اتهم الأمين العام لـ"حزب الله" اللبنانيّ، حسن نصر الله، خلال خطاب نقلته قناة المنار الناطقة باسم الحزب، الإثنين، حزب القوات اللبنانية، أبرز خصومه المسيحيين، بمحاولة جرّ البلاد إلى "الحرب الأهلية"، وإطلاق الرصاص على مناصريه ومناصري حليفته حركة أمل، ما أوقع سبعة قتلى في منطقة الطيونة، أحد أبرز خطوط التماس خلال الحرب الأهلية.
وطالب نصر الله بإجراء تحقيق سريع بأحداث الطيونة ومحاسبة المسؤولين، كما أعلن أن لدى حزبه مئة ألف مقاتل مدربين ومجهزين في لبنان، في أول تعليق له بعد توترات شهدتها بيروت الخميس الماضي، خلال تظاهرة اعترضت على أداء المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ.
وقال نصر الله إن "الأجهزة الأمنية أبلغتنا أنّ الشهداء بأحداث الطيونة قتلوا برصاص حزب القوات اللبنانية".
ورفضا لقرارات قاضي التحقيق في انفجار المرفأ، طارق البيطار، شارك مؤيدون لـ"حزب الله" و"أمل"، الخميس، في احتجاج بالعاصمة شهد مواجهات مسلحة في شارع "الطيونة" بين منطقتي الشياح ذات الأغلبية الشيعية وعين الرمانة- بدارو ذات الأغلبية المسيحية.
وتابع نصر الله: "حزب الله وحركة أمل ليسوا أعداء للمسيحيين في لبنان بل قرارنا هو العيش المشترك".
وعدّ أن "البرنامج الحقيقي" لحزب القوات "هو الحرب الأهلية"، موجها اتهامات عالية النبرة الى رئيسها، سمير جعجع، الذي غالبا ما ينتقد حزب الله وسلاحه وانخراطه في نزاعات إقليمية، خصوصا في سورية المجاورة حيث يقاتل بشكل علني منذ العام 2013 دعما لقوات رئيس النظام، بشار الأسد.
وأضاف: "نريد تحقيقا سريعا بأحداث الطيونة ومحاسبة المسؤولين عن قتل الناس".
وفي الصدد ذاته قال نصر الله: "أنا أنصح حزب القوات ورئيسه التخلي نهائيا عن فكرة الاقتتال الداخلي والحرب الاهلية... أنا أقول لك أنت ’عم تحسب غلط (حساباتك مغلوطة)’... لم يكن حزب الله في المنطقة أقوى مما هو عليه الآن".
وشدد على "وجوب الحرص على مؤسسة الجيش اللبناني وبقائها وتماسكها، فوحدة وتناسق مؤسسة الجيش هي الضمانة الوحيدة لوحدة لبنان"، وفق قوله.
وكشف عن أن "الهيكل العسكري لحزب الله وحده يضم 100 ألف مقاتل، وهؤلاء المقاتلون لم نجهزهم لحرب أهلية، بل لندافع عن بلدنا في وجه الأعداء".
وقال نصر الله: "إننا متمسكون برفض مسار التسييس للتحقيق في تفجير مرفأ بيروت".
وفي 4 آب/ أغسطس 2020، وقع انفجار هائل بالمرفأ، أودى بحياة 217 شخصا وأصاب نحو 7 آلاف آخرين، بجانب أضرار مادية هائلة بأبنية سكنية وتجارية، جراء وجود نحو 2750 طنا من مادة "نيترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، كانت مُصادرة من سفينة ومخزنة منذ عام 2014.
وأضاف نصر الله: "نحن حريصون على معرفة الحقيقة لأنه تم استهدافنا (باتهامات) منذ اللحظات الأولى لتفجير المرفأ".
وتابع: "حين يتحول مسار العدالة إلى مسار آخر وإلى استنسابية (انتقائية) واستهداف سياسي لا يحق لنا السكوت".
وفي 2 تموز/ يوليو الماضي، ادعى القاضي البيطار على 10 مسؤولين وضباط، بينهم نائبان من حركة "أمل" حليفة حزب الله، هما علي حسن خليل وغازي زعيتر، ورئيس الحكومة السابق، حسان دياب.
وعدّ نصر الله أن "أكثر من يتحملون مسؤولية تفجير المرفأ هم القضاة الذين أذنوا بدخول مادة النيترات إلى المرفأ".
اقرأ/ي أيضًا | سين جيم: ما خلفيات المواجهات في بيروت بالأمس؟
وتساءل: "هل السلوك الاستنسابي الذي حصل ويحصل يعبّر عن نزاهة قضاء؟ فكل ما يحصل يعكس ترهيب سفارات".
التعليقات