انتهاء التهافت على التطبيع؟

السعودية: لا تطبيع في الأفق | السودان أغلق الباب مؤقتًا | المغرب: لا تطبيع مع "الكيان الصهيوني" | سلطنة عمان: علاقات كاملة موضع شكّ

انتهاء التهافت على التطبيع؟

بومبيو وحمدوك (أ ب)

لم يكن إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن تطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل مفاجئًا، وكان متوقعًا أن يعلن عنه منذ العام 2018 "في أيّة لحظة" قبل الإعلان عن التحالف الإماراتي – الإسرائيلي، فلا يمرّ شهر تقريبًا دون أنباء إسرائيليّة عن "قرب زيارة نتنياهو إلى البحرين" أو عن تطبيع وشيك للعلاقات.

حتى أنّ وسائل الإعلام الإسرائيليّة والأميركية الكبرى لم تخصّص أكثر من دقائق معدودة لنقل خبر التطبيع البحريني – الإسرائيلي، الذي يأتي على هامش حفل التطبيع الإماراتي – الإسرائيلي في البيت الأبيض، الثلاثاء المقبل.

كما لم تنقل القنوات الإسرائيليّة لا كلمة رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، المسجّلة ولا كلمة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أثناء حديثهما عن الإعلان، لصالح تغطية مواضيع سياسيّة واقتصاديّة أخرى داخل إسرائيل.

وبعد تطبيع البحرين والإمارات، يطرح السؤال: من التالي؟

بعد الإعلان عن التحالف الإماراتي – الإسرائيلي، الشهر الماضي، حدّدت وسائل إعلام إسرائيليّة 5 دول لاحتمال التطبيع معها، هي البحرين والسعوديّة وسلطنة عمان والسودان والمغرب.

السعودية: لا تطبيع في الأفق

وتتجّه الأنظار إلى السعوديّة، التي أعلن ترامب، أوّل من أمس، الخميس، أن المفاوضات بينها وبين إسرائيل لتطبيع العلاقات بدأت، وما عزّز احتمال حدوث اختراق في العلاقات الإسرائيليّة – السعوديّة هو فتح السعودية لمجالها الجوي للرحلات الإسرائيلية إلى الإمارات (بحسب إعلان رسمي) وكافة الرحلات الإسرائيليّة إلى الشّرق، بحسب ما أعلن كبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره، جاريد كوشنر.

إلا أنّ مسؤولين أميركيّين شاركوا في الضغوطات التي تمارسها الإدارة الأميركية على السعودية للاعتراف بإسرائيل، قالوا لصحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم، السبت، إن التطبيع الإسرائيلي السعوديّ "لا يزال بعيدًا، في أحسن الأحوال".

ورغم أن السعوديّة هي ملكية مطلقة مثل البحرين والإمارات، إلا أنها أكبر حجمًا وفيها بنية معقّدة لتوزّع السلطات داخليًا أكثر من جيرانها، وفق ما تنقل "نيويورك تايمز" عن خبراء، أضافوا أن على ولي العهد السعوديّ، محمّد بن سلمان، "القلق أكثر من حكّام الخليج الآخرين بشأن الرأي العام وبشأن وجهات النظر داخل الأسرة الحاكمة".

السودان أغلق الباب مؤقتًا

وبعدما تحدّثت وسائل إعلام إسرائيليّة وأميركيّة عن تقدّم في المباحثات الإسرائيليّة – السودانيّة حول تطبيع العلاقات مقابل رفع العقوبات الأميركيّة عن الخرطوم، وضعت الحكومة السودانيّة المدنيّة حدًّا لهذه المساعي، عبر إبلاغ وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أنها "بحكم كونها انتقالية لا تملك تفويضًا ببحث قضية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأن مهامها لا تتعدى إنفاذ مهام الانتقال"، وأنّه "لا يمكن بحث التطبيع إلا بعد إكمال هياكل الحكم الانتقالي".

وكشفت مجلّة "فورين بوليسي" الأميركيّة، اليوم، السبت، أن بومبيو ضغط على رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، لإجراء اتصال هاتفي بنتنياهو خلال لقائهما، الشّهر الماضي.

وتورد المجلّة أنّه "خلال اجتماع خاص للتوصّل إلى تفاصيل صفقة رفع اسم السوداء من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، حثّ بومبيو، فجأة، حمدوك على الاتصال بنتنياهو وبدء تطبيع العلاقات بين البلدين. وقال بومبيو إنّ هذه البادرة ستسهّل عليه إقناع الكونغرس بشطب اسم السودان من القائمة.

وتنقل المجلّة عن أحد المطّلعين على تفاصيل الاجتماع أن المسؤولين السودانيين ذهلوا، "سقطت أفواه الجانب السوداني على الأرض".

وشكلّ الربط الأميركي بين الاتصال بنتنياهو وبين رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب صدمة لأن حمدوك، وفق المجلّة، حصل سابقًا على تعهّد أولي أميركي برفع اسم السودان.

وتكشف المجلّة أن بومبيو حاول دفع ضابط رفيع في الجيش السوداني إلى الاتصال بنتنياهو، إلا أنه رفض هو الآخر. والتقى بومبيو خلال زيارته رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الذي سبق أن التقى نتنياهو.

وبحسب المجلّة، فإنّ اتفاقيّات التطبيع هذه أصبحت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحملة إعادة انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، وشرحت أنّها "تشكل نجاحًا ملموسًا في السياسة الخارجية، بعد تعثّر جهود الإدارة الكبيرة الأخرى في السياسة الخارجية، سواء كانت خطة سلام محكوم عليها بالفشل في الشرق الأوسط (في إشارة إلى "صفقة القرن") أو تقليص طموحات كوريا الشمالية النووية، أو تغيير سلوك الصين العدواني، أو احتواء برنامج إيران النووي".

المغرب: لا تطبيع مع "الكيان الصهيوني"

أمّا المغرب، الذي طرح اسمه إسرائيليًا أكثر من مرّة لاحتمال التطبيع معه خلال الفترة المقبلة، فقال رئيس وزرائه، سعد الدين العثماني، نهاية آب/أغسطس الماضي، أن بلاده ترفض كل "عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني".

وأضاف العثماني، خلال مشاركته في نشاط لحزب "العدالة والتنمية" أن "الاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني هي خطوط حمراء بالنسبة للمغرب"، وأنّ "التطبيع مع الكيان الصهيوني هو دفع وتحفيز له كي يزيد في انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني والالتفاف عليها".

سلطنة عمان: علاقات كاملة موضع شكّ

ومن غير الواضح ما الوجهة التي ستسلكها سلطنة عمان، التي باركت التحالف الإماراتي الإسرائيلي وأجرى وزير خارجيّتها السابق قبل إقالته بساعات اتصالا هاتفيًا بنظيره الإسرائيلي الشهر الماضي، وزارها نتنياهو علنًا في العام 2018.

لكن عمان لم تعلّق على الإعلان البحريني الأميركي الإسرائيلي المشترك، واكتفت بنقل البيانات الرسميّة البحرينيّة، الواردة في وكالة الأنباء الرسمية "بنا".

ورغم زيارة نتنياهو إلى عمان ولقائه وزير الخارجية العماني السابق في ألمانيا، إلا أن العلاقات لم تتطوّر حد التطبيع الكامل وتبادل التمثيل الدبلوماسي.

التعليقات