لبنان: ترسيم الحدود مع قبرص بعد التفاهم مع سورية

قال بو صعب إنّ "الهدف من اجتماع اليوم هو مناقشة النّقاط الّتي كانت عالقة بين لبنان وقبرص بموضوع التّرسيم البحري، فقد كان هناك اختلاف بوجهات النّظر في السّابق، وحصلت اتّفاقيّة لكنّها لم تُبرَم".

لبنان: ترسيم الحدود مع قبرص بعد التفاهم مع سورية

إلياس بو صعب (Getty Images)

أعلن نائب رئيس مجلس النّواب اللبناني، إلياس بو صعب، اليوم الجمعة، أن بلاده "لن تنهي ملف ترسيم الحدود البحرية مع قبرص، إلا بعد التفاهم مع سورية".

جاء ذلك في تصريح عقب اجتماع الرئيس ميشال عون، بوفد زائر لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص، في قصر الرئاسة شرق العاصمة بيروت.

كما يأتي ذلك فيما ألغى النظام السوري، الإثنين الماضي، زيارة كانت مقررة الأربعاء لوفد لبناني إلى دمشق، لمناقشة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر دبلوماسي.

وقال بو صعب إنّ "الهدف من اجتماع اليوم هو مناقشة النّقاط الّتي كانت عالقة بين لبنان وقبرص بموضوع التّرسيم البحري، فقد كان هناك اختلاف بوجهات النّظر في السّابق، وحصلت اتّفاقيّة لكنّها لم تُبرَم".

وأضاف أن "التّعاون مع قبرص ليس كالتّعاون مع الدّولة العدوّ (إسرائيل)، وهذا يسرّع العمل".

وتابع أنّ "الرّئيس عون كان قد أعطى توجيهاته للإسراع بالتّرسيم قدر الإمكان، لذلك كان الاجتماع اليوم لوضع الأمور على السّكة الصّحيحة".

ولفت إلى أن النّقاط الّتي ستظلّ عالقةً، هي الّتي تتعلّق بالتّرسيم شمالًا، لذلك طلبنا التّواصل مع سورية من جديد.

وشدّد بو صعب على أن لبنان "لن ينهي الملف" مع قبرص، "إلّا بعد التّفاهم مع سورية، لأنّ ذلك ما يحصل بين الدّول الصّديقة".

من جهته، قال المسؤول القبرصي، في تصريحات للصحافيين عقب الاجتماع: "لا مشكلة لا يمكن حلّها بيننا، ومسألة الترسيم ليست بهذه الصعوبة".

وفي 17 كانون الثاني/ يناير 2007، وقّع لبنان مع قبرص اتفاقية حول تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، بهدف توطيد علاقات حسن الجوار والتعاون في ما بينهما لاستثمار الثروات النفطية.

وبحسب موقع الجيش اللبناني، استندت هذه الاتفاقية إلى القوانين المرعية في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وتمّ تحديد المنطقة الخالصة بين لبنان وقبرص على أساس خط الوسط.

لكن بعد توقيع قبرص اتفاقية مع إسرائيل عام 2011، لتحديد المنطقة الاقتصادية الخاصة بينهما، اتهم لبنان قبرص بتجاهل ما تمّ الاتفاق عليه معه، ما أدّى إلى خسارته مساحة مائية تزيد على 860 كلم2 من منطقته الخاصة التي تحتوي كميات كبيرة من النفط والغاز.

وفي آذار/ مارس الماضي، أثير نزاع على الحدود البحرية المشتركة بين البلدين، بعد أن منح النظام السوري ترخيصًا لشركة طاقة روسية لبدء عمليات تنقيب بحري في منطقة يؤكد لبنان أنها تابعة له، في وقتٍ أعلن عن اكتشافات مهمة لحقول الغاز شرق البحر المتوسط.

ويأتي هذا التطور بعد أيام من إنجاز لبنان اتفاقا في مسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.

ووقّع عون ورئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، أمس الخميس، نص اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، بدون حضور مراسم التوقيع. وخاض لبنان وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة استمرت عامين بوساطة أميركية حول ترسيم الحدود في منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط، تبلغ مساحتها 860 كم مربعا.

التعليقات