لبنان يحوّل حزنه إلى غضب: دعوات للتظاهر اليوم

تشهد العاصمة اللبنانيّة المنكوبة، بيروت، عند الخامسة من عصر اليوم، السبت، تظاهرات غاضبة بعد أربعة أيام من التفجير الضخم الذي تسبّب بمقتل أكثر من 150 شخصًا وإصابة خمسة آلاف آخرين.

لبنان يحوّل حزنه إلى غضب: دعوات للتظاهر اليوم

من تشييع ضحايا التفجير (أ ب)

تشهد العاصمة اللبنانيّة المنكوبة، بيروت، عند الخامسة من عصر اليوم، السبت، تظاهرات غاضبة بعد أربعة أيام من التفجير الضخم الذي تسبّب بمقتل أكثر من 150 شخصًا وإصابة خمسة آلاف آخرين.

واستقدمت الأجهزة الأمنيّة تعزيزات إلى ساحة الشهداء، مقرّ الاحتجاجات المركزيّ، بحسب مراسلة "العربي الجديد".

وأثار الانفجار، الذي حوّل بيروت إلى ساحة خراب كبيرة وشرّد نحو 300 ألف شخص من منازلهم، تعاطفًا دوليًا مع لبنان، الذي يصله مسؤولون غربيون وعرب تباعًا وتتدفق المساعدات الخارجية إليه عشيّة مؤتمر عبر تقنية الفيديو تنظمه فرنسا بالتعاون مع الأمم المتحدة، غدًا، الأحد، دعمًا للبنان وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مشاركته فيه.

من أحد البيوت في بيروت (أ ب)
من أحد البيوت في بيروت (أ ب)

ويزور بيروت اليوم نائب الرئيس ووزير الخارجية التركيّان، وأمين عام جامعة الدول العربية ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، بينما تحدّث رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى الرئيس اللبناني، ميشال عون، هاتفيًا، بعد يومين من زيارة الرئيس الفرنسي، جو ماكرون.

وأوقفت السلطات أكثر من 20 شخصًا على ذمّة التحقيق، بينهم مسؤولون في مرفأ بيروت والجمارك ومهندسون، على رأسهم رئيس مجلس إدارة المرفأ، حسن قريطم، ومدير عام الجمارك، بدري ضاهر، وفق مصدر أمني، في إطار التحقيقات بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار وعن تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم في المرفأ منذ ست سنوات من دون إجراءات حماية.

ولليوم الرابع على التوالي، تلملم بيروت جراحها ويعمل متطوعون وسكان أحيائها المتضررة على رفع الركام وشذرات الزجاج التي تطايرت في كل مكان وإصلاح ما يمكن إصلاحه في منازلهم المتضررة بشدة من الانفجار الذي يعد من بين الأضخم في التاريخ الحديث.

وبحسب وزارة الصحة، لا يزال ستون شخصًا على الأقل في عداد المفقودين، بينما 120 جريحًا في حالة خطرة.

ودعا ناشطون ومجموعات مدنية ممن شاركوا في التظاهرات التي شهدها لبنان منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر ضد الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والعجز عن إيجاد حلول للأزمات المتعاقبة، إلى تظاهرات بعد ظهر السبت في بيروت تحت شعارات عدة بينها "علّقوا المشانق" و"يوم الحساب".

وكتب فارس الحلبي (28 عامًا) وهو من الناشطين البارزين في التظاهرات على فيسبوك "بعد ثلاثة أيام تنظيف، رفع ركام ولملمة جراحنا وجراح بيروت حان وقت تفجير الغضب ومعاقبتهم على قتل الناس"، وأضاف "على التغيير أن يكون كبيرًا بقدر كبر الفاجعة".

وعلى تمثال الشهداء في ساحة الشهداء، ساحة التظاهر الرئيسية في وسط بيروت، علّق ناشطون مشنقة رمزية تعبيرًا عن إصرارهم على القصاص من المسؤولين عن الانفجار.

بينما قالت حياة ناصر، التي تنشط في مبادرات عدة لمساعدة المتضررين "اليوم تنطلق التظاهرة الأولى بعد الانفجار، الانفجار الذي كاد أن يقتل أي أحد منا"، وأضافت "إنه التحذير الأكبر للجميع، لأنه لم يعد لدينا شيء لنخسره بعد الآن. على الجميع أن يكونوا في الشوارع اليوم".

ويخشى المتظاهرون ومحللون أن تجد السلطة السياسية في الوفود الدولية ومبادرات الدعم فرصة لتعزيز مواقعها مجددًا، وهو ما أعربت عنه على لسان عدة مسؤولين، فاعتبر عون في تصريحات للصحافيين، أمس، الجمعة، أنّ "الانفجار أدى الى فك الحصار" بعد تلقيه اتصالات من رؤساء أبرزهم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

وأثنى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أمس، الجمعة، بدوره على المشهد الخارجي "الإيجابي"، معتبرًا أنه "يفتح فرصة أمام لبنان للمساعدة أو فتح الباب للخروج من حالة الحصار والشدة التي كان يعاني منها لبنان خلال الفترة الماضية".

من بيروت (أ ب)
من بيروت (أ ب)

ويقوم النظام السياسي في لبنان، البلد الصغير ذي الإمكانات الهشّة، على منطق المحاصصة الطائفية والتسويات والتراضي، وهو ما يعيق اتخاذ أي قرار أو إصلاح لا يحظى بتوافق عام.

وتقول الناشطة حياة ناصر إن تظاهرة اليوم هي "آخر صرخة لإيقاظ الناس"، مضيفة "نحتاج إلى أن ننقذ بعضنا البعض وأن ننظف بلدنا لإعادة بنائه ونتجاهل تمامًا الطبقة السياسية"، وتتابع "لا يتعلّق الأمر بالاحتجاج في الشوارع فحسب، لكن يمكننا إحداث تغيير يومي، فالثورة جزء من حياتنا وأمر يمكن عيشه في كل يوم".

التعليقات