه المخططات الأمريكية التي تخدم الكيان الصهيوني.
وواصل النائب بشارة لقاءاته مع المسؤولين البحرينيين حيث التقى امس مع ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة. ‬وقد رحب ولي‮ ‬العهد ‬بالدكتور بشاره مشيدا بالدور الذي‮ ‬يقوم به في‮ ‬الدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني‮ ‬وشرح معاناته في‮ ‬ظل الاحتلال‮. ‬كما نوه بالعلاقات التي‮ ‬تربط بين الشعبين البحريني‮ ‬والفلسطيني‮ ‬مؤكدا وقوف البحرين قيادة وشعبا الى جانب الشعب الفلسطيني‮ ‬في‮ ‬اقرار حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة ودعم جهود السلام وفقا لمبادىء الشرعية الدولية وخارطة الطريق‮.

‬واشاد ولي العهد البحريني بما طرحه الدكتور عزمي‮ ‬بشاره في‮ ‬محاضرته في‮ ‬جمعية العمل الوطني‮ ‬الديمقراطي‮ ‬خاصة ما‮ ‬يتعلق منها بالدعوة الى الوحدة الوطنية الفلسطينية مشيرا الى اهمية هذا اللقاءات والمنتديات في‮ ‬استقطاب المفكرين والمبدعين العرب لالقاء مزيد من الضوء على القضايا التي‮ ‬تهم الشارع العربي‮. ‬ واستعرض ولي‮ ‬العهد مع الدكتور بشاره تطورات الاوضاع على الساحة الفلسطينية على ضوء الممارسات التي‮ ‬تقوم بها قوات الاحتلال‮. ‬

واستقبل الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية البحريني بمكتبه بالديون العام بوزارة الخارجية أمس المفكر والمناضل العربي‮ ‬الفلسطيني‮ ‬الدكتور عزمي‮ ‬بشارة بمناسبة الزيارة التي‮ ‬يقوم بها الى البحرين.

كما استقبل محمد بن إبراهيم المطوع وزير شئون مجلس الوزراء بمكتبه بديوان رئيس الوزراء‮ ‬الدكتور ‬بشارة‮.‬ وجرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر في‮ ‬التطورات التي‮ ‬تشهدها الساحة الفلسطينية،‮ ‬والجهود المبذولة للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني‮ ‬والتي‮ ‬يناضل من أجلها الدكتور بشارة‮. ‬وأكد وزير شئون مجلس الوزراء خلال المقابلة أن البحرين تتابع بكل التقدير والإعجاب صمود الشعب الفلسطيني‮ ‬وكفاحه من أجل تقرير مصيره‮. ‬ونوه الوزير في‮ ‬ذلك بالدور الإعلامي‮ ‬والفكري‮ ‬الذي‮ ‬يقوم به الدكتور بشارة لتعريف العالم بمعاناة الشـــــعب الفلسطيني‮ ‬وقضيتـــــه العادلـــة.

التعليقات