العراق: السهيل يتراجع عن ترشيح نفسه واستمرار استهداف الناشطين

أعلن الوزير العراقي المرشح لمنصب رئاسة الحكومة المُقبلة، قصي السهيل، اليوم الأربعاء، تنازله عن الترشيح، وسط استمرار صخب المظاهرات المعارضة للنظام

العراق: السهيل يتراجع عن ترشيح نفسه واستمرار استهداف الناشطين

(أ ب)

أعلن الوزير العراقي المرشح لمنصب رئاسة الحكومة المُقبلة، قصي السهيل، اليوم الأربعاء، تنازله عن الترشيح، وسط استمرار صخب المظاهرات المعارضة للنظام.

وقدم السهيل اعتذاره عن ترشيح نفسه لكتلة "تحالف البناء" (150 نائبا من أصل 329)، المقربة من إيران، لكون "الظروف غير مهيئة" لذلك.

وجاء ذلك في بيان صادر عنه، حيث قال: "الأخوة في تحالف البناء.. أثمن عاليا ترشيحكم لنا باعتباركم الكتلة الأكبر، ولكون الظروف غير مهيئة حسب تقديرنا لمثل هذا التكليف، أرجو تفضلكم بالموافقة على قبول اعتذاري عنه، راجيا لكم الموفقية في اختيار من ترونه مناسبا بديلا عنا".

ورشح تحالف "البناء" المعروف بقرب قادته من إيران، الأحد الماضي، وزير التعليم العالي في حكومة تسيير الأعمال قصي السهيل، لرئاسة الحكومة المقبلة.

ويأتي هذا الموقف وسط رفض واسع من قبل المتظاهرين العراقيين لترشيح السهيل، فضلا عن قوى سياسية بارزة على رأسها تحالف "سائرون" المدعوم من مقتدى الصدر، وائتلاف "النصر" بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وقوى أخرى بينها الكتلة التي يتزعمها رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي.

والأحد، انقضت المهلة الدستورية أمام رئيس الجمهورية لتكليف مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة، وسط خلافات وجدل واسعين بشأن الكتلة البرلمانية الأكبر التي ستوكل بهذه المهمة.

وفي سياق متصل، شيع المئات في جنوب العراق اليوم، جثمان ناشط  توفي متأثرا بجروح أصيب بها قبل عشرة أيام في انفجار سيارته، بينما قام محتجون ليلاً بعيد إعلان وفاته بإحراق مقرين لفصيلين مواليين لإيران.

والتحق ثائر الطيب الناشط المعروف في الديوانية بالحراك الشعبي قبل ثلاثة أشهر في ساحة التحرير بوسط بغداد، مركز الانتفاضة غير المسبوقة التي اجتاحت العراق.

وفي 15 كانون الأول/ ديسمبر، وخلال زيارة مع ناشط آخر يدعى علي المدني إلى مدينته التي تبعد 200 كيلومتر إلى جنوب بغداد، أصيب الرجلان بجروح في انفجار سيارة الطيب.

ومساء الثلاثاء، وبمجرد إعلان وفاة الطيب، هرع محتجون إلى مقري "منظمة بدر"، التي يتزعمها هادي العامري، و"عصائب أهل الحق".

وكانت واشنطن فرضت عقوبات بداية كانون الأول/ ديسمبر، الحالي على الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، خصوصاً بتهم "خطف، وقتل، وتعذيب".

وشارك المئات من المحتجين الأربعاء في تشييع الطيب، وحملوا نعشه تحت علم عراقي كبير.

ويواصل المتظاهرون تحركاتهم رغم حملات الترهيب والخطف والاغتيالات التي تقوم بها "ميليشيات" وأجهزة أمنية، وفق الأمم المتحدة.

ومساء الثلاثاء أيضاً، نجا الممثل العراقي الساخر أوس فاضل من محاولة اغتيال، بعدما أصابت ثلاث رصاصات سيارته من دون أن يتعرض هو لإصابة. ونشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر آثار الرصاص على سيارته.

وفي مقطع فيديو آخر، قال فاضل "إنهم يستهدفون أولئك الذين يدعمون الثورة لإسكاتهم (...) لكننا نواصل ثورتنا، لقد حققنا بالفعل هدفاً، وصوت البرلمان لصالح الاقتراع الفردي".

ويطالب العراقيون المحتجون منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر بتغيير النظام السياسي الذي أرساه الاحتلال الأميركي عقب إطاحة صدام حسين في العام 2003، وتسيطر طهران على مفاصله اليوم.

وتبدو السلطة مشلولة اليوم، خصوصاً لعدم قدرتها على تسمية رئيس وزراء في المهل الدستورية، وسط تخوف من عودة العنف إلى الشارع الذي أسفر عن مقتل نحو 460 شخصا وإصابة 25 ألفاً آخرين بجروح، غالبيتهم الساحقة من المتظاهرين السلميين الذين سقطوا برصاص الأجهزة الأمنية.

ويندد هؤلاء بانعدام أي نهوض اقتصادي منذ 16 عاماً، بعدما تبخرت نصف العائدات النفطية خلال تلك السنوات في جيوب السياسيين ورجال الأعمال المتهمين بالفساد، على قولهم.

ولكن تمكن البرلمان العراقي رغم ذلك من التصويت الثلاثاء على إصلاح قانون الانتخاب، بحيث بات على أساس الاقتراع الفردي ولم يعد يخلط النسبي بالأكثري.

وسيتم أيضا إعادة رسم الدوائر، ولكن البرلمان لم يوضح حتى الآن ماهية ذلك، فيما يحذر محللون من أن يصب ذلك في مصلحة الأحزاب الكبرى والمسؤولين المحليين وزعماء القبائل على حساب المستقلين والتكنوقراط الذين يطالب المتظاهرون بإعطاء الأولوية لهم.

وعلى الرغم من تلك الخطوة، استعادت الاحتجاجات زخمها بعدما هدأت في الأسابيع القليلة الماضية، وعاد العراقيون للتنديد بزعمائهم في الشارع، متهمينهم باستشراء الفساد والمحسوبيات.

واحتشد المتظاهرون مجدداً الأربعاء في ساحة التحرير بوسط العاصمة، وكذلك في كربلاء والناصرية والبصرة الغنية بالنفط في أقصى الجنوب.

وانتفض الشارع البصري منذ الثلاثاء احتجاجاً على طرح اسم محافظ المدينة أسعد العيداني، كمرشح لرئاسة الوزراء.

وسبق للأحزاب أن فشلت ثلاث مرات بالاتفاق على مرشح لرئاسة الوزراء في المهل الدستورية.

التعليقات