السودانيون يرفضون انقلاب بن عوف ويطالبون بحكومة انتقالية مدنية

أكدت قوى المعارضة في السودان، اليوم الخميس، عن رفضها التام لما ورد في بيان القوات المسلحة واعتبرته "انقلابا عسكريا"، وسط دعوات متواصلة للحفاظ على الاعتصام أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة وفي بقية الأقاليم وللبقاء في الشوارع في كل مدن

السودانيون يرفضون انقلاب بن عوف ويطالبون بحكومة انتقالية مدنية

(أ ب)

أكدت قوى المعارضة في السودان، اليوم الخميس، عن رفضها التام لما ورد في بيان القوات المسلحة واعتبرته "انقلابا عسكريا"، وسط دعوات متواصلة للحفاظ على الاعتصام أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة وفي بقية الأقاليم وللبقاء في الشوارع في كل مدن السودان، حتى تسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية تعبر عن قوى الثورة.

وفيما يطالب الجيش السوداني المواطنين بالتزام بحظر التجول، المعلن من الساعة العاشرة مساءً وحتى الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي، محذّرًا من "المخاطر التي قد تترتّب على عدم الالتزام بحظر التجوال"، في حين يواصل المتظاهرون احتجاجاتهم في الشارع.

وواصل آلاف السودانيين، مساء الخميس، الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم، رغم سريان حظر التجول، الذي يبدأ الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي.

(أ ب)

وردد المشاركون هتافات مناوئة لوزير الدفاع، عوض بن عوف، الذي أعلن في وقت سابق، عزل البشير، وبدء فترة انتقالية، وإعمال حالة الطوارئ، وفرض حظر التجوال لشهر بدءًا من مساء الخميس.

وطالب المحتجون في هتافاتهم بـ "إسقاط بقية أركان النظام"، مضيفين إلى هتافهم الأشهر "يسقط بس" عبارة "يسقط تاني" للتعبير عن مطالبتهم بإسقاط بقية النظام. كما شددوا على استمرار اعتصامهم حتى تسليم السلطة لحكومة مدنية تدير المرحلة الانتقالية إلى حين حصول انتقال للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية.

وأعلن التلفزيون الرسمي في السودان، مساء الخميس، أن بن عوف، أدى اليمين الدستورية، رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الحكومي آداء بن عوف، القسم بحضور رئيس القضاة عبد المجيد إدريس.

فيما أدى رئيس أركان الجيش، كمال عبد المعروف، اليمين الدستورية، نائبا لرئيس المجلس الانتقالي. 

دعوات لكسر حظر التجول

ودعا تجمع "المهنيين السودانيين"، الجهة المنظمة للاحتجاجات، إلى كسر حظر التجول، وقال التجمع في بيان نشر على صفحته الرسمية على "فيسبوك" إن "النظام الفاسد والساقط فعليًا يتعلق بآخر قشة في ترسانته البائسة، يحاول خداعنا باستبدال سفاح بآخر أكثر دموية في مسرحية هزيلة الإخراج لوقف المد الثوري لشعبنا العظيم".

وأعتبر أن النظام "المتساقط قد يتجرأ على اعتقال بعض الثوار لبعض الوقت، ولكن، ما لا طاقة له به هو  اعتقال شعب كامل وحظر حريته وتقييد حركته. النظام ضيف الباطل، وها هو يحدد لأهل الحق أين يروحون ومتى يغدون، عبر قانون حظر التجول. إن حرية هذا الشعب العظيم مما لا يمكن حظره ولا تقييده".

ووجه التجمع نداء للمواطنين قائلا: "فلنكسر حظر التجول ونضع الأمور في نصابها. ثورتكم مستمرة، في ساحاتكم التي اعتصمتم فيها، في بلدكم الذي اعتصمتم بحبله. وسنظل أوفياء لدماء الشهداء، نستكمل الطريق الذي افترعناه سويًا ثوار أحرار".

وأكد تجمع المهنيين السودانيين على "مواصلة الخروج في مواكب هادرة بقرى ومدن الأقاليم والاعتصام أمام مقار حاميات ووحدات قوات الشعب المسلحة، مع الإغلاق الكامل للشوارع والطرقات"، وأوضح أنه "لن ننصاع لمحاولات فرض حظر تجوال، نبقى سويًا في الشوارع، ونقاوم سلميًا. نفعل أداة الإضراب الشامل في كل قطاعات العمل العامة والخاصة وإغلاق كافة المحال التجارية".

وشدد التجمع في بيانه على أنه "لن نتراجع شبرًا حتى إسقاط النظام كاملاً، وتسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية وفقاً لما أقره إعلان الحرية والتغيير الذي توافقت عليه جماهير شعبنا العظيم. لن نبرح الشوارع حتى تنفيذ العدالة الانتقالية قصاصًا لكل شهداء شعبنا واسترداد أموالنا المسلوبة من سارقي المال العام".

وناشد التجمع "ضباط وضباط صف وجنود قوات الشعب المسلحة الانحياز الكامل لخيار جماهير شعبنا والدفاع باستماتة وعدم الانصياع لأوامر طغمة كيزان الانقلاب الصوري الفاشل وعزلها".

ردود الفعل الدولية

توالت ردود الفعل الدولية على إعلان الجيش السوداني الإطاحة بالرئيس عمر البشير اليوم الخميس، إذ طلبت الولايات المتحدة ودول أوروبية عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في السودان، في حين قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إن السيطرة العسكرية ليست الرد المناسب.

وفي حين طالب الاتحاد الأوروبي الجيش السوداني، بقل السلطة "سريعًا" إلى المدنيين، يعقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، جلسة طارئة لمناقشة الوضع في السودان، عقب عزل البشير، واعتقاله، وبدء فترة انتقالية لعامين.

وقال نائب المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة، جوناثان ألن، للصحفيين إن "المملكة المتحدة وفرنسا وبريطانيا وبولندا وبلجيكا وألمانيا دعوا إلى عقد جلسة طارئة غدا الجمعة؛ لمناقشة الوضع في السودان".

وأعرب السفير البريطاني عن قلق بلاده إزاء الوضع الحالي في السودان، مشيرا إلى أن الدول الداعية لعقد الجلسة، لم تطرح بعد أي قرارات أو بيانات بشأن تطورات الوضع السوداني.

من جهته، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي في بيان إن "سيطرة الجيش على السلطة ليست الحل المناسب للتحديات التي يواجهها السودان ولتطلعات شعبه"، وأضاف أن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي سيجتمع "بسرعة لبحث الوضع واتخاذ القرارات المناسبة".

ودعا فكي "كل الأطراف المعنية إلى الهدوء والتزام أكبر قدر من ضبط النفس واحترام حقوق المواطنين والرعايا الأجانب والملكية الخاصة بما فيه صالح البلد وشعبه".

فيما أعرب الكرملين عن أمله في عودة سريعة للهدوء و"النظام الدستوري" في السودان. وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين "نتابع الوضع عن كثب ونأمل ألا يكون هناك تصعيد للوضع يمكن أن يؤدي إلى (سقوط) قتلى بين السكان المدنيين".

(أ ب)

وأضاف "نأمل عودة الوضع بشكل سريع جدا إلى النظام الدستوري"، واصفا الأحداث بأنها "شأن داخلي للسودان، يجب أن يعالجه السودانيون بأنفسهم".

من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى مصالحة وطنية في السودان، وقال في مؤتمر صحفي في أنقرة "آمل أن ينجح السودان في هذا الأمر بهدوء، وأعتقد أن عليه البدء في تفعيل عملية ديمقراطية طبيعية"، وتابع "أهم أمنية عندي هي أن ينجز السودان هذه العملية في سلام وعلى أساس المصالحة الوطنية".

وفي وقت سابق الخميس، أعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، عزل الرئيس عمر البشير واعتقاله، وبدء فترة انتقالية لعامين، تتحمل المسؤولية فيها اللجنة الأمنية العليا والجيش.

كما أعلن بن عوف، في بيان بثه التلفزيون الرسمي السوداني، إعمال حالة الطوارئ لثلاثة أشهر، وفرض حظر التجوال لشهر اعتبارا من مساء الخميس. فيما ردد ناشطون معتصمون هتافات تدعو لإسقاط بن عوف، رفضًا للبيان، وفق شهود عيان.

 

التعليقات