السودان: رفضُ دعوة "العسكري" للانتخابات وسعيٌ لتوحيد موقف مجلس الأمن

رفضت الحركة الاحتجاجية في السودان، اليوم الثلاثاء، دعوة وجهها المجلس العسكري لإجراء انتخابات عامّة في فترة لا تتجاوز التّسعة أشهر، وذلك غداة مقتل أكثر من 40 شخصا من المحتجين السلميين، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس" للأنباء.

السودان: رفضُ دعوة

محتجّون سودانيون (أرشيفية - أ ب)

رفضت الحركة الاحتجاجية في السودان، اليوم الثلاثاء، دعوة وجهها المجلس العسكري لإجراء انتخابات عامّة في فترة لا تتجاوز التّسعة أشهر، وذلك غداة مقتل أكثر من 40 شخصا من المحتجين السلميين، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس" للأنباء.

وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية، في بيان مقتضب صدر عنها، مساء يوم الثلاثاء، أنه تم "حصر 40 قتيلا في المستشفيات منذ يوم أمس إلا أننا نؤكد أن العدد أكبر من ذلك".

ودعا قادة الاحتجاج، المواطنين؛ إلى تنظيم تظاهرات جديدة، والمشاركة في "عصيان مدني" في أرجاء البلاد للإطاحة بالمجلس العسكري الحاكم، بعد العملية الدامية لفض الاعتصام الذي استمر لأسابيع خارج مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم.

ورفض تجمّع المهنيين السودانيين، أبرز مكونات تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الحركة الاحتجاجية، الإعلان الذي أصدره المجلس العسكري، وجاء في بيان نشره اليوم الثلاثاء: "لا المجلس الانقلابي ولا مليشياته وقياداتها هي من يقرر مصير الشعب، ولا كيفية انتقاله لسلطة مدنية".

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، اليوم الثلاثاء، مقتل مواطنة إثر اصابتها برصاصة طائشة داخل منزلها بالعاصمة الخرطوم، وفق ما أوردت وكالة "الأناضول" للأنباء.

وقالت اللجنة في بيان، إن مواطنة (لم تسمها) قتلت "إثر إصابتها برصاصة طائشة داخل منزلها بحي الديم داخل مدينة الخرطوم"، مشيرة إلى "أنباء عن اشتباكات بين مليشيات مسلحة (لم تحددها) ومواطنين عزّل، استخدم فيها الرصاص الحي بمدينة بحري (شرقي الخرطوم)، نتج عن ذلك وقوع بعض الإصابات (دون ذكر عدد محدد)".

ووصف تحالف "قوى إعلان الحرّية والتّغيير ما تعرّض له "الثوّار المعتصمون" الإثنين بأنّه "مجزرة دمويّة".

وأعرب المجلس العسكري الانتقالي في بيان نشره على تويتر عن "أسفه" لتطور الأوضاع عقب فض الاعتصام، وقال لقد "قامت قوة مشتركة من القوات المسلحة والدعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الشرطة بإشراف وكلاء النيابة بتنفيذ عملية مشتركة لنظافة بعض المواقع المتاخمة لشارع النيل والقبض على المتفلتين ومعتادي الإجرام".

وأضاف أنه "أثناء تنفيذ الحملة احتمت مجموعات كبيرة منهم بميدان الاعتصام ما دفع القادة الميدانيين وحسب تقدير الموقف بملاحقتهم مما أدى إلى وقوع خسائر وإصابات".

وفي الوقت الذي يشهد دعوات عالمية ومحلية لإعطاء السلطة للمدنيين، وتخويلهم بالخطوات المتعلّقة بالانتخابات؛ ذكرت وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو ترحب بقرار المجلس العسكري السوداني تشكيل حكومة انتقالية وتنظيم انتخابات، ما يعني أنها وقفت في صفّ العسكر على حساب المحتجّين السلميين.

ودعا تجمّع المهنيين أبناء الشعب السوداني إلى إقامة صلاة عيد الفطر المبارك، وصلاة الغائب على الشهداء، اليوم الثلاثاء 4 حزيران/ يونيو.

سعيٌ لتوحيد موقف مجلس الأمن

وأعلنت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أنها تجري "اتصالات مع كل الأطراف المعنية داخل السودان وخارجها إزاء الأوضاع التي تتطور في الخرطوم حاليًا"، مبيّنة أن الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، يرى أنه من المهم أن يكون مجلس الأمن متحدًا إزاء ما يحدث، وفق "الأناضول".

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغريك، خلال مؤتمر صحافي عقده للرد على أسئلة الصحافيين بشأن ما إذا كان غوتيريش، قد أجرى اتصالات مع مصر والسعودية والإمارات، باعتبار أن لديها تأثيرا كبيرا على المجلس العسكري الحاكم في السودان: "نحن نواصل بقلق متزايد متابعة الموقف المتطور عن كثب في السودان، ونتلقى تقارير عن سقوط ضحايا على أيدي قوات الأمن هناك".

وأضاف دوغريك: "نستمر في دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس (...) إن أكثر ما يقلقنا هو الهجوم على المنشآت الطبية في البلاد، وإعاقة الوصول إليها، وندعو قوات الأمن إلى عدم استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين".

وتابع: "عصر هذا اليوم (الثلاثاء)، سوف نقدم إفادة إلى أعضاء مجلس الأمن حول الوضع في هذا البلد، والأمين العام يرى أنه من المهم أن يكون مجلس الأمن متحدًا إزاء ما يحدث، ومن المهم أيضًا أن يبعث المجتمع الدولي رسالة قوية تقف إلى جانب عملية انتقالية سلمية في السودان".

وأردف دوغريك: "الموقف يتكشف باستمرار في السودان ونعتقد أن هناك حاجة إلى محاسبة قوات الأمن على الأرواح التي أزهقت خلال اليومين الماضيين".

وأعلنت بعثة الكويت لدى الأمم المتحدة، التي تتولى الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن لهذا الشهر عن عقد جلسة مشاورات مغلقة لمناقشة الوضع في السودان، وذكر دبلوماسيون بالأمم المتحدة أن الجلسة الطارئة لمجلس الأمن تأتي بناء على طلب تقدمت به بريطانيا وألمانيا وهما من الدول الأعضاء بالمجلس.

وقرر المجلس العسكري الحاكم بالسودان، إلغاء الاتفاقات السابقة مع قوى الحرية والتغيير، وتشكيل حكومة تسيير أعمال، لحين تنظيم انتخابات خلال تسعة أشهر بإشراف دولي، بحسب ما أعلن رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، فجر اليوم الثلاثاء.

يُذكر أن المجلس العسكري الانتقالي، كان قد أطاح بالرئيس عمر البشير، في نيسان/ إبريل، بعد أشهر من الاحتجاجات، وكان وافق على فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات لتسليم السلطة للمدنيين بشكل كامل، لكن رئيس المجلس الفريق أوّل ركن عبد الفتّاح البرهان أعلن في بيان بثّه التلفزيون الرسمي التخلّي عن الخطة لصالح إجراء انتخابات بإشراف إقليمي ودولي.

وقال البرهان "قرّر المجلس العسكري وقف التفاوض مع تحالف قوى إعلان الحرّية والتغيير وإلغاء ما تمّ الاتّفاق عليه، والدّعوة إلى إجراء انتخابات عامّة في فترة لا تتجاوز التّسعة أشهر (بدءًا) من الآن".

التعليقات