شارك الآلاف من الكويتيين، مساء الأربعاء، في تظاهرة احتجاجية حاشدة في ساحة الإرادة بالعاصمة مقابل مجلس الأمة (البرلمان)؛ للمطالبة بمكافحة الفساد ورحيل الحكومة والبرلمان، في حملة شعبية أطلق عليها الكويتيون "بس مصخت".
ويأتي الاحتجاج في الكويت على زيادة معدلات الفساد في البلاد، ورفضًا لمحاولة البرلمان تمرير تشريعات مرفوضة جماهيرًا أبرزها "قانون البدون" بالتعاون مع الحكومة، والذي يهدف إلى إنهاء مشكلة البدون عبر إجبارهم على استخراج جنسيات أخرى.
وجاءت الوقفة استجابة لدعوة أطلقها النائب البرلماني السابق، صالح الملا، وشارك فيها رئيس مجلس الأمة السابق، أحمد السعدون، ونواب سابقون، والنائب الحالي، شعيب المويزري.
وقال الملا لصحفيين خلال الوقفة: "كلنا طالعين من أجل الكويت"؛ وأضاف: "الناس وصلت إلى اليأس والإحباط من هذا الفساد المستشري، وكل كويتي متجرد من أي أجندة خاصة، ونريد أن يعود الكويت في الصدارة".
فيديو|
— جريدة بيان الكويتية (@Bayan_kw) November 6, 2019
عدد من المتواجدين في ساحة الارادة يرددون "ارحل يا مرزوق" #بس_مصخت#ساحة_الارادة_تجمعنا pic.twitter.com/g62FbJlwEh
وأوضح أن "العنوان الرئيسي هو التصدي للفساد ولمن يريد التجاوز على الدستور... الدستور يُفرغ من محتواه وهذه الجموع هي الدرع الواقي للمحافظة على الدستور".
وتابع الملا أن "المطلب هو إسقاط المجلسين (مجلس الأمة ومجلس الوزراء) والتصدي للفساد".
وقال رئيس مجلس الأمة السابق، أحمد السعدون، إن "الناس جاؤوا بسبب تفشي الفساد واستمراره وتفشي السرقات". وأردف: "يجب أن تعلم السلطة أنها لن تستطيع تحويل الكويت إلى دولة بوليسية؛ لأن الكويت دولة دستورية".
من #ساحة_الارادة رسالة مواطنة الي الحكومة ونواب #مجلس_الامة
— الحياديـة (@Al7eyadea) November 6, 2019
- آن الأوان للتغيير.. والنائب الشريف يقدم استقالته #ساحه_الاراده_تجمعنا#بس_مصخت pic.twitter.com/Tghc4yFHEK
وردد المشاركون في الوقفة النشيد الوطني للكويت، وهتافات منها: "ارحل ارحل يا مرزوق (الغانم رئيس مجلس الأمة)"، و"كافي ظلم وكافي بوق (سرقة)". ورفعوا لافتات طالبت بحكومة جديدة بوجوه وزارية جديدة، وإقرار قانون أكثر عدالة تجاه فئة البدون.
كما طالب المتظاهرون بإصدار قانون بالعفو الشامل عن المعتقلين السياسيين وزعماء المعارضة، الذين يعيشون في الخارج نتيجة صدور أحكام بالسجن بحقهم، إضافة إلى قانون اقتراع جديد، وإسقاط القروض الاستهلاكية وفوائدها.
وعقب انتهاء وقفتهم الاحتجاجية، نظف المحتجون المكان.
كان الطريق لساحة الإرادة مزدحم بشدة ركنت سيارتي خلف مبنى مجلس الأمة بينما كنت أسير توقفت بجانبي سيارة وطلب مني صاحبها أن يوصلني وصعدت معه كان رجل كبير في السن لبناني الجنسية تبادلنا أطراف الحديث عن الإعتصام وعندما وصلنا قال كرمال الكويت لا تتركوها للفاسدين #ساحه_الاراده_تجمعنا pic.twitter.com/8e1UhCFNgQ
— خالد البرغش (@khalidfhad) November 6, 2019
يذكر أن الحكومة الكويتية، كانت قد وافقت، الثلاثاء، على طلب تقدم به الملا لتنظيم هذه الوقفة، ووفرت لها عناصر أمنية.
وهذه الوقفة هي الأولى منذ عام 2015 بعد إفشال الحراك الشعبي المعارض في الكويت، والذي انطلق عام 2012 احتجاجًا على إبطال مجلس الأمة المنتخب في شباط/ فبراير من نفس العام، والذي اكتسحت فيه الأغلبية المعارضة مقاعد البرلمان، لكن اللافت أن هذه المظاهرات ضمّت أطيافاً واسعة من الكتل والأحزاب والتجمعات التي كانت موالية للحكومة في السابق.
وكانت موجة احتجاجات قد اجتاحت الكويت عام 2011، انتهت باستقالة رئيس الحكومة حينها، ناصر المحمد الصباح؛ على خلفية ما عُرف آنذاك بـ"الإيداعات المليونية"، وهي أموال أودعت في حسابات نواب، وسط أحاديث عن عمليات "غسل أموال".
اقرأ/ي أيضًا | بغداد: دوي انفجارات.. ورئيس الوزراء يرفض استقالة الحكومة
التعليقات