اعتقال فنانين ومثقفين سوريين نظموا مظاهرة في دمشق

اعتقلت الأجهزة الأمنية السورية مساء اليوم الأربعاء، في العاصمة دمشق، عددًا من المثقفين والفنانين السوريين، الذين قاموا بتنظيم مظاهرة، مؤيدين بذلك ,ثورة شعبهم ومطالبه المشروعة، وحقه الكامل في العيش في ظل دولة عادلة وعصرية يحكمها القانون، وتكفل حرية الأفراد"، حسبما ورد في بيان نشروه يوم الثلاثاء.

اعتقال فنانين ومثقفين سوريين نظموا مظاهرة في دمشق

اعتقلت الأجهزة الأمنية السورية مساء اليوم الأربعاء، في العاصمة دمشق، عددًا من المثقفين والفنانين السوريين، الذين قاموا بتنظيم مظاهرة، مؤيدين بذلك تحركات شعبهم الاحتجاجية ومطالبه المشروعة، وحقه الكامل في العيش في ظل دولة عادلة وعصرية يحكمها القانون، وتكفل حرية الأفراد، حسبما ورد في بيان نشروه يوم الثلاثاء.

وأكد ذوو المعتقلين و أصدقاؤهم، اعتقال كلا من الفنانة مي سكاف، وكاتبتي السيناريو ريم فليحان ويم مشهدي، والصحفي إياد شربجي، ونضال حسن، وسارة الطويل، ودانا بقدونس والتوأم المسرحي ملص، وأكدت شقيقة الشاب محمد ملص إصابته نتيجة تعرضه للضرب على يد قوات الأمن.

"مثقفون لأجل الثورة"

وذكر شهود عيان على صفحة "مثقفون لأجل الثورة"، بعضًا من تفاصيل الأحداث التي جرت اليوم، إذ ذكر الناشط أحمد بقدونس، وهو أحد المسؤولين إعلاميا عن تنظيم هذه المظاهرة، توافد ما يقارب 200 متظاهر إلى مكان التجمع عند جامع الحسن في منطقة الميدان، وأنه كان من أول الواصلين إياد شربجي، وريما فليحان، ويم مشهدي والأخوان ملص، وعند الساعة السادسة إلا ربع حاصرت قوات الأمن بكثافة مداخل الحارة، قبل جامع المنصور، وعند جامع الحسن، و أغلقت جميع الطرقات والحارات الجانبية التي قد يتوافد عبرها المتظاهرون للمكان المتفق عليه للتظاهر.

كما ذكر الشاهد الذي كان متوجهًا لمكان التجمع مع عشرات المتظاهرين، أنهم حاولوا اختراق الحاجزالأمني، لكنهم فشلوا لكثافتهم في تلك المنطقة، فتوجهوا إلى منطقة الجزماتية، حيث تظاهر هناك ما يقارب 150متظاهرا آخرين، ومن أمام جامع المنصور هتفوا للحرية على مدار نصف الساعة، و كان من بين المتظاهرين في الجزماتية الفنان القدير خالد تاجا، وفارس الحلو، ومحمد آل راشي، ولم يتعرض أي منهم لأي مضايقات من قبل الأمن.

وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت سابق اليوم، وفقا لوكالة فرانس برس: "كان من المقرر تنظيم تظاهرة للمثقفين في حي الميدان أمام جامع الحسن في دمشق، وقبل انطلاق التظاهرة بدقائق تم اعتقال 20 شخصا في الميدان".

وقال عبد الرحمن إن المثقفين دعوا إلى التظاهرة بهدف "وقف العمليات العسكرية والامنية ضد المتظاهرين والافراج عن معتقلي الراي والضمير والسماح بالتظاهر السلمي وتغيير المادة 8 من الدستور التي تقول ان البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع ومواد اخرى تعطي الرئيس صلاحيات واسعة".

هذا و كان مثقفون و فنانون سوريون قد دعوا أمس الثلاثاء في بيان نشروه في صفحتهم"مثقفون لأجل الثورة"، للتظاهر من أمام الجامع حسن في الميدان، محملين السلطات السورية كامل المسؤولية في حال تعرضهم لأي سوء من أي جهة كانت، سواء خلال التظاهر أو بعده.

بيان المثقفين والفنانين السوريين: دولة عصرية وديموقراطية

وجاء في بيان الفنانين والمثقفين السوريين الذي نشر عشية المظاهرة: "انطلقت منذ 4 شهور انتفاضة شعبية في الداخل السوري، جاءت نتيجة طبيعية للقهر والظلم الذي عاشه المواطن السوري على مدى عقود، وقد أخذت هذه الانتفاضة طابعًا مدنيًّا حضاريًّا سلميًّا، رفع بالمجمل شعارات الحرية والوحدة الوطنية، لكن هذا الحراك المشروع المكفول بحكم القانون، قوبل من السلطات بشتى أنواع العنف والقمع، واستبيحت فيه كلّ المحرمات، فسقط ما يناهز 1800 شهيدا بينهم 82 طفلاً، واعتقل حوالي 12000 مواطن."

وتابع البيان: "نحن كمثقفين وفنانين وصحفيين سوريين، نعتبر أنفسنا أفرادًا من هذا الشعب العظيم، ومنسجمين كل الانسجام مع تطلعاته، ومؤيدين لمطالبه المشروعة، وحقه الكامل في العيش في ظل دولة عادلة وعصرية يحكمها القانون، وتكفل حرية الأفراد.. فإننا نعلن أنه آن الأوان كي نقول كلمتنا في هذا المقام، وأن ننزل إلى الشارع إلى جانب إخوتنا الذين قدّموا من دمائهم وعذاباتهم الكثير، ليجلبوا لنا الحرية؛ هذا الحقّ الذي أقرّته كل الشرائع السماوية، والمواثيق العالمية."

وتضمن البيان مطالب الداعين للمظاهرة والمشاركين فيها: "1- الوقف الفوري والنهائي للحل الأمني ولاستخدام العنف في الشارع بحق المتظاهرين السلميين، والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم ومطالبهم بحرية كاملة، وفق ما نصت عليه المادتان 25 و26 من دستور الجمهورية العربية السورية. 2- معاقبة ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري بمحاكمات عادلة، ومعلنة. 3- إيقاف التحريض والهجمة الإعلامية التي يشنّها الإعلام المحلي على المواطنين المطالبين بالحرية، وعلى المثقفين والإعلاميين السوريين الذين أعلنوا مواقف أخلاقية ومبدئية من هذا الحراك الشعبي. 4- السماح للإعلام العربي والعالمي والمستقل بتغطية الأحداث في البلاد بحرية كاملة، لنقل الحدث على حقيقته. 5- الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين، سواء الذين اعتقلوا في السابق وما زالوا أسرى السجون السورية، أو جرّاء الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد، والذين كان من بينهم الكثير من المثقفين والجامعيين. 6- نطالب قوى المعارضة الوطنية في الداخل والخارج، والتي تنشط خارج حسابات وأجندات القوى الخارجية، نطالبها بتوحيد صفوفها والخروج بتصوّر مشترك للدولة المدنية الديمقراطية التي نحلم بها جميعًا."

التحذير من التعرض لهم

وحذر منظمو المظاهرة من التعرض لهم، وقالوا إنهم يحملون السلطات المؤسولية عن حصول مثل ذلك: "هذا وسنقيم هذه التظاهرة في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء، 13 تموز الجاري، من أمام جامع الحسن بمنطقة الميدان بدمشق، معتبرين هذا الإعلان بمثابة إخطار للسلطات السورية، سيما وأنها تسمح يوميًّا بعشرات المسيرات المؤيدة التي تخرج دونما ترخيص في كافة المحافظات السورية، وتمدّها بكل الدعم الذي تتطلبه. وفي هذا الإطار، فإننا نحمّل السلطات السورية كامل المسؤولية في حال تم التعرّض لنا بأي سوء من أي جهة كانت، خلال أو بعد التظاهرة.

مي سكاف توبخ نجدت إسماعيل أنزور لدفعه شركات إنتاج سورية

إصدار بيان لوقف عمل الفنانين المطالبين بفك الحصار عن درعا

التعليقات