الناخبون المصريون تدفقوا بالملايين للتصويت على استفتاء الدستور، والنتائج غدا الأحد

تدفق الناخبون الصريون منذ صباح السبت بالملايين على مراكز الاقتراع في القاهرة، للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، في أول اختبار للديموقراطية منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، تعرض خلاله المعارض محمد البرادعي إلى رشق بالحجارة.

الناخبون المصريون تدفقوا بالملايين للتصويت على استفتاء الدستور، والنتائج غدا الأحد

 

تدفق الناخبون الصريون منذ صباح السبت بالملايين على مراكز الاقتراع في القاهرة، للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، في أول اختبار للديموقراطية منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، تعرض خلاله المعارض محمد البرادعي إلى رشق بالحجارة.

وأعلن التلفزيون المصري الرسمي مساء اليوم، إغلاق مكاتب الاقتراع وبدء عملية فرز الأصوات، ويفترض أن تصدر الأحد نتائج هذا الاقتراع الذي قد يحدد وتيرة وإجراءات استعادة المدنيين للسلطة من الجيش الذي يقود البلاد.

ولم يتعين على الناخبين سوى تقديم بطاقات هويتهم للحصول على ورقة الاستفتاء التي تتضمن مواد الدستور المعدلة، وأسفلها دائرتان الخضراء للتصويت بالموافقة، والسوداء لعدم الموافقة. وتشكلت منذ الصباح طوابير طويلة في معظم المراكز الانتخابية في القاهرة، ومختلف المحافظات، للمشاركة في هذا الاقتراع الذي يعتبر بمثابة تدريب ديمقراطي بعد عقود من الانتخابات المزورة.

مهاجمة محمد البرادعي بالحجارة والأحذية لمنعه من التصويت

لكن في دلالة على توترات ما زالت تشهدها البلاد، اعتدى من وصفوا بأنهم "اسلاميون وسلفيون"، على المعارض محمد البرادعي بالحجارة، وحطموا زجاج سيارته في حي شعبي بمنطقة المقطم شرق القاهرة، فلم يتمكن من الإدلاء بصوته.

وأصيب حائز جائزة نوبل للسلام بحجرعلى الأقل في ظهره، عندما اندفع نحوه 300 شخص وهم يرشقونه بالحجارة والأحذية والمياه، ويهتفون "موش عايزينه، موش عايزينه".

وقال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة النووية، في رسالة مقتضبة بثها على شبكة تويتر: "ذهبت للتصويت، هوجمت أنا وأسرتى بتنظيم من البلطجية، هشموا السيارة بالحجارة، لم يتواجد شرطي واحد، إجراء استفتاء فى انعدام الأمن أمر غير مسؤول".

وأعلن البرادعي نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، وكان من أول الداعين إلى التصويت بـ "لا" على التعديلات الدستورية، بينما دعا الإخوان المسلمون التصويت عليها "بنعم".

وفي الاسكندرية (شمال غرب القاهرة)، بلغت بعض الطوابير نحو 300 متر، كما كان الإقبال كثيفا أيضا في عدة مدن على ضفاف قناة السويس في دلتا النيل وسيناء.

وأعرب الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، الذي أعلن نيته الترشح إلى الرئاسة، عن ارتياحه للمشاركة في هذا الاستفتاء، وقال موسى الذي يعارض أيضا تعديل الدستور: "لا يهم إن يصوت الناس بنعم أم لا، المهم هو أن يشارك الناخبون، إننا في حاجة لمصر جديدة".

كما أعرب مرشد الإخوان محمد بديع إثر إدلائه بصوته في المدرسة الاعدادية للبنات في حي المنيل بالقاهرة، عن "سعادته" لأن مصر "تقول صوتها"، وأكد بديع أنه سيحترم نتيجة الاستفتاء أيا كانت، وقال: "سنقبلها وننزل على رأي الشعب، الانتخابات الحرة لا يتنبأ بها أحد، النزول عند رأي الشعب، الشعب مصدر القرارات".

"نعم" تعني فترة انتقالية قصيرة بتعديلات طفيفة مع بقاء الدستور السابق، و"لا" تعني فترة انتقالية طويلة، مع تغيير تام للدستور

ويؤيد الداعون إلى "نعم" في الاستفتاء مرحلة انتقالية قصيرة، مع تغييرات محدودة في الدستور الموروث من عهد مبارك، بينما يدعو المعسكر المقابل إلى دستور جديد، حتى وإن اقتضى ذلك مزيدا من الوقت وتمديد المرحلة الانتقالية.

وقبل ذلك بقليل، نددت الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، إحدى منظمات المجتمع المدني المحلية التي تراقب الاستفتاء، في بيان ب،"تجاوزات لجماعة الإخوان (المسلمين) في الدعاية والتأثير على الناخبين"، وقالت إن "الإخوان والسلفيين يلعبون أدوار أجهزة الامن القديمة".

ومنذ بضعة أيام، تشهد مصر حركة تعبئة قوية للتصويت بالموافقة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ونشرت الجمعيات الشرعية (منظمات غير حكومية اسلامية منتشرة في جميع أنحاء البلاد)، إعلانا في الصفحة الأولى من صحيفة الاهرام الاربعاء الماضي، أكدت فيه أن "المشاركة في الاستفتاء بـ (نعم) واجب شرعي"، كما وضعت قبل بضعة أيام لافتات موقعة باسم جماعة الإخوان في العديد من المحافظات، تؤكد أن التصويت بنعم "واجب شرعي"، غير أنه تم سحبها بعد ذلك.

جماعة الإخوان الملسمين تتهم رافضي التصويت بـ "نعم" بتلقيهم أموالا من أميريكا، ثم تعتذر

واتهمت جماعة الإخوان الجمعة رافضي التعديلات الدستورية بتلقي تمويل اميركي، قبل أن تعتذر مرة أخرى.

وقالت صحيفة المصري اليوم المستقلة السبت، إن "الموقع الرسمي لجماعة الاخوان اتهم رافضي التعديلات الدستورية بالتدليس، وبأنهم يتلقون تمويلا اميركيا", وأضافت أن الموقع نشر على صفحته الرئيسية خبرا بعنوان "حملة مشبوهة للترويج لرفض التعديلات"، ثم اضطر بعد ذلك لحذف الخبر، وأضافت الصحيفة أنه "بعد 24 ساعة من نشر الخبر، أعلن مرشد جماعة الإخوان محمد بديع اعتذاره عن التصرف غير المقبول لموقع الجماعة".

التعليقات