الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة في ذمة الله

أعلن في الجزائر اليوم، عن وفاة الرئيس الجزائري الأسبق، أحمد بن بلة، في منزل العائلة بالجزائر العاصمة، عن عمر يناهز 96 عاما، وبعد صراع طويل مع المرض، وذلك حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن أقارب له.

الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة في ذمة الله

- الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة -

أعلن في الجزائر اليوم، عن وفاة الرئيس الجزائري الأسبق، أحمد بن بلة، في منزل العائلة بالجزائر العاصمة، عن عمر يناهز 96 عاما، وبعد صراع طويل مع المرض، وذلك حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن أقارب له.

ولد الرئيس أحمد بن بلة، والذي يعد أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة، عام 1916 بمدينة مغنية، وتلقى تعليمه الثانوي بمدينة تلمسان، وقد أدى الخدمة العسكرية سنة 1937.

وهو أحد المؤسسين البارزين لحزب جبهة التحرير الوطني الذي حكم الجزئار طيلة 30 عاما، وكان أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عن الاستعمار الفرنسي من عام 1963 لغاية 1965، حين انقلب عليه الرئيس الراحل هواري بومدين.

مقاومة الاستعمار الفرنسي

انضم بن بلة إلى حزب الشعب الجزائري، ثم إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية، ثم انتخب سنة 1947 مستشارا لبلدية مغنية.

انخرط بن بلة في مقاومة الاستعمار الجزائري، فكان من مؤسسي منظمة خاصة لذلك، وشارك في عملية مهاجمة مكتب بريد وهران عام 1949 بمعية حسين آيت أحمد ورابح بطاط.

ألقت سلطات الاستعمار الفرنسي القبض على بن بلة سنة 1950 بالعاصمة، وحكم عليه بعد سنتين من السجن بسبع سنوات سجن إضافية، لكنه هرب من السجن سنة 1952 ليلتحق في القاهرة بآيت أحمد و محمد خيذر، وكونوا هناك فيما بعد الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني.

أول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة

قبض عليه مرة أخرى سنة 1956 خلال عملية القرصنة الجوية التي نفذها الطيران العسكري الفرنسي ضد الطائرة التي كانت تنقله من المغرب نحو تونس، وقد كان برفقة أربع قادة آخرين لجبهة التحرير الوطني هم محمد بوضياف ، ورابح بيطاط ، وحسين آيت أحمد ، ومصطفى لشرف) .

أطلق سراحه سنة 1962، وشارك في مؤتمر طرابلس الذي تمخض عنه خلاف بينه وبين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.

في 15 أيلول / سبتمبر 1963، انتخب أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة، وفي 1965 عزل  من الرئيس الراحل هواري بومدين فيما سمي بالتصحيح الثوري، وظل معتقلا إلى غاية 1980، و بعد إطلاق سراحه أنشأ بفرنسا الحركة الديمقراطية بالجزائر.

العودة إلى الجزائر

عاد بن بلة إلى الجزائر بعد أحداث 5 تشرين الأول / أكتوبر 1988، وهي انتفاضة شبان جزائر العاصمة ضد نظام الرئيس الشاذلي بن جديد، والتي راح ضحيتها أكثر من 200 قتيلا، مستفيدا من الانفتاح السياسي الذي عرفته الجزائر في تلك الفترة، والذي سمح بإنشاء أحزاب سياسية معارضة ووسائل إعلام خاصة، وكان في استقبال بن بلة في مطار الجزائر حشود غفيرة رأت فيه المنقذ للجزائر.

سعى بن بلة إلى إيجاد مخرج سياسي للأزمة التي كانت تعيشها الجزائر بعد إلغاء الجيش للانتخابات التشريعية في 1992، والتي فاز بها حزب "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" بأغلبية المقاعد، وشارك في المؤتمر الدولي الذي نظمته كنيسة "سان تي جيديو" بإيطاليا مع عدد من الوجوه السياسية الجزائرية المقربة من الإسلاميين، لكن اللقاء لم يتوصل إلى أي نتيجة ملموسة، بل وجهت له انتقادات لاذعة من المؤسسة العسكرية والأحزاب الديمقراطية التي اتهمته بالوقوف إلى جانب الإسلاميين.

صداقة عميقة مع الرئيس جمال عبد الناصر

ارتبط بن بلة بصداقة عميقة مع الزعيم المصري جمال عبد الناصر، وساند أفكاره القومية إلى درجة أنه فرض على الجزائر النهج السياسي والايديولوجي نفسه الذي كان يتبعه عبد الناصر، وشرع الأبواب أمام المدرسين المصريين كخطوة أولى لتعريب النظام التعليمي الجزائري الذي كان فرانكوفونيا.

كما كان لبن بلة علاقات جيدة مع عدد من القادة العرب الآخرين، مثل صدام حسين الذي زاره في العراق مرات عديدة، والعقيد الليبي المخلوع، الراحل معمر القذافي، إضافة إلى قادة من المعسكر الاشتراكي السابق.

فجر بن بلة قنابل عديدة واستفز شرائح كبيرة من الشعب الجزائري عندما قال مثلا إنه صحيح ولد في الجزائر، لكنه من أصل مغربي، أو عندما وصف عبان رمضان، أحد مهندسي الثورة الجزائرية، بالخائن.

التعليقات