نصر الله يعرض قرائن ومعلومات وصور لاتهام إسرائيل باغتيال الحريري..

كشف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن المقاومة اللبنانية استطاعت التقاط صور رصدتها طائرات التجسس الإسرائيلية لمناطق مختلفة في لبنان وفي سنوات مختلفة

نصر الله يعرض قرائن ومعلومات وصور لاتهام إسرائيل باغتيال الحريري..
كشف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في مؤتمر صحفي عقد مساء أمس الإثنين، أن المقاومة اللبنانية استطاعت التقاط صور رصدتها طائرات التجسس الإسرائيلية لمناطق مختلفة في لبنان وفي سنوات مختلفة، أبرزها التقاط صور رصدتها طائرات التجسس الإسرائيلية لمسار موكب رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري، خصوصاً المكان الذي وقع فيه تفجير موكبه، ومن زوايا متعددة.

كما كشف نصر الله صور رصدتها طائرات التجسس الإسرائيلية تمهيداً لعملية الأنصارية وللعملية ذاتها، إذ تمكنت المقاومة من خلال رصدها وفك تشفير بث الصور من الطائرات الى نصب كمين لجنود وحدة الكوماندوز الاسرائيلي البحري وقتل 12 منهم في العام 1997.

واستعرض نصر الله اعترافات عملاء لأجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تثبت تورطهم في عملية رصد لشخصيات سياسية في لبنان، منهم رئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشيل سليمان، وقائد الجيش وشخصيات اخرى مثل سمير جعجع، اضافة لرصد حركات عناصر في المقاومة.

كما استعرض اعترافات عملاء اقروا بمشاركاتهم في عمليات اغتيال لعناصر المقاومة ومد الاستخبارات الاسرائيلية بالخدمات اللوجيتسية.

وقال نصر الله:" (اسرائيل) عملت منذ 13 سبتمبر 1993 على إقناع رفيق الحريري بأن حزب الله يحاول اغتياله"، موضحا أنه في العام 1996 لاحق أمن المقاومة اللبنانية عميلا لصالح (إسرائيل) كان يجمع معلومات عن حزب الله.

واستعرض نصر الله في مؤتمره الصحافي فيلما عن عميل لبناني كان يعمل لصالح إسرائيل منتصف التسعينات واقنع الحريري عام 93 أن حزب الله حاول اغتياله.

واضاف:" الكل يعلم ان عداوة العدو للمقاومة في لبنان منذ زمن وهي تحاول الاستفادة من أي فرصة للقضاء على المقاومة او نزع سلاحها، مؤكدا أن الرئيس السوري ابلغه أن قائدا عربيا ابلغه أن الامريكيين لا يمانعون بقاء قواته في لبنان بشرط نزع سلاح حزب الله والمخيمات الفلسطينية".

واستند نصر الله في توجيه الاتهام لإسرائيل إلى عدة عوامل، أولها القدرة والإمكانية وتاريخ إسرائيل في استهداف خصومها، وثانيها توافر المصلحة والدافع عند إسرائيل لارتكاب هذه الجريمة، "وقد استخدم هذا الدم (دم الحريري) لإخراج سوريا من لبنان، ويستخدم الآن ضد المقاومة، وثالثها الأسلوب الإسرائيلي".

ولأهمية الأسلوب في إثبات ما يرمي إليه نصر الله تحدث عن عملية أنصارية التي قتل فيها 12 من قوات الكوماندوز الإسرائيلي في كمين لحزب الله، وعرض لقطات فيديو لطريقة مراقبة الطيران الإسرائيلي للأماكن التي يستهدف القيام بعمليات فيها، ومنها طريقة مراقبة القيادي في الحزب علي ديب (أبو حسن) والأخوين مجذوب الذين اغتيلوا لاحقا.

وعرض في المؤتمر الصحفي لقطات من طائرات تجسس إسرائيلية تراقب الطرق التي يسلكها الحريري بين منزله في قريطم وقصر الحكومة ومنتجعه في بلدة فقرا، في أكثر من وقت ومن كل الزوايا -بنفس الطريقة التي روقب فيها الطريق الذي وقعت عليه عملية أنصارية- وهي تركز بشكل أساسي على المنعطفات و"المقاتل" التي يمكن فيها وضع عبوات ناسفة وتكون قريبة من الشاطئ.

وقال نصر الله إن مطابقة الأسلوب الذي روقبت به الشوارع التي يسلكها الحريري مع الأسلوب الذي اتبعته هذه الطائرات في مراقبة الذين استهدفوا لاحقا من كوادر الحزب "تأخذنا لاتهام الإسرائيليين"، وأكد أن الحزب ليست له مراكز أو كوادر في الطرق التي روقبت على اعتبار أن الحريري يسلكها.

وتطرق نصر الله لشبكات التجسس والعملاء التي بدأ الكشف عنها عام 2009 ودور هؤلاء العملاء –حسب اعترافاتهم- في إدخال عناصر الاستخبارات والجنود الإسرائيليين وتقديم المساعدات اللوجستية لهم، وتأمين النقل البري أو البحري مع بقائهم داخل لبنان لأسابيع، ونقل "حقائب سود" إلى حيث يكلفون بها، مع اشتراك بعضهم في زرع عبوات ناسفة.

ومن هؤلاء الجواسيس غسان الجد الذي كان متواجدا في مكان اغتيال الحريري في 13 فبراير/شباط 2005، وسبق له أن آوى مجموعة عمليات تنفيذية إسرائيلية، وسلم ملفه عام 2006 إلى الأجهزة الأمنية، ثم فر لاحقا عام 2009 إلى إسرائيل.

وتساءل عن الهدف من تكليف إسرائيل للعملاء بمراقبة منزل رئيس الدولة ميشال سليمان، وحساب الطريق من الشاطئ إلى منزله ماشيا، ومواعيد زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لرئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، ومراقبة المقاهي في الجبيل ومن يرد عليها من سياسيّي 14 آذار.

ولمح إلى أن هذه المراقبة والمدد التي يقضيها عناصر في الجيش الإسرائيلي في لبنان بعد تسللهم وتأمين تنقلهم بمساعدة الجواسيس، كانت للقيام بعمليات اغتيال في قوى 14 آذار ثم توجيه اللوم والاتهام لحزب الله.

واستغرب عدم تحقيق اللجنة الدولية مع العميل الذي كان يراقب بيت الرئيس، متسائلا "ماذا لو كانت سوريا وراءه؟ هل كان الإعلام سيسكت كما سكت إذ المتهمة به إسرائيل؟، بسبب شهادة زور ألقي أربعة ضباط كبار في السجن واستدعي ضباط سوريون للتحقيق، فلماذا سكت المجتمع الدولي الآن؟".

وفي اتهام لإسرائيل بمحاولة تأجيج الخلاف السني الشيعي وتحويله إلى حرب، أشار نصر الله إلى "عبوة الزهراني" التي كان المستهدف بها رئيس البرلمان نبيه بري، وقال نصر الله إن من قتل "السني رفيق الحريري" أراد قتل "الشيعي نبيه بري" لتحدث فتنة بين الطائفتين.

التعليقات