إيران تفتح الباب أمام استئناف المحادثات مع السعودية... "الرياض تماطل"

أعرب وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الإثنين، عن أمله في تطوير علاقات بلاده مع دول الخليج، فيما أفاد تقرير صحافي بأن الرياض "تماطل في استئناف الجولة الجديدة من المباحثات" مع إيران

إيران تفتح الباب أمام استئناف المحادثات مع السعودية...

وزير الخارجية الإيراني يصل إلى مسقط ("أونا")

أعرب وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الإثنين، عن أمله في تطوير علاقات بلاده مع دول الخليج، فيما أفاد تقرير صحافي بأن الرياض "تماطل في استئناف الجولة الجديدة من المباحثات" مع إيران.

وفي تصريحات أدلى بها فور وصوله إلى العاصمة العمانية مسقط، في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، قال عبد اللهيان إنه سيجري "خلال هذه الزيارة محادثات مع المسؤولين العمانيين، بمن فيهم وزير الخارجية (بدر البوسعيدي)، بشأن تطوير العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية".

ووصف وزير الخارجية الإيراني علاقات بلاده مع مسقط بأنها "مستقرة وطويلة الأمد"، مشددا على أن طهران مهتمة بتعزيزها في المجالات كافة. وتابع عبد اللهيان أن "إيران تسعى لتوطيد علاقاتها مع جاراتها في إطار سياسة الحكومة الإيرانية القائمة على تمتين العلاقات مع دول الجوار".

وأضاف "نأمل أن يتم خلال هذه الزيارة تطوير العلاقات مع الدول المتشاطئة على الخليج".

وأكد عبد اللهيان "عدم وجود أي قيود أو استثناءات في إقامة علاقات جيدة بين إيران ودول المنطقة"، مشيرا إلى أن "وجهة نظر إيران تجاه الأزمة اليمنية قائمة على الحل السياسي عبر الحوار منذ بداية الأزمة"، حسبما أوردت وكالة "فارس" الإيرانية.

وذكرت وكالة الأنباء العُمانية الرسمية ("أونا") أن عبد اللهيان التقى نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، فهد بن محمود آل سعيد، ونقل إليه تحيات رئيس إيران، إبراهيم رئيسي، لسلطان عُمان، هيثم بن طارق.

وأضافت أنه "تم خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتبادل وجهات النظر بشأن المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة لاستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة".

عبد اللهيان في سلطنة عُمان ("أونا")

وذكرت الوكالة العُمانية أنه "تم التأكيد"، خلال اللقاء، "على أهمية تفعيل اللجنة المشتركة وتعزيز التشاور بين البلدين في القضايا التي تهم دول المنطقة"؛ فيما أعلنت وزارة الخارجية العُمانية، في بيان، أن عبد اللهيان عقد لقاء مع نظيره العماني، من دون تفاصيل عن المباحثات.

وذكرت وكالة "إرنا" أن الجانبين بحثا في هذا اللقاء "آليات رفع مستوى التعاون بين طهران ومسقط، وبما يشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وأهم التطورات الراهنة في المنطقة".

وخلال مؤتمر صحافي عقد اليوم، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعید خطيب زادة، إن عبد اللهيان "قد يزور إحدى الدول (لم يسمها) المطلة على الخليج".

وأضاف أن "الجولة المقبلة من المحادثات بين إيران والسعودية، والتي يستضيفها العراق، على جدول الأعمال وحاولنا أن نواصل المحادثات وعلاقاتنا المستقرة رغم الملفات الخلافية بین البلدین"، وفق "إيرنا".

وأوضح المتحدث الإيراني أن استئناف المباحثات مع السعودية كان كذلك "على جدول أعمال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، خلال زيارته الأخيرة لطهران"، وأضاف "نسعى إلى تحديد موعد للجولة الخامسة".

وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قد زار طهران أواخر الشهر الماضي على رأس وفد حكومي رفيع ضم مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، والتقى بعدد من المسؤولين هناك.

ومنذ سنوات، تتهم دول خليجية، في مقدمتها السعودية، إيران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها اليمن ولبنان، وهو ما تنفيه طهران وتقول إنها تلتزم بعلاقات حُسن الجوار.

"السعودية تماطل في استئناف الجولة الجديدة من المباحثات"

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر إيرانية وصفتها بـ"المطلعة" (لم تسمها)، قولها إن السعودية "تماطل في استئناف الجولة الجديدة من المباحثات بين الطرفين"، مشيرة إلى أن طهران أبلغت بغداد، التي تتوسط بين البلدين؛ استعدادها لإطلاق جولة جديدة.

وقالت المصادر إن "إيران على تواصل مباشر مع الحكومة العراقية لتحديد موعد للجولة الجديدة لكن يبدو أن السعودية غير متحمسة حتى اللحظة"، ولفتت إلى أن "الجولة الخامسة من المباحثات تنتظر الاتفاق على موعد محدد ومستوى المشاركة فيها. وبغداد على تواصل مع الجانب السعودي بشأن الموعد لكنه لم يتجاوب بعد مع ذلك".

في المقابل، لم تستبعد مصادر "العربي الجديد" أن تتجاوب الرياض خلال الأيام المقبلة مع الجهود العراقية التي وصفتها بـ"المكثفة"، لتحديد موعد لجولة الحوار الجديدة بين السعودية وإيران، خلال الفترة القريبة المقبلة.

وعزت المصادر سبب تأخر الجولة الخامسة لعدة أشهر بعد انتهاء الجولة الرابعة في أيلول/ سبتمبر الماضي،إلى "عقبات وعوامل أخرت استئناف المباحثات"، مشيرة إلى أن أحد الأسباب تمثل في الانشغال العراقي بملف الانتخابات البرلمانية والسجال الذي رافق الإعلان عن نتائجها.

وأضافت المصادر أن "العامل الآخر هو أن الرياض بعد أن رفضت طهران التجاوب مع مطلبها خلال الجولات السابقة بالضغط على أنصار الله (الحوثيين) لوقف الهجمات على السعودية وأحالت الأخيرة إلى التفاوض مباشرة مع صنعاء، قامت بتصعيد الوضع في اليمن".

يشار إلى أن إيران والسعودية بدأتا مباحثات منذ نيسان/ أبريل الماضي في بغداد بواسطة الحكومة العراقية، وعقدتا أربع جولات منها حتى الآن، لكنها لم تفض بعد إلى نتائج واضحة.

التعليقات