تصاعد الانتقادات لزيارة البطريرك الراعي للأراضي المحتلة والأخير يواصل التبرير

وتابع يقول، ولا يمكن للزيارة البطريركيّة، إلا أن تدرج في هذا السياق! يعرف غبطة البطريرك حتماً الحملات التي تخاض لتوريط مسيحيي فلسطين بالانخراط في جيش العدو، وتساهم فيها أقليّة بينها رجال دين مثل جبرائيل ندّاف. سمع غبطته بلا شك بقوانين التمييز الطائفي بين الفلسطينيين ـــ مسيحيين ومسلمين ـــ التي باشرت بتطبيقها سلطات الاحتلال، بغية تفتيت الوحدة الوطنية، والمضي في عزل المسيحيين، وتدجين من لا يزال، داخل الخط الأخضر، يقاوم الاقتلاع وطمس الهويّة واغتصاب الحقوق

تصاعد الانتقادات لزيارة البطريرك الراعي للأراضي المحتلة والأخير يواصل التبرير

 

في وقت تتواصل فيه الانتقادات ضد الزيارة التي يعتزم القيام بها للاراضي المحتلة بحجة استقبال بابا الفاتيكان واتهامه بالتطبيع مع العدو،اأكد البطريرك الماروني بشارة الراعي انه يعرف حدوده وأن لبنان يعتبر اسرائيل دولة عدوة، معتبراً أن جزءاً من اللبنانيين يطلقون انتقادات من دون معنى، أكدت اوساط بكركي لـ"السفير" أن الراعي "لن يقع في الفخ".

واستغربت هذه الأوساط كل هذا "الغبار" المرافق للزيارة، مؤكدة انه "ليس كل من يذهب الى الأراضي المقدسة يقول لإسرائيل مبروك احتلالك لفلسطين". ولفتت الانتباه الى انه عندما يدعى البابا الى المنطقة، يصبح استقباله واجباً وليس اقتراحاً، علماً أن البطريرك كاردينال ايضاً، ما يضاعف واجباته تجاه رأس الفاتيكان، فلا يرسل له من يمثله وإنما يذهب شخصياً لاستقباله في قلب الشرق.

وشددت الأوساط على "ان البطريرك ليس دولة، ولا يتمتع بأي هوية سياسية، ويتوجه الى القدس كرجل دين مسيحي". وأكدت ان "البطريرك لن يتعاطى، لا من قريب ولا من بعيد، مع الطاقم الاسرائيلي"، مؤكدة انه "جرى تنسيق كل الامور مع الكنيسة اللاتينية هناك ومع مطران الموارنة في حيفا والاراضي المقدسة موسى الحاج".

في غضون ذلك توجت صحيفة "الأخبار" اللبنانية صفحتها الأولى بعنوان لافت هو "الوصية ااـ11 لا تطبع" وكتب تحته المحرر في الصحيفة بيار أبو صعب كلمة تضمنت انتقادات حادا لخطوة البطريرك الراعي جاء فيها،  "المبادرة، المفاجئة من شخصيّة وطنيّة مثل الكاردينال بشارة الراعي، أيّاً كانت التزاماته الروحيّة وواجباته الكنسيّة، قد تكون لها عواقب خطيرة على الوحدة الوطنيّة، وانعكاسات سلبيّة، ليس فقط على فئة من صميم الشعب اللبناني حملت مشعل الوطنيّة والعروبة والتنوير والنهضة والمقاومة منذ قرون، بل أيضاً على مسيحيي الشرق بشكل عام. نظراً للمنصب الروحي الأرفع الذي يتحلّى به الكاردينال الراعي في المشرق العربي، ولموقع مسيحيي لبنان المحوري، من الصراعات الدائرة في المنطقة.

وأضاف الكاتب، "يتعرّض «مسيحيّو الشرق» اليوم لكل أشكال الضغوط والابتزازات والمذابح. كل العذر على استعمال هذا التصنيف الاستعماري الذي غذّته أزمنة الانحطاط والمذهبيّة. يراد للمسيحيين اليوم، بعد أن تمّ فرزهم، أن يكونوا كبش فداء. يراد للمسيحيين اليوم أن يكونوا رأس حربة في مخطط تفتيتي وتطبيعي جديد يراد لهم أن يكونوا رأس الحربة في مخطط تفتيتي وتطبيعي جديد تخوضه اسرائيل بمساعدة حلفائها ورعاتها، لكسر عزلتها الحضاريّة والسياسيّة، وتجاوز عجزها العسكري أمام ارادة الشعوب.

وتابع يقول،  ولا يمكن للزيارة البطريركيّة، إلا أن تدرج في هذا السياق! يعرف غبطة البطريرك حتماً الحملات التي تخاض لتوريط مسيحيي فلسطين بالانخراط في جيش العدو، وتساهم فيها أقليّة بينها رجال دين مثل جبرائيل ندّاف. سمع غبطته بلا شك بقوانين التمييز الطائفي بين الفلسطينيين ـــ مسيحيين ومسلمين ـــ التي باشرت بتطبيقها سلطات الاحتلال، بغية تفتيت الوحدة الوطنية، والمضي في عزل المسيحيين، وتدجين من لا يزال، داخل الخط الأخضر، يقاوم الاقتلاع وطمس الهويّة واغتصاب الحقوق. ولعلّ غبطته يربط بين المكر الدموي الاستيطاني لسياسات اسرائيل، وبين انفلات الهمجيّات التكفيريّة التي أخرجها الربيع العربي المجهض من مجارير التاريخ، وغذتها تيوقراطيّات النفط بمباركة الغرب حامي إسرائيل، لتلتهم آخر أمل للعرب بالتقدّم والحريّة. وكان أبناء الطوائف المسيحيّة أيضاً في طليعة ضحاياها.

 

التعليقات