الحكومة السودانية بعد لقاء البرهان ونتنياهو: لا يمكن التنكر للشعوب المضطهدة والمناضلة

أعلن مجلس الوزراء السوداني، فجر اليوم الخميس، أن "أمر العلاقات مع إسرائيل هو شأن يتعدى اختصاصات الحكومة الانتقالية ذات التفويض المحدود، ويجب أن ينظر فيها الجهاز التشريعي والمؤتمر الدستوري".

الحكومة السودانية بعد لقاء البرهان ونتنياهو:  لا يمكن التنكر للشعوب المضطهدة والمناضلة

حمدوك

أعلن مجلس الوزراء السوداني، فجر اليوم الخميس، أن "أمر العلاقات مع إسرائيل هو شأن يتعدى اختصاصات الحكومة الانتقالية ذات التفويض المحدود، ويجب أن ينظر فيها الجهاز التشريعي والمؤتمر الدستوري".

كما كذّب المجلس تصريحات الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي قال إن رئيس مجلس الوزراء كان على علم مسبق باللقاء.

جاء البيان الذي تلاه المتحدث باسم الحكومة الانتقالية، وزير الأعلام فيصل محمد صالح، عقب اجتماع مطول عقده مجلس الوزراء.

وأوضح صالح أنه "خلال الاجتماع المشترك بين مجلس الوزراء ومجلس السيادة، واللقاءات التي سبقته وتخللته، أكد رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان أنه قام بهذه المبادرة (لقاء نتنياهو) بصفة شخصية ولم يستشر فيها أحدًا، وأنه يتحمل مسؤوليتها".

وأضاف صالح أن "البرهان أشار إلى أن اللقاء مع نتنياهو كان استكشافيًا، وأنه لم يقدم خلاله أية التزام أو وعود بالتطبيع أو إقامة علاقات دبلوماسية، وأنه يترك ذلك للأجهزة المختصة لتُقرر فيه".

وتابع: "لكننا فوجئنا باللقاء الصحفي الذي أجراه رئيس مجلس السيادة، الأربعاء، وقدم فيه إفادات مختلفة عما ذكره في اللقاء المشترك... نريد أن نؤكد أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لم يكن على علم بزيارة البرهان، ولقائه نتنياهو. ولم يحدث أي إخطار أو تشاور في هذا الأمر".

وأكد المتحدث باسم الحكومة أن "أمر السياسة الخارجية من اختصاص الجهاز التنفيذي، واتفقنا على الرجوع للوثيقة الدستورية لتحديد الاختصاصات بدقة".

وأردف "إننا نُمثل حكومة ثورة، حملت شعارات الحرية والسلام والعدالة، وألهمت المناضلين والتواقين للحرية والعدالة في كل أنحاء العالم، ولا يمكن أن يكون من أولوياتها في هذا الوقت الانقلاب على شعارات الثورة والتنكر للشعوب المضطهدة والمناضلة".

وأضاف "أمر العلاقات مع إسرائيل هو شأن يتعدى اختصاصات الحكومة الانتقالية ذات التفويض المحدود، ويجب أن ينظر فيها الجهاز التشريعي والمؤتمر الدستوري".

وأشار إلى أن "مجلس الوزراء توصل إلى ضرورة التركيز على التحديات الكبرى التي تواجهها بلادنا، ومنها قضية تحقيق السلام ومعالجة الأزمة الاقتصادية، بالإضافة لتحديات التحول الديمقراطي".

ونوه إلى أن مجلس الوزراء ينظر للشراكة المتكافئة، باعتبارها الطريق والمعبر لتحقيق هذه الأهداف.

وأردف أنه "وبقدر ما نسعى للحفاظ عليها، فإننا ندعو كل الأطراف للسير في نفس الطريق والالتزام بالواجبات والاختصاصات وفق ما حددته الوثيقة الدستورية، فهي المرجع الوحيد الذي تواثقنا عليه جميعا".

وقال البرهان لدى لقائه رؤساء تحرير الصحف، أمس الأربعاء، إنه أبلغ رئيس الوزراء حمدوك قبل يومين من لقائه بنتنياهو بالخطوة. وأضاف أن "رئيس الوزراء أبدى موافقته على الخطوة"، وهو ما نفاه مجلس الوزراء في بيانها الأخير.

وأوضح البرهان في ذات اللقاء أن لقاءه مع نتنياهو أملته ضرورات الأوضاع الصعبة في البلاد، والمهددات التي تواجه الشعب السوداني.

"تجمع المهنيين" يرفض تبني الجيش لـ"مخرجات" لقاء البرهان بنتنياهو

إلى ذلك، اعتبر "تجمع المهنيين السودانيين"، اليوم الخميس، تبني الجيش السوداني لمخرجات لقاء البرهان ونتنياهو، "تجاوزًا خطيرًا، وانحرافًا عن مجرى الثورة السودانية".

وأكد تجمع المهنيين في بيان أن "تبني الجيش لمخرجات اللقاء وما صدر من تصريحات وإشارات يعد تجاوزًا أكثر خطورة وانحراف بمجرى الثورة وأهدافها". وأضاف "كما أنه يخل بقومية الجيش وحياده ويخرج بها عن مهامها للتدخل السافر وغير المقبول في الحياة السياسية وأمور السلطات المدنية".

وأمس الأربعاء، أعلن الجيش السوداني تأييده لنتائج زيارة البرهان إلى أوغندا، التي التقى خلالها نتنياهو. وقال البيان: "عُقد اجتماع بالقيادة العامة لقادة القوات المسلحة، وأمّن على نتائج زيارة القائد العام لأوغندا، ومخرجاته، بما يحقق المصلحة العليا للأمن الوطني والسودان".

وتابع بيان تجمع المهنيين أن ذلك "يهدد الفترة الانتقالية والوثيقة الدستورية التي تحكمها، وهو ما وجب علينا رفضه ومجابهته مبكرًا تصحيحًا للمسار".

وأكد تجمع المهنيين أن "واجب رئيس مجلس السيادة بحكم القانون الالتزام بما نصت عليه الوثيقة الدستورية التي تحكم البلاد، وما أوكلته له من مهام وصلاحيات محدودة له كعضو ورئيس حالي لمجلس السيادة".

وأضاف أنه "كما يتحتم عليه التعامل بالمسؤولية المطلوبة في الفصل بين مهامه وموقعه داخل مجلس السيادة من جانب، وموقعه داخل القيادة العامة للجيش على الجانب الآخر (يتولى البرهان منصب القائد الأعلى للجيش السوداني)".

ودعا البيان البرهان إلى "الابتعاد عن استخدام الجيش كذراع سياسي"، وأردف أنه "ندعو الجيش للالتزام بمهامه من حماية للبلاد وحدودها وسلامة أراضيها والالتزام بدستورها، والابتعاد عن كل تدخل مخل في شؤون العمل السياسي وتوازن هياكل ومستويات السلطة في البلاد".

التعليقات