المعارضة السودانية تصر على حكومة مدنية كاملة الصلاحيات

أصرّ وفد المعارضة السودانيّة خلال أول اجتماع مع المجلس العسكري، مساء السبت، على ضرورة تشكيل حكومة مدنيّة تقود المرحلة الانتقاليّة، وعلى إلغاء كافّة القوانين المقيّدة للحريّات.

المعارضة السودانية تصر على حكومة مدنية كاملة الصلاحيات

من التظاهرات المستمرّة (أ ب)

أصرّ وفد المعارضة السودانيّة خلال أول اجتماع مع المجلس العسكري، مساء السبت، على ضرورة تشكيل حكومة مدنيّة تقود المرحلة الانتقاليّة، وعلى إلغاء كافّة القوانين المقيّدة للحريّات.

ورئس وفد المعارضة رئيس حزب "المؤتمر" السوداني، عمر الدقير، وهو أبرز المعارضين السودانيين وواحد من قيادات قوى "إعلان الحريّة والتغيير" المنظّم الرئيس للتظاهرات السودانيّة.

واحتشد الآلاف أمام مقرّ القيادة العامة لأركان الجيش، حيث جرى الاجتماع بالجنرال عبد الفتّاح البرهان، دعمًا للوفد المفاوض ومطالبه، ورفضًا لاختطاف الحراك السوداني من قبل المجلس العسكري، بحسب ناشطين سودانيين.

وقال الدقير في كلمة له للمتظاهرين، عقب الاجتماع، إنه طالب بحكومة مدنيّة بصلاحيات تنفيذيّة كاملة، بالإضافة إلى إعادة هيكلة جهاز الأمن التابع للنظام القديم، ناقلًا عن البرهان تعهده بإلغاء القوانين المقيّدة للحريّات.

وأشار عدد من الصحافيين السودانيين إلى أن البرهان يتمسّك بقدرة المجلس العسكري على تعيين وزيري الدفاع والداخليّة.

وأكد الدقير أنّ الوفد "طالب بمشاركة مدنيين في المجلس الرئاسي الانتقالي مع المجلس العسكري"، موضحًا أنّ "المعارضة ستقدم للمجلس العسكري، قائمة بأسماء ممثليها، الأحد".

وقال الدقير إنّ "الوفد طالب، أيضًا، بإطلاق سراح كل المعتقلين؛ من شباب دارفور وناشطين آخرين، كما طالب بالقصاص والمحاكمة العادلة لجميع المتورطين في قضايا الفساد وسفك الدماء".

ولفت إلى أنّ الوفد تحدّث مع المجلس العسكري بشأن حزب "المؤتمر الوطني" الذي كان يرأسه الرئيس المطاح به، عمر البشير، مشددًا على "ضرورة إعادة جميع مقار الحزب إلى الشعب السوداني".

وأعلن البرهان، في وقت سابق اليوم، إلغاء حظر التجوال ورفع حالة الطوارئ والإفراج عن معتقلي التظاهرات الأخيرة.

وقال البرهان في كلمة بثها التلفزيون الرسمي "آمر بإطلاق سراح جميع من تمت محاكمتهم بموجب قانون الطوارئ أو أي قانون آخر بسبب المشاركة في المظاهرات، كل من يثبت تورطه في قتل المتظاهرين ستتم محاكمته"، كما أمر برفع حظر التجول الليلي.

كما بدا خطاب البرهان متصالحًا مع المتظاهرين، على عكس خطاب الرئيس السابق للمجلس العسكري، عبد الرحمن عوف، أول من أمس، الخميس، الذي أعاد إلى الأذهان الانقلابات العسكريّة التقليديّة، بلغته الحديديّة وإجراءاته التي أثارت رفضًا، مثل فرضه حظر التجوال وتعطيل العمل بالدستور و"اقتلاع النظام".

وتعهّد البرهان في خطابه بـ"اجتثاث" نظام الرئيس السابق، عمر البشير، وقال إن المجلس سيعمل على "إعادة هيكلة مؤسسات الدولة المختلفة بما يتفق مع القانون ومحاربة الفساد واجتثاث النظام ورموزه".

التعليقات