​الرياض: قمة مجلس التعاون الخليجي بحضور أوباما

يشارك الرّئيس الأميركيّ، باراك أوباما، الخميس في قمّة مع قادة دول مجلس التّعاون الخليجيّ في الرّياض يأمل فيها تعزيز دور هذه الدّول في مكافحة تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش).

​الرياض: قمة مجلس التعاون الخليجي بحضور أوباما

يشارك الرّئيس الأميركيّ، باراك أوباما، الخميس في قمّة مع قادة دول مجلس التّعاون الخليجيّ في الرّياض يأمل فيها تعزيز دور هذه الدّول في مكافحة تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش).

وتأتي القمّة غداة قمّة بين أوباما والعاهل السّعوديّ، الملك سلمان بن عبد العزيز، طرح خلالها إضافة إلى موضوع مكافحة الجهاديّين، ملفّ النّزاع السّوريّ، حيث جدّد الطّرفان تأكيد استبعاد أيّ دور مستقبليّ للرئيس بشّار الأسد، وملفّ النّزاع اليمنيّ حيث تقود السّعوديّة تحالفًا داعمًا للحكومة.

وتشارك معظم دول الخليج في التّحالف الذي تقوده واشنطن منذ صيف 2014 ضد تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) الذي يسيطر على مساحات من سورية والعراق.

وتأتي زيارة أوباما بعد أيّام من إعلان وزير دفاعه، آشتون كارتر، الموجود أيضًا في السّعوديّة، زيادة عدد الجنود الأميركيّين في العراق وإرسال مروحيّات لدعم القوّات العراقيّة في مواجهة الجهاديّين.

وأعلنت وزارة الدّفاع الأميركيّة مساء الأربعاء، أنّ قاذفة من طراز 'بي 52' شاركت للمرّة الأولى في استهداف الجهاديّين بالعراق.

وبعد تراجع التّنظيم في بعض مناطق سيطرته خلال الأشهر الماضية لا سيّما مدينة الرّمادي العراقيّة، يرغب أوباما في تعزيز الحرب ضدّ الجهاديّين، خصوصًا لمحاولة استعادة الموصل في شمال العراق، والتي شكّلت سيطرة التّنظيم عليها في حزيران/يونيو 2014، مفتاح تنامي نفوذه.

كما ترغب واشنطن في انخراط أكبر لدول الخليج في عمليّة إعادة إعمار المناطق العراقيّة، وهو ما أثاره  كارتر الأربعاء مع نظرائه الخليجيّين.

وقال الوزير الأميركيّ 'أشجع شركاءنا في دول مجلس التّعاون على القيام بالمزيد، ليس فقط عسكريًّا كما تفعل السّعوديّة والإمارات (بالمشاركة عسكريًّا في التّحالف) وأنا أقدّر ذلك كثيرًا، لكن أيضًا سياسيًّا واقتصاديًّا'.

حلّ نزاعات المنطقة

القمّة هي الثّانية بين الولايات المتّحدة ودول الخليج منذ أيّار/مايو الماضي، حينما عقد اجتماع مماثل في منتجع كامب ديفيد الأميركيّ.

وترى إدارة أوباما أنّ حلّ نزاعات المنطقة، خصوصًا ذاك المستمرّ منذ خمسة أعوام في سورية، هو مفتاح للتركيز على مواجهة الجهاديّين.

وشكّلت هذه الملفّات نقاط بحث خلال لقاء أوباما والملك سلمان في قصر عرقة بالرياض، بحسب ما أفاد بيان للبيت الأبيض، مساء الأربعاء.

وأوضح البيان أنّ أوباما 'شدّد على أهميّة تسريع الحملة ضد تنظيم الدّولة الإسلاميّة، ورحّب بالدّور المهمّ للمملكة العربيّة السّعوديّة في التّحالف'.

وفي الشّأن السّوريّ، ناقش الجانبان 'أهميّة تعزيز وقف الأعمال القتاليّة والتزام دعم عمليّة انتقال سياسيّ بعيدًا عن الأسد' الذي يشكّل مصيره نقطة خلاف أساسيّة بين المعارضة والدّول الدّاعمة لها، ومنها الولايات المتّحدة والسّعوديّة، والدّول الحليفة للنظام وأبرزها روسيا وإيران.

ودخل اتّفاق وقف الأعمال القتاليّة في سورية حيّز التّنفيذ نهاية شباط/فبراير، إلّا أنّه بات في الآونة الأخيرة مهدّدًا بالانهيار مع تكثيف العمليّات العسكريّة ميدانيًّا وقصف جويّ عنيف من النّظام لمناطق تسيطر عليها المعارضة. وألقت هذه الخروقات بظلّها على مفاوضات السّلام غير المباشرة المقامة في سويسرا، حيث علّق الوفد المعارض مشاركته.

وفي الشّأن اليمنيّ حيث تقود السّعوديّة تحالفًا عربيًّا منذ آذار/مارس 2015 دعمًا لحكومة الرّئيس عبد ربّه منصور هادي في مواجهة المتمرّدين الحوثيّين وحلفائهم من الموالين للرئيس السّابق علي عبدالله صالح، رحّب أوباما بوقف إطلاق النّار الذي بدأ تطبيقه قبل أكثر من 10 أيّام، 'والتزام الملك توفير المساعدة الإنسانيّة' لكلّ مناطق اليمن.

وبدأ وقف إطلاق النّار منتصف ليل 10-11 نيسان/أبريل، تمهيدًا لمباحثات سلام برعاية الأمم المتّحدة كان من المقرّر أن تنطلق في الكويت في 18 من الشّهر نفسه. وشهد الاتّفاق خروقات من الطّرفين اللذين تبادلا الاتّهامات بالمسؤوليّة عن ذلك.

وامتنع المتمرّدون بداية عن الحضور بسبب هذه الخروقات، إلّا أنّهم أعلنوا الأربعاء موافقتهم على الانضمام إليها بعد تطمينات باحترام الهدنة.

وأفادت تنظيمات جهاديّة مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) من النّزاع اليمنيّ لتعزيز نفوذها خصوصًا في جنوب البلاد.

ويقول مستشار الرّئيس الأميركيّ، روب مالي، إنّ التّوصّل لحلّ في سورية واليمن أساسيّ نظرًا للأوضاع الإنسانيّة الصّعبة في البلدين، ولكن أيضًا 'لتتمكّن الدّول المنخرطة في المعارك، عند التّوصّل إلى حلّ، من التّفرّغ لمكافحة تنظيم الدّولة الإسلاميّة وتنظيم القاعدة'.

'تدخلات إيران'

ويتوقّع أن يؤكّد أوباما لدول الخليج، الحليفة التّقليديّة لواشنطن، دعم بلاده في مواجهة 'التّدخّلات الإيرانيّة'. وشكل الاتّفاق النّوويّ الذي أبرمته الدّول الكبرى مع طهران، إحدى نقاط التّباين الأساسيّة في العلاقة بين واشنطن والرّياض التي قطعت علاقتها مع طهران مطلع السّنة الجارية.

وفي حين تدعو دول خليجيّة إلى توقيع معاهدة دفاع مشترك بينها وبين الولايات المتّحدة على غرار معاهدة حلف شمال الأطلسيّ، استبعدت واشنطن ذلك، مع تأكيدها في الوقت نفسه التزامها أمن دول الخليج.

وبحسب كارتر، فإنّ بلاده أعطت الضّوء الأخضر 'لأكثر من 33 مليار دولار' من عقود التّجهيزات العسكريّة لدول الخليج منذ عام.

اقرأ/ي أيضًا| أوباما يصل الرياض: "التزام أميركي واضح بالتصدي لإيران"

وضاعف الجانبان من الدّوريات البحريّة المشتركة في مياه الخليج، ونفّذا تدريبات عسكريّة مشتركة. كما يعملان على مشروع دفاع جويّ وصاروخيّ مشترك للدول السّتّ المنضوية تحت مجلس التّعاون.

التعليقات