"داعش" يتسلح بالانتحاريين والألغام بمعركة الموصل

في الوقت الذي تواصل قوات التحالف معاركها لتحرير الموصل، اصطدمت بمفخخات وانتحاريين من التنظيم حال دون تقدمهم،واتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، "جهات داخلية"، بدعم توجهات تنظيم "داعش"، فيما حذر من لجوء التنظيم إلى استخدام وسائل أخرى.

"داعش" يتسلح بالانتحاريين والألغام بمعركة الموصل

في الوقت الذي تواصل قوات التحالف معاركها في الموصل في مواجهة تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش)، اصطدمت بمفخخات وانتحاريين من التنظيم حال دون تقدمهم، حيث اتهم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، 'جهات داخلية (لم يسمها)'، بدعم توجهات تنظيم 'داعش'، فيما حذر من لجوء التنظيم إلى استخدام وسائل أخرى في ظل تضييق الخناق عليه بالعراق.

ورغم التقدم الذي أحرزته القوات العراقية بالميدان، بيد أنه العمليات العسكرية في اليوم السادس لمعركة تحرير الموصل تجابه بهجمات مضادة من عناصر التنظيم. هذا الإرباك والمد والجزر بالمعارك دفع بوزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، لزيارة إلى العاصمة العراقية بغداد، صباح اليوم السبت، في زيارة غير معلن عنها، لتقييم عملية تحرير مدينة الموصل من تنظيم 'داعش' الإرهابي.

وانطلقت الحملة العسكرية لتحرير الموصل، فجر الإثنين الماضي، وهي الأكبر منذ اجتياح 'داعش'، لشمال وغرب البلاد وسيطرته على ثلث مساحة العراق في صيف 2014.

وتحظى الحملة العسكرية بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأكيركية.

وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى، اليوم السبت، إن القوات العراقية استأنفت عملياتها، في اليوم السادس، من معركة استعادة مدينة الموصل، وبدأت باقتحام بلدتي تلكيف شمال الموصل وقراقوش جنوب شرق الموصل.

وقال العقيد محمد الجبوري للأناضول، إن 'القوات العراقية من الجيش والشرطة والبيشمركة استأنفت عملياتها فجر اليوم من عدة محاور ضمن عملية استعادة الموصل وشنت عدة هجمات على دفاعات داعش في كل من بلدة تلكيف (مركز قضاء تلكيف، 18 كلم شمال شرق الموصل) وبلدة قراقوش (مركز قضاء الحمانية، 15 كم جنوب شرق مدينة الموصل)'.

وتلكيف وقراقوش هما بلدتان يسكنها أغلبية مسيحية من السريان الكاثوليك والأرثوذكس، وهما بالإضافة الى بلدة الشيخان، الأقطاب الثلاثة لسهل نينوى.

وقال الجيش العراقي إن قواته أطلقت عملية اليوم السبت لاستعادة السيطرة على بلدة قرة قوش المسيحية قرب الموصل آخر مدينة رئيسية في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

وعندما اجتاحت الدولة الإسلامية المنطقة في 2014 تم إخلاء قرة قوش التي تبعد نحو 20 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من الموصل.

وفي الأسبوع الماضي سيطرت وحدات خاصة عراقية على بلدة برطلة المسيحية إلى الشمال من قرة قوش.

وزير الدفاع الأميركي في بغداد لتقييم عملية الموصل  

ولتفقد سير العمليات الميدانية، وصل وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، إلى العاصمة العراقية بغداد، صباح اليوم السبت، في زيارة غير معلن عنها، لتقييم عملية الموصل.

وتأتي هذه الزيارة غداة إجرائه محادثات مع المسؤولين الأتراك في أنقرة، صرح خلالها أنه تم الاتفاق مع أنقرة من حيث المبدأ على مشاركة أنقرة في هذه العملية.

وقال مصدر في وزارة الخارجية العراقية إن 'وزير الدفاع الأميركي وصل اليوم إلى مطار بغداد الدولي برفقة عدد من مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية، وذلك في زيارة مفاجئة لم تعرف مدتها'.

وأضاف أن 'كارتر سيلتقي برئيس الوزراء حيدر العبادي في وقت لاحق من اليوم لبحث وتقييم معركة تحرير الموصل'.

وتقود الولايات المتحدة، تحالفا دولياً مكونًا من نحو 60 دولة، يشن غارات جوية على معاقل 'داعش' في العراق وسورية، كما يتولى جنود أميركيون تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية لتعزيز قدرتها في الحرب ضد التنظيم.

انتحاريو داعش وقذائفه تعرقل تقدم القوات العراقية

وميدانيا، يؤكد شرطي عراقي 'نحتاج إلى سيارة إسعاف'، بعد انفجار شاحنة مفخخة يقودها انتحاري مما أدى إلى جرح شرطي وابطأ تقدم القوات العراقية. وكانت القوات العراقية تحاول التقدم باتجاه قرية في محافظة نينوي غير البعيدة عن الموصل عندما استهدفها مقاتلون تابعون لتنظيم 'داعش' بأسلحة رشاشة وقذائف هاون. وبعد ذلك تقدم الانتحاري آملا في قتل أكبر عدد ممكن من الشرطيين عند تفجير نفسه.

وقال الضابط في الشرطة الاتحادية العراقية فاروق أحمد محمد لوكالة فرانس برس إن رجال الشرطة 'قاموا بتفجيره' قبل أن يصل إليهم، موضحا أن شرطيا واحدا أصيب بجروح طفيفة.

واستمر تبادل إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة ثم قذائف الهاون لساعات بعد ذلك، مما أجبر القوات العراقية على التراجع بعد تقدم طفيف.

وتكشف سلاح 'داعش' بالانتحاريين حتى عندما يكونون قلة، في عرقلة تقدم قوات مسلحة أكبر منهم بكثير ومدججة بالسلاح، خصوصا عندما يكون هناك مدنيون، والأمر الآخر الذي يعرقل الهجوم العراقي وهو القنابل التي زرعها عناصر 'داعش' على جانبي الطرق.

العبادي يتهم 'جهات عراقية' بدعم توجهات 'داعش'

وعلى المستوى الرسمي، اتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، 'جهات داخلية (لم يسمها)'، بدعم توجهات تنظيم 'داعش'، فيما حذر من لجوء التنظيم إلى استخدام وسائل أخرى في ظل تضييق الخناق عليه بالعراق.

جاء ذلك في كلمة للعبادي، اليوم السبت، خلال مؤتمر ببغداد عقده رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم بعنوان 'الصحوة الإسلامية'.  

وأفاد بأن 'عملية استعادة الموصل شمالي العراق، متواصلة بنجاح، والقوات الأمنية بإسناد من طيران الجيش والقوة الجوية والتحالف الدولي، تحرر المناطق الواحدة تلو الأخرى'.

وتابع العبادي، أن 'هناك بعض الأصوات تتعالى تزامنًا مع عمليات تحرير الموصل، لعرقلة جهود القضاء على 'داعش''.

اقرأ/ي أيضًا | "داعش" يعدم مدنيين ويستعد لنشر دروع بشرية بالموصل

ودعا دول الجوار إلى 'التوحد في دعم العراق في الحرب ضد 'داعش'، خاصة وأن هذا التنظيم ليس وليد الصدفة، بل هو تنظيم دولي يحاول زعزعة الأمن في المنطقة والعالم، ويحاول رسم الخارطة الجغرافية للدول بطريقة هو يريدها'.

التعليقات