لحود يكلف عمر كرامة بتشكيل حكومة لبنانية لسبعة اشهر

كلف الرئيس اللبناني اميل لحود رئيس الوزراء الاسبق النائب عمر كرامي، امس الخميس، بتشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة رئيس الوزراء رفيق الحريري. واعلن كرامي موافقته على تأليف الحكومة معلنا ان يده ممدوة للجميع بمن فيهم المعارضة.

لحود يكلف عمر كرامة بتشكيل حكومة لبنانية لسبعة اشهر

كلف الرئيس اللبناني اميل لحود رئيس الوزراء الاسبق النائب عمر كرامي، امس الخميس، بتشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة رئيس الوزراء رفيق الحريري.

واعلن كرامي موافقته على تأليف الحكومة معلنا ان يده ممدوة للجميع بمن فيهم المعارضة.

جاء ذلك بعد يوم طويل من الاستشارات النيابية الملزمة اجراها الرئيس لحود مع اعضاء البرلمان البالغ عددهم 128.

وبنتيجة الاستشارات حصل كرامي على ترشيح 82 نائبا فيما لم تشهد الاستشارات ترشح اي شخصية اخرى. وامتنعت كتلة رئيس الوزراء المستقيل رفيق الحريري البالغ عددها 16 نائبا عن ترشيح اي شخصية واكتفت بالقول انها وضعت ورقة بيضاء عند الرئيس اميل لحود.

وقاطع هذه الاستشارات عدد من نواب المعارضة على رأسهم كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المؤلفة من 18 نائبا ووصف جنبلاط هذه الاستشارات بانها "مسرحية".

وسمت الكتل النيابية الموالية لسوريا كرامي ومن ابرز هذه الكتل كتلتا رئيس مجلس النواب نبيه بري التي تضم 15 نائبا وكتلة حزب الله التي تضم 12 نائبا.

وفي ختام المشاورات صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بيانا تلاه رفيق شلالا مستشار الرئيس جاء فيه "بعد ان تشاور الرئيس لحود مع رئيس مجلس النواب واستنادا الى الاستشارات النيابية ..استدعى الرئيس لحود مساء الخميس الرئيس عمر كرامي وكلفه تشكيل الحكومة الجديدة."

ومن المقرر ان يبدأ كرامي اليوم الجمعة في البرلمان استشارات نيابية لتشكيل الحكومة يسبقها جولة تقليدية على رؤساء الحكومات السابقين.

وعقب تكليفه قال كرامي في مؤتمر صحفي عقده في القصر الجمهوري "بلغني فخامة الرئيس نتائج الاستشارات النيابية الملزمة فشكرت له ولدولة رئيس مجلس النواب وللزملاء النواب ثقتهم الغالية."

اضاف "اعرف دقة الوضع وحجم الضغوط الخارجية على لبنان وسوريا واعرف دقة الوضع الداخلي والازمات الكثيرة التي يعاني منها الشعب ولكن لا استهول ولا استهاب ذلك."

وقال "نحن نعرف بان عمر هذه الحكومة هو محدود بسبعة اشهر هو تاريخ اجراء انتخابات نيابية وانتخاب مجلس جديد ومن اولى مهمات هذه الحكومة وضع قانون انتخاب يؤمن العدالة ويؤمن التمثيل الصحيح وانني اعد بان يكون هذه القانون عادلا ويؤمن هذا الهدف وهذه الغاية."

واضاف "ان حكومة عمرها سبعة اشهر لن تستطيع اجتراح المعجزات ..نحن سنوصل الليل بالنهار ولكن لا نستطيع فعل كل شيء."

ووفقا للدستور فان الحكومة المرتقبة تنتهي ولايتها مع اجراء الانتخابات النيابية التي من المقرر ان تتم في ايار المقبل.

ودعا كرامي اللبنانيين الى "المشاركة بنسبة كبيرة في الانتخابات لان المجلس النيابي هو مصدر كل السلطات وهو الذي يستطيع ان يفعل التغير الحقيقي."

وقال "لن اعد بالمعجزات وانا اعرف بان الحكم في هذه المرحلة تضحية وقد قبلت هذه التضحية من اجل ان افعل كل ما استطيع لتخفيف الازمة ولوضع حد للانهيار وللتأسيس للانقاذ."

وابدى كرامي استعداده للتعاون مع الجميع بمن فيهم المعارضة المسيحية وقال "نحن مددنا يدنا للجميع وانا اول من دعوت الى حكومة وحدة وطنية.. الوضع صعب ودقيق ونحن قادرون على ان نشكل هذه الحكومة المنسجمة ..سنكون فريق عمل واحد ومتجانس وننبذ كل الحساسيات."

وكان كرامي (70 عاما) خرج من الحكومة في السادس من ايار عام 1992 بتظاهرات في الشوراع احتجاجا على انخفاض قيمة الليرة اللبنانية الى رقم قياسي وتدني الاوضاع المعيشية.

واشارت في ذلك الحين اصابع الاتهام الى الرئيس رفيق الحريري بانه كان وراء عمليات الضغط على الليرة في ذلك الوقت.

ويعتبر كرامي من عائلة سياسية عريقة اذ ان والده عبد الحميد كرامي احد الشخصيات صانعة الاستقلال في لبنان وهو شقيق رئيس الوزراء الراحل رشيد كرامي الذي ترأس معظم حكومات ما قبل الحرب الاهلية التي عصفت بلبنان على مدى 15 عاما وانتهت في العام 1990 واغتيل بتفجير طائرته الهليكوبتر في العام 1987 اثناء انتقاله من الشمال الى بيروت.

ومارس مهنة المحاماة منذ عام 1956 وتولى رئاسة حزب التحرر العربي في طرابلس بعد اغتيال شقيقه رشيد كرامي عام 1987.

تولى وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة في حكومة الرئيس سليم الحص عام 1989 -1990. وتولى رئاسة الحكومة اللبنانية في 24 ديسمبر كانون الاول 1990 وحتى السادس من مايو ايار 1992.

اسس حركة التحرر الوطني في طرابلس عام 1992 وعين نائبا عن طرابلس في السادس من حزيران عام 1991

انتخب نائبا عن طرابلس في دورات 1992 و1996 و2000

التعليقات