الاحتفاء بمرور 150 عاما على ميلاد جرجي زيدان.. اول من نبه من "الخطر الصهيوني"

لافتا إلى ان "جرجي زيدان كان اول من حذر من خطر الحركة الصهيونية على ارض فلسطين في كتابه، رحلة الى فلسطين، حيث زار كل المستوطنات وكتب حلقات عدة في "الهلال" اشار خلالها إلى ان فلسطين ستضيع اذا استمرت الحال على ما هي عليه".

الاحتفاء بمرور 150 عاما على ميلاد جرجي زيدان.. اول من نبه من

احتفى معرض القاهرة الدولي للكتاب الاحد بمرور 150 عاما على ميلاد الكاتب العربي جرجي زيدان الذي كان اول من نبه من "الخطر الصهيوني" على ارض فلسطين قبل صدور وعد بلفور.


واقيمت الاحتفالية في إطار ندوة خصصت له تحت عنوان "150 عاما على ميلاد جرجي زيدان.. قرن ونصف من التنوير".


فتحدث مدير الندوة ورئيس مجلس ادارة دار "الهلال" التي اسسها زيدان عام 1892 الكاتب والمؤرخ حلمي النمنم لافتا إلى ان "جرجي زيدان كان اول من حذر من خطر الحركة الصهيونة على ارض فلسطين في كتابه، رحلة الى فلسطين، حيث زار كل المستوطنات وكتب حلقات عدة في "الهلال" اشار خلالها إلى ان فلسطين ستضيع اذا استمرت الحال على ما هي عليه".


اضاف النمنم "ولعل ما حدث بعد ذلك من صدور وعد بلفور وضياع جزء كبير من فلسطين عام 1948 وما تلاه من مآس فلسطينية، تجعل ما قاله جرجي زيدان نبوءة تحققت".


وتطرق النمنم في كلمته الى سيرة حياة زيدان قائلا انه "احد الاعمدة المستنيرة في الثقافة العربية. فقد قصد مصر لدراسة الطب وهو لا يملك المال. لكنه عمل في الصحافة واسس مجلة "الهلال" ولعب دورا مهما كمؤرخ للتراث الاسلامي والعربي. ومن بين أبرز كتبه في هذا المجال "تاريخ التحدث الاسلامي".


وتابع النمنم أن ذلك يأتي إلى جانب "مشروعه الضخم في كتابة التاريخ الاسلامي على شكل روائي فى 21 مؤلفا. وكنا في دار "الهلال" قد اصدرنا رواية "الحجاج بن يوسف الثقفي" احتفالا بذكرى ميلاده ال 150، الا انها نفذت فور صدورها".


واوضح النمنم ان "كتاب زيدان "تاريخ مصر في العصر العثماني" وهو عبارة عن مجموعة من المحاضرات كان يلقيها لطلبة كلية الاداب عند افتتاح الجامعة المصرية، يعتبر اضافة مهمة في المكتبة العربية. لكن طيور الظلام في تلك الفترة هاجموا تدريسه للتاريخ الاسلامي في حين أنه مسيحي، ما أدى فى النهاية الى غلبة المتعصبين الاسلاميين واعتذار جرجي زيدان عن إلقاء هذه المحاضرات. في المقابل لم يعارضوا تدريس المستشرقين في الجامعة".


من جانبه اعتبر رئيس تحرير مجلة الهلال عادل عبد الصمد ان "زيدان جسد روح الثورة من خلال مجلة "الهلال" التي صدرت عام 1892 لتشق الطريق امام مشروع ثقافي مهم. فقدم من خلال المجلة عددا كبيرا من الترجمات الاجنبية والعربية ودعا إلى الحفاظ على الثقافة الشرقية، مع الاخذ بعين الاعتبار كل ما هو حديث ومفيد. كذلك اهتم بنظرية داروين "النشوء والارتقاء" وكان مؤمنا بالاختلاف وفتح المجلة امام نقاشات معارضي هذه النظرية ومؤيديها".


واوضح عبد الصمد ان "جرجي زيدان كان من ابرز المدافعين عن حرية الصحافة وكذلك عن تحرر المرأة، فسبق في ذلك محرر المرأة المصري قاسم امين. وعلى الرغم من انه توفي وهو لم يبلغ بعد الخمسين من عمره، الا انه قدم اعمالا جليلة استكملها من بعده أبنائه اميل وشكري. فصدرت "الكواكب" ومجلة "سمير" للاطفال و"المصور" وكتاب "الهلال" ورواية "الهلال".


اما الكاتب والمؤرخ احمد الطماوي فقد كشف عن ابداع زيدان الشعري ومواقفه في ما يتعلق بالقصيدة العربية كونه كان ايضا يكتب الشعر. وقال أن جرجي زيدان "نادى بوحدة القصيدة لتجاوز استهلالات العرب لقصائدهم من غزل او خمريات"، مشيرا الى انه "يجب التركيز على هذا الجانب في شخصية زيدان حيث ما زالت علاقته بنظم الشعر مجهولة لدى كثيرين، وكذلك مواقفه النقدية تجاه الشعر والادب والمسرح".


إلى ذلك اعتبر استاذ النقد في جامعة حلوان حامد ابو احمد أن "زيدان هو صاحب إرادة قوية، فقد قصد مصر وشيد هذه المؤسسة العملاقة وكان مؤرخا عميق الدراسة كما نرى في كتبه من قبيل "تاريخ العرب قبل الاسلام" و"التمدن فى العالم الإسلامى".
 

التعليقات