مصدر أمني إسرائيلي: مصر تطلع إسرائيل على التطورات؛ الأمن المصري يشن حملة اعتقالات وتدمير أنفاق

خلية «حزب الله» رصدت أهدافاً في مصر ودورها الميداني تغيّر بعد اغتيال مغنية * شهاب ذكر أن نشاط الخلية «بدأ أولاً في القاهرة العام 2005، وأن قياديّاً بارزاً في حزب الله ..

مصدر أمني إسرائيلي: مصر تطلع إسرائيل على التطورات؛  الأمن المصري يشن حملة اعتقالات وتدمير أنفاق
أكدت مصادر أمنية إسرائيلية وجود تعاون استخباري وثيق بين إسرائيل ومصر، وأن مصر تشارك إسرائيل بالمعلومات التي بحوزتها عن خلية دعم المقاومة الفلسطينية التي اعتقلتها مؤخرا في سيناء. ويقول مصدر أمني إسرائيلي إن قضية الاعتقالات مرتبطة باستقرار النظام وعملية توريث الحكم.

ويقول المصدر الأمني: يجري الحديث عن فترة حساسة جدا بالنسبة للمصريين، وخاصة حينما نتحدث عن استقرار النظام المصري، ووضع مبارك والرجل الذي سيرثه. ويضيف المسؤول أن أهداف الشبكة التي كشفت «لا تنوقف عند بالمس بأهداف معينة، بل أيضا بالعلاقة مع الإخوان المسلمين الذين يهددون نظام مبارك".

العثور على أنفاق

وفي غضون ذلك صعدت أجهزة الأمن المصرية من إجراءاتها الأمنية في سيناء. وقالت مصادر أمنية يوم الاثنين ان الشرطة في محافظة شمال سيناء عثرت على خمسة انفاق للتهريب وألقت القبض على شخص مما أدى لاحباط تهريب كميات كبيرة من البضائع والوقود الى القطاع الساحلي الذي يخضع لحصار اسرائيل.

وقالت ان الشرطة عثرت على الانفاق الخمسة يومي الأحد والاثنين. وقال مصدر انه تم اكتشاف نفقين في أرض فضاء بمنطقة الصرصورية شمالي معبر رفح قرب العلامة رقم 5 على الحدود الدولية وان فتحتيهما تقعان على مسافة حوالي 100 متر من خط الحدود. واضاف أن الشرطة عثرت في النفقين على أجولة من الملابس والاقمشة كما عثرت على كمية كبيرة من قطع غيار أجهزة الكمبيوتر. وتابع ان عددا من المهربين لاذوا بالفرار حين رصدوا قدوم قوات الشرطة.

وقال مصدر ان الشرطة عثرت في أحد الانفاق على مضخة وخراطيم لنقل السولار والبنزين الى الجانب الآخر من الحدود. واضاف أن الشرطة ألقت القبض على سائق سيارة محملة بالسولار ضبطت في منطقة صحراوية واعترف سائقها بأنه كان متجها بها الى أحد الأنفاق لتهريب حمولتها. وتابع أن السائق يدعى محمود السيد عباس وهو من القاهرة.
وتقول السلطات المصرية انها عثرت على 461 نفقا في العام الماضي كما عثرت على 70 نفقا في الاشهر الثلاثة الاولى من العام الحالي.

اعتقالات وإجراءات أمنية مشددة


وفي وقت سابق قالت مصادر أمنية في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء ان الشرطة «تحاصر عشرة لبنانيين» في منطقة نخل بوسط شبه الجزيرة المصرية في محاولة لالقاء القبض عليهم ضمن ما يبدو أنها مجموعة تعمل في مصر لدعم الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ببالسلاح.

وقال مصدر ان اللبنانيين العشرة فروا من منطقة الحدود مع قطاع غزة بمساعدة بدو فيما يبدو بعد اعلان مصر عن القاء القبض على قائد المجموعة وهو لبناني يدعى سامي شهاب وأعضاء فيها. وأضاف المصدر أن الشرطة استعانت ببدو أيضا لتعقب اللبنانيين العشرة في المنطقة الجبلية.

وقال شاهد عيان ان أصوات أعيرة نارية سمعت في منطقة نخل لكن المصادر الامنية لم تؤكد ما اذا كان اطلاق النار جاء ضمن ملاحقة اللبنانيين العشرة.

وتصاعد التوتر بين مصر وحزب الله حين اتهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله القاهرة خلال الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة بالتواطؤ مع اسرائيل في حصارها للقطاع.

وقالت مصادر النيابة العامة ان الرجال الستة الذين وجهت اليهم تهمة التخابر اعترفوا بأن لهم اتصالات بحزب الله لكنهم أنكروا التهم الاخرى.

وقال مصدر اخر في النيابة العامة ان من بين الرجال التسعة والاربعين سودانيا وان الشرطة ضبطت بحوزتهم متفجرات ومواد لصنع القنابل.

مبارك اتصالات مع لبنان

هذا وجرى الرئيس مبارك اتصالاً هاتفياً يوم أمس الأحد، برئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة، تطرق للتطورات على الساحة اللبنانية والاستعدادات للانتخابات النيابية المقبلة.

وحول الاتهامات الموجهة لعناصر خلية حزب الله الموقوفين فى مصر، قال مبارك إن "مصر لا تسمح لأحد باستباحة حدودها أو زعزعة استقرارها، وأن القضية برمتها باتت فى يد القضاء".

وقد لوحظ أمس ارتفاع حدة الحملة التي تشنها الصحف المصرية على «حزب الله» وأمينه العام السيد حسن نصرالله على خلفية القضية، وبلوغها حد نعته بألفاظ بالغة القسوة في افتتاحية صحيفة «الجمهورية» الرسمية بينها انه «قاطع طريق»، فيما استنكرت صحيفة «الوطن» السورية الرسمية «التصعيد المصري».

التحقيقات مع الخلية

وبشأن التحقيقات مع خلية حزب الله ذكرت صحيفة الحياة اللندنية أن التحقيقات بينت أن «هدف الخلية تغير بعد اغتيال مغنية من استهداف إسرائيليين داخل مصر إلى تنفيذ عمليات ضدهم في قطاع غزة أو داخل إسرائيل نفسها». واعترف شهاب بأن نشاطه في «حزب الله» تحول إلى «العمليات الاستخباراتية واللوجستية» بعدما أصيب بجروح في المعارك ضد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.

وخضع شهاب مساء أول من أمس لتحقيقات استمرت حتى فجر أمس في مقر نيابة أمن الدولة في ضاحية مصر الجديدة، حضرها محاميه منتصر الزيات الذي طلب نقل موكله من مقر مباحث أمن الدولة إلى أحد السجون. وأثبت الزيات في محضر التحقيق حقه في تقديم دفوع قانونية وتفنيد التهم المسندة إلى موكله في المرحلة الأخيرة من التحقيق. وقال الزيات لـ «الحياة» إن موكله «أكد عدم تعرضه لتعذيب أو ضغوط»، وإنه «أدرك أن السلطات المصرية لديها معلومات تفصيلية عن نشاط التنظيم، ما سهل من إجراءات التحقيق».

وقالت "الحياة" إن مصادر مطلعة كشفت أن شهاب ذكر أن نشاط الخلية «بدأ أولاً في القاهرة العام 2005، وأن قياديّاً بارزاً في حزب الله يدعى محمد قبلان أشرف على تأسيسها وتردد مرات عدة على العاصمة المصرية ونقل أموالاً إلى عناصر التنظيم من الفلسطينيين والمصريين».

ونقلت عنه إقراره بأن «القيادات الوسطى في حزب الله أقرّت هدف التنظيم، وهو ضرب الأهداف الإسرائيلية في أنحاء متفرقة من مصر، خصوصاً في سيناء، وأن عناصر الخلية رصدت أماكن سياحية في طابا وشرم الشيخ ونويبع ودهب بهدف تنفيذ عمليات ضد السياح الإسرائيليين المترددين عليها، كما راقبت السفن الإسرائيلية التي تمر في قناة السويس لضربها».

وتضمنت اعترافات شهاب أن «التنظيم تمكن بالفعل خلال أكثر من ثلاث سنوات من تهريب أسلحة وذخائر ومقاتلين فلسطينيين عبر الأنفاق إلى داخل غزة، وأن بعض هؤلاء كانوا وصلوا إلى مصر بجوازات سفر مزورة وآخرين منهم فروا بمساعدة بعض الأفارقة عبر أريتريا والسودان». وأوضح أن «بعض المهربين المصريين في سيناء عاونوا أيضا التنظيم على تهريب الأشخاص والأسلحة إلى غزة»، لكنه أكد أن «القيادة العليا في حزب الله أمرت عقب اغتيال عماد مغنية بعدم تنفيذ عمليات داخل مصر وبأن تركز الخلية نشاطها ضد الإسرائيليين في غزة وداخل إسرائيل نفسها»، مشيراً إلى أن «عمليات وقعت بالفعل، وتلقى الإسرائيليون الرسالة».

وبحسب التحقيقات، فإن الخيط الأول لكشف التنظيم أمسكت به السلطات المصرية عبر بلاغ قدّمه مواطن مصري من سيناء. وذكر المتهم أن القيادي في «حزب الله» محمد قبلان «تردد على القاهرة مرات عدة، وأمرهم بتوزيع نشاطهم وحركتهم في أكثر من مكان، فتم استئجار شقق في أماكن مختلفة لتضليل أجهزة الأمن المصرية وتم تجنيد شبان مصريين غالبيتهم من أبناء سيناء».

إيران: الاتهامات غير صحيحة

وعلقت إيران للمرة الأولى أمس على اعتقال الخلية، معتبرة أن الاتهامات الموجهة إلى «حزب الله» غير صحيحة، ولن يكون لها تأثير في مجرى الاستحقاق النيابي الذي يشهده لبنان في حزيران (يونيو) المقبل. ورأى رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن «السيناريو السياسي الهزيل الأخير ضد حزب الله لن يؤثر في الانتخابات في لبنان».

وأفادت وكالة «مهر للأنباء» أن لاريجاني اعتبر في الجلسة العلنية لمجلس الشورى أن الاتهام المصري «يمثل وثيقة فخر لحزب الله، إذ انه أبدى يقظته وشهامته وشجاعته أمام أميركا وإسرائيل ووقف الى جانب الشعب الفلسطيني»، منتقداً تمسك القاهرة «بحربة الاستعمار القديمة، وهي إثارة الخلافات بين الشيعة والسنة».

وفي دمشق، رأت صحيفة «الوطن» الحكومية في افتتاحية أمس أن «الحكومة المصرية تسعى إلى افتعال مواجهة مع حزب الله وتعبئة الشعب ضده. وأن السياق الوحيد الذي يمكن من خلاله فهم الموقف المصري الأخير من حزب الله، هو أن هناك سيناريو مدروساً من قبل الحكومة المصرية لتحويل الأنظار عن مأزقها الداخلي المتفاقم، عبر البدء بطرح تصورات عن وجود عدو خارجي».

ودخلت إسرائيل على خط الأزمة، إذ اعتبر وزير النقل إسرائيل كاتز المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن نصر الله «يستحق الموت»، معتبراً أن اعتراف الأخير بأن أعضاء في منظمته ضالعون في تهريب أسلحة إيرانية إلى غزة، «عمل حربي». ورأى أن «على مصر أن تفهم أن تدخل إيران في قطاع غزة عبر حماس وحزب الله يشكل تهديداً داخلياً للنظام المصري».

التعليقات